هناك مقولة شهيرة تقول إن "السن هو مجرد رقم"، تعبيرا عن أن التقدم فى العمر لا يعنى الكثير طالما كان صاحبه قادرا على العطاء وإنجاز المهام.. لكن هذه المقولة قد تصبح محل شكوك كثيرة فى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث إن 3 من المتنافسين الديمقراطيين على ترشيح الحزب فى الانتخابات، وهم بيرنى ساندرز وجو بايدن وإليزابيث وارن تبلغ اعمارهم 78 و76 و70 عاما، أكبرهم هو سيناتور فيرمونت بيرنى ساندرز الذى تم نقله إلى المستشفى أمس الأربعاء بعد شعوره بآلام فى الصدر، وإعلان وقف نشاط حملته الانتخابية لعدة أيام.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الناخبين الأمريكيين يريدون قادة لديهم خبرات، لكن السؤال هو حجم هذه التجربة التى يريدونها.
وتشير الصحيفة إلى أن ساندرز ظل على مدار أشهر يرفض الأسئلة بشأن عمره، ويرد بشعار بسيط لمن يشككون فيما إذا كان لديه النشاط الكافى للترشح للرئاسة "اتبعونى خلال الحملة الانتخابية". لكن فى الساعات التى سبقت آلام الصدر التى أدت إلى تدخل عاجل فى إحدى مستشفيات لاس فيجاس، كان ساندرز يردد كلمات أخرى: "احضروا كرسى هنا" وتحول إلى نائب مدير حملته قبل أن يجلس أمام حشد من 250 تجمعوا لجمع التبرعات، وقال: "لقد كان يوما طويلا هنا".
وتوضح "نيويورك تايمز" أن الحملات الرئاسية دائما ما تعكس آمال ومخاوف الناخبين الذين يدلون بأصواتهم. وفى هذا العام، وفى ظل ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والدراسة الجامعية والهجرة والقضايا المختلفة، فإن السباق يعكس قضية أخرى تتعلق بمتى يكون السن متقدما للغاية.
يقول أطباء انه لا يوجد إجابة واضحة أو معروفة، فصحيح إن النشاط الجسدى والإدراكى يعتمد على السن، لكن هناك تنوع واختلاف شديد فى هذا الأمر. فيمكن أن يكون شخص فى عمر السبعين أفضل من آخر فى عمر الستين. كما أن نظرة الأمريكيين تغيرت للأمر بسبب تقدم عدد كبير منهم فى الأمر، كما أن الرعاية الطبية أصبحت أفضل، ولذلك يعتقد البعض أن السن لا ينبغى أن يكون عامل يمنع الشخص من الترشح للرئاسة، وهذه هى الرسالة التى يؤمن بها البعض بقوة خاصة هؤلاء الذين يتقدمون فى العمر.
ويقول أمريكى متقاعد فى السبعين من عمره إن السبعين هى الخمسين الجديدة، فلا أبدو لك وكأنى فى أواخر العمر، بل أبدو أكثر فى منتصف العمر.
لكن على صعيد آخر، يشعر البعض بالقلق من أن الرئيس المتقدم فى العمر، والذين سيكون القائد الأعلى للبلاد، سيشاركهم فى التراجع الذى يمرون به فى قدراتهم البدنية والعقلية على مر السنين.
وكانت مسألة السن أمر لا مر منه فى الحملة الانتخابية. فمنذ إعلان ترشحه، واجه جو بايدن أسئلة حول لياقته البدنية وحالته الصحية وقدرته على تذكر الأمور.
ورغم أن صحة المرشح من الأمور التى يهتم بها الناخبون الأمريكيون، إلا أن ايا من المرشحين الديمقراطيين لم يكن حريصا على الخوض فى تفاصيل صحتىه. فقد أصدر مساعدو ساندرز بيانا موجزا أشاروا فيه إلى وجود انسداد فى احد الشرايين وتم إدخال اثنين من الدعامات بنجاح، وهو أمر شائع فى الولايات المتخدة. لكن حتى الآن لم يصدر المرشحين الثلاثة الكبار ساندرز وبايدن واليزابيث وارن سجلاته الطبية، على الرغم من أن الثلاثة تعهدوا بالقيام بذلك قبل انطلاق السباق التمهيدى فى ولاية أيوا فى فبراير المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة