عثرات وتحقيقات كبيرة تخضع لها عملة فيس بوك الرقمية "ليبرا" فى الوقت الراهن، ففى الوقت الذى تطالب فيه العديد من الهيئات الرسمية الأمريكية شركة فيس بوك بتوضيح آلية عمل عملتها الرقمية "ليبرا"، والطرق التى ستتبعها لمنع استغلالها فى أعمال غير مشروعة أو إرهابية، إلا أنه بحسب تقرير لـ Financial Times، فإن المفوضية الأوروبية وجهت العديد من الأسئلة لفيس بوك بخصوص عملته الرقمية.
استجواب فيس بوك
وركز الاستجواب بشكل أساسى على الشق الأمنى وخصوصية بيانات المستخدمين التى سيستخدمها نظام العملة الرقمى، بالإضافة لاستجواب الشركة حول تدابيرها الأمنية للحول دون استغلال ليبرا فى تمويل الإرهاب والأعمال غير المشروعة، وكيف ستتمكن من تأمين احتياطها النقدى، فيما جاء استجواب المفوضية الأوروبية لفيس بوك فى سياق جهودها لتحديد النظم واللوائح لإدارة العملة، وذلك حال تم السماح بتداولها فى المنطقة وهو أمر لا يزال مستبعد نظراً لكم العقبات التى تواجها العملة من المنظمين.
كما طلبت المفوضية الأوروبية من فيس بوك وجمعية ليبرا (Libra Association) الرد على سلسلة من الأسئلة حول الاستقرار المالى وغسل الأموال ومخاطر خصوصية البيانات التى يمكن أن يطرحها المشروع، إلى جانب التأكد من تقليل مخاطر استخدام العملاء للعملة الرقمية للتهرب الضريبى.
جهود الاتحاد الأوربى
فيما يعد هذا الاستجواب جزءًا من جهد أكبر للاتحاد الأوروبى لتحديد كيفية تنظيم مشاريع مثل ليبرا فى الاتحاد الأوروبى، وإذا كانت هناك حاجة إلى تشريع جديد، وإذا كان ينبغى السماح لعملة فيس بوك بالعمل فى الاتحاد من الأساس أم لا، فيما يأتى ذلك فى وقت تتزايد فيه الضغوط الرسمية على فيس بوك من أجل الشرح للمنظمين كيف تخطط لإنشاء عملة رقمية يمكن استخدامها من قبل 2.4 مليار مستخدم على منصاتها.
معايير الموافقة على العملة
وسبق وأن صرح مدير البنك المركزى الأوروبى أن المعايير والنظم للموافقة على العملة ستكون صعبة للغاية، وذلك فى الوقت الذى عبرت فيه الحكومة الفرنسية عن رفضها لـ"ليبرا" وعدم السماح بتواجدها فى الاتحاد، حيث يأتى ذلك فى وقت تتزايد فيه الضغوط الرسمية على فيس بوك من أجل الشرح للمنظمين كيف تخطط لإنشاء عملة رقمية يمكن استخدامها من قبل 2.4 مليار مستخدم على منصاتها.
كما جرى فى الشهر الماضى استجواب مسئولى ليبرا من قبل 26 شخصا من البنك المركزى الأوروبى فى أول لقاء كبير بين فيس بوك والهيئات التنظيمية، كما طلبت هيئة مكافحة الاحتكار فى بروكسل فى شهر أغسطس من الشركة الإجابة عن مخاوف بشأن أن ليبرا ستضر بخيار المستهلك.
مطالبات لمجموعة العشرين بتنظيم "ليبرا"
فيما قالت وثيقة للاتحاد الأوروبى إن وزراء مالية الاتحاد الأوروبى سيبلغون نظراءهم فى اجتماع مجموعة العشرين فى منتصف أكتوبر أن هناك حاجة إلى استجابة تنظيمية عالمية لـ"العملات المستقرة" مثل "ليبرا" التابعة لفيس بوك، وبحسب وكالة رويترز، فيطلق مصطلح "العملات المستقرة" على العملات المشفرة المصممة لتقليل التقلب فى سعر العملات الرقمية، والتى تكون مدعومة بأصول مثل الودائع النقدية التقليدية أو الأوراق المالية الحكومية قصيرة الأجل أو الذهب.
وقد دعا الوزراء الذين سيوافقون رسميًا على النص الأسبوع المقبل، شركاء مجموعة العشرين إلى إصلاح قوانين ضرائبهم على الشركات الرقمية فى عام 2020، ومعالجة التوترات التجارية بشكل عاجل، التى تعرض النمو العالمى للخطر، وفق ما جاء فى وثيقة الشروط المرجعية.
وجاء بالوثيقة أيضا: "إن آخر التطورات فيما يتعلق بالعملات المستقرة والتحديات التنظيمية، والرقابية، والإشرافية المتعددة الجوانب التى تمثلها هذه، تدعو إلى تعاون سلس واستجابة منسقة على المستوى العالمى"، وهو ما سوف ينقله الاتحاد الأوروبى إلى شركاء مجموعة العشرين فى اجتماع لوزراء المالية ومحافظى البنوك المركزية فى واشنطن فى 17-18 أكتوبر.
مجلس إدارة ليبرا
ومن المقرر أن يوقع الأعضاء الداعمون لجمعية ليبرا على ما يسمى إعلان العضوية للإشارة إلى التزامهم بالمشروع، وتعهدوا باستثمار 10 ملايين دولار على الأقل فى المشروع، لكنهم لم يسلموا أى أموال بعد، ومن المتوقع أن يرشح الأعضاء الداعمون لجمعية ليبرا مجلس إدارة لإضفاء الطابع الرسمى على مشاركتهم فى أول اجتماع رسمى فى جنيف، حيث يقع مقر جمعية ليبرا، فى منتصف شهر أكتوبر.
باى بال تتراجع عن دعم فيس بوك
وأعلن موقع خدمات تحويل الأموال الأمريكى PayPal انسحابه من "جمعية ليبرا" Libra Association، المسئولة عن بناء عملة فيس بوك الرقمية "ليبرا"، وبحسب موقع techcrunch الأمريكى، قالت الشركة إنها ستتخلى عن أى مشاركة أخرى فى المجموعة، وذلك لأنها تسعى للتركيز بدلا من ذلك على أعمالها الأساسية، وجاء فى بيان الشركة: "ما زلنا ندعم تطلعات " ليبرا"، ونتطلع إلى استمرار الحوار بشأن سبل العمل معًا فى المستقبل".
فيما تعد PayPal أول مؤيد مالى ينسحب من "جمعية ليبرا" بعد أن ذكرت وكالة بلومبرج الإخبارية فى وقت سابق من هذا الشهر أنها لم تقرر بعد بشأن الانضمام رسميًا إلى العملة المشفرة.
فيزا وماستركارد يرفضان دعم ليبرا علنا
وأشار تقرير لوول ستريت جورنال إلى أن المديرين التنفيذيين لعدد من الشركات الشريكة لإطلاق ليبرا رفضوا دعمها علنا، على الرغم من الطلبات المقدمة من فيس بوك لهم للقيام بذلك، حيث يدعى التقرير، استنادًا إلى مصادر مجهولة، أن فيزا وماستركارد وغيرهما يعيدون النظر فى تورطهم بهذه العملة الرقمية، بعد الكم الهائل من الانتقادات التى حصلت عليه.
ورد ديفيد ماركوس من فيس بوك على هذا التقرير عبر عدد من التغريدات على حسابه الشخصى بتويتر، قائلا: "لكى تنجح ليبرا، فإنها تحتاج إلى أعضاء ملتزمين، وعلى الرغم من أننى لا أعلم بخطط منظمات محددة لعدم تكثيفها، فإن الالتزام بالمهمة هو أكثر أهمية من أى شىء آخر".
فيس بوك يدافع عن عملته الرقمية "ليبرا"
من جهته أعلن فيس بوك عن استمراره فى دعم عملته الرقمية الجديدة، حيث رد ديفيد ماركوس، المسئول التنفيذى لفيس بوك المشرف على Libra، عبر حسابه على تويتر على تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، قائلا إن مجموعة من مؤيدى Libra - بما فى ذلك Visa وMasterCard - يعيدون تقييم مشاركتهم فى المشروع، ولم ينكر ماركوس تقرير الصحيفة نهائيا، لكنه أوضح إن مجموعة أولية رسمية من أعضاء ليبرا "سيتم إضفاء الطابع الرسمى عليهم فى الأسابيع المقبلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة