روسيا تخطب ود القارة السمراء فى سوتشى.. السيسى وبوتين فى أول قمة بتاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.. موسكو تدخل حلبة منافسة القوى الكبرى لغزو أفريقيا استثماريا.. البنية التحتية والطاقة أبرز مجالات التعاون

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019 12:00 م
روسيا تخطب ود القارة السمراء فى سوتشى.. السيسى وبوتين فى أول قمة بتاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.. موسكو تدخل حلبة منافسة القوى الكبرى لغزو أفريقيا استثماريا.. البنية التحتية والطاقة أبرز مجالات التعاون السيسى وبوتين
كتبت شيماء بهجت ـ (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى سوتشى.. روسيا تدخل حلبة منافسة القوى الكبرى لخطب ود القارة السمراء.. أول قمة فى تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.. تعزيز آفاق التعاون وعلى رأسها البنية التحتية والطاقة النووية والتكنولوجيا المتقدمة.. اتفاقيات مع 21 دولة.. و20.4 مليار دولار حجم التبادل التجارى حتى 2018

على ضفاف البحر الأسود يستعد منتجع سوتشى، الروسى الأشهر والأدفأ والأكثر صيتاً، لاستقبال أكثر من 50 زعيماً ورئيساً أفريقيا، فى أول قمة روسية- أفريقية يستضيفها المنتجع بعد ساعات، بما يؤشر إلى مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التعاون والشراكة التى مهدت روسيا لها خلال السنوات الخمس الأخيرة، فى مسع لإعادة دخولها باعتبارها قوة عالمية مهمة ومهيمنة إلى أفريقيا، حيث كثفت من علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع القارة الدافئة التى تسابق على كسب ودها قوى عظمى وشركاء عالميون.

184241-سوتشي لؤلؤة الساحل الروسي تستضيف كأس القارات
سوتشى 

وتعد قمة "روسيا – أفريقيا" هى أول حدث على مثل هذا المستوى فى تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية، حيث وُجهت الدعوات للمشاركة فيها إلى رؤساء كل دول القارة الافريقية، وكذلك الى القائمين على كبريات الاتحادات والمؤسسات الاقليمية.

ويبحث منتدى "سوتشى" الروسى - الأفريقى - الذي سيبدأ أعماله غدا الأربعاء، برئاسة مشتركة مصرية - روسية ويستمر يومين - سبل تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية بين الجانبين على مدى 32 جلسة، تركز الجلسة الافتتاحية، التى سيشارك فيها زعماء روسيا والدول الأفريقية والتي تحمل عنوان: «روسيا – أفريقيا - كفاءة التعاون» على سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين فى كافة المجالات على أساس المصالح المتبادلة.

ومن المنتظر أن يفتتح الرئيسان عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، الجلسة العامة لمنتدى روسيا - أفريقيا الاقتصادى، الذى يرتكز على 3 محاور رئيسية هي: تعزيز التعاون الاقتصادي، وإقامة مشروعات مشتركة، وتعاون فى القطاع الإنسانى والاجتماعى، وذلك بمشاركة أكثر من 3 آلاف شخص من رجال الأعمال والوزراء والخبراء الأفارقة والروس.

الرئيس السيسى والرئيس الروسى

لم تأت قمة سوتشى المرتقبة كسياسة مفاجئة ولم تنشأ فكرتها من فراغ، بل سبقتها سنوات شهدت منذ عام 2005 توقيع موسكو لاتفاقات عسكرية مع 21 دولة أفريقية، كما أن روسيا خلال العقد الماضى قفزت بحجم تجارتها مع القارة من 5.7 مليار دولار فى عام 2009 لتصل بها إلى ما اقترب من 4 أمثال مسجلة 20.4 مليار دولار في عام 2018. وسعت روسيا سعيا حثيثا لإيجاد شركاء دبلوماسيين جدد علاوة على أسواق جديدة وبضائع، ولاسيما بعدما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها في أعقاب ضم إقليم القرم وقرعت معدلات النمو المتسارعة لشراكات روسيا في القارة الأفريقية أجراس تحذيرات في واشنطن وباريس

وبدأت روسيا نشاطا دبلوماسيا فى أفريقيا منذ العام الماضى، حيث قام وزير الخارجية سيرجى لافروف بزيارة لكل من أنجولا وموزمبيق وإثيوبيا وزيمبابوي وناميبيا، وزار نفس الدول في مارس الماضي، وكلا من المغرب وتونس والجزائر في يناير الماضي، وذلك في إطار الجهود التي تستهدف التأكيد على أواصر الصداقة القوية مع الدول الأفريقية.

الرئيس السيسى ونظيره الروسى

وترى روسيا أن هناك قوى من بينها الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، تتنافس للاستفادة من إمكانيات القارة السمراء غير المستغلة حتى الآن، ولكنها تدرك مواطن القوة التي تقدر أن تنافس بها علي الساحة الأفريقية، حيث تسعى موسكو إلي تعزيز تعاونها مع الدول الأفريقية في مجالات محددة، وهي مشروعات البنية التحتية خاصة الطاقة النووية، وتوفير التكنولوجيا المتقدمة خاصة في مجال الأقمار الصناعية، واكتشاف والتنقيب عن الموارد الطبيعية، فضلا عن دعم التعاون في مجالات الصحة والتعليم والقضاء على الفقر.

ويرى الباحث فى "وكالة بحوث الدفاع السويدية"، جاكوب هيدينسكوج، أن روسيا لديها مصالح، شأنها شأن القوى العظمى الأخرى، داخل أفريقيا "وتتضمن تصدير السلاح، واستيراد الموارد الطبيعية، والإسهام في مشروعات الطاقة." ، ورغم توقيع روسيا لاتفاقات عسكرية مع عدد لا بأس به يزيد على العشرين دولة أفريقية، فإن وجودها في القارة على أرض الواقع لا يزال محدودا إذا قورن بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وهو ما تحاول موسكو علاجه.

ويجمع كثير من المراقبين على أن دخول روسيا إلى حلبة المنافسة لكى تخطب ود القارة السمراء لن يكون هيناً، فقد سبقها كثيرون سعوا منذ سنوات، بل عقود، واكتسبوا خبرة "مشاغلة" قلب "الثرية الفقيرة"، التي تمتلك 30 % من احتياطيات الثروات المعدنية على مستوى العالم، و10 % من احتياطيات النفط المؤكدة، و8 % من احتياطيات الغاز الطبيعى، ويقطنها 1.2 مليار إنسان فى 55 دولة، وتحقق معدلات نمو هي الأسرع على مستوى أقاليم وقارات العالم بنسبة 3.4 % في عام 2018، ويتوقع أن تصل إلى 3.9 % في نهاية 2019، ووصل حجم ناتجها المحلى الإجمالي 2.5 تريليون دولار، ويقترب حجم تبادلها التجاري مع العالم من كسر حاجز التريليون دولار سنوياً.

ويكفي من بين طابور الخاطبين أن نرصد المنافس الصينى الشرس الذي تربع على عرش التجارة والاستثمارات في القارة السوداء، كأكبر شريك تجارى لأفريقيا للعام التاسع على التوالى، بحجم تبادل تجاري اقترب من 205 مليارات دولار في عام 2018 بما يعادل 10 أمثال حجم التبادل التجاري الروسي الأفريقى.

وفي هذا الصدد تسير روسيا في مقاربة مشابهة لما أنجزته الصين بمنتداها التعاوني الصيني الأفريقي الذي أصبح له نفوذ مؤثر كمصدر من مصادر دعم الدول القارة الأفريقية، فالمنتدى الصيني الأفريقي في دورته الأخيرة حضره عدد من القادة الأفارقة بلغ ضعف اولئك الذين شاركوا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لذا فإن كثيراً من المراقبين يرون أن روسيا لا يساورها أدنى شك في أنها تستطيع تحقيق علاقات متميزة ومؤثرة مع القادة الأفارقة تضاهي ما حققه الصينيون في القارة السوداء، وإن كان المراقبون يرون أن تلك العلاقات ستتميز لأسباب أخرى ومتباينة، إذ أن روسيا تتطلع لإبرام المزيد من الصفقات العسكرية مع البلدان الأفريقية، على غرار ما وقعته أخيراً مع نيجيريا لقتال منظمة ”بوكوحرام"، علاوة على المزيد من صفقات النفط والغاز الطبيعي والمناجم ومشروعات طاقة نووية، وتشمل الدول المرشحة لمثل تلك الاتفاقات مدغشقر وموزمبيق وزيمبابوي والسودان وجنوب السودان.

كما يرى الخبراء أيضا أن روسيا من المؤكد أنها سوف تستفيد فى هذا الصدد من عضويتها فى تجمع البريكس ( البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا )، خاصة بنك البريكس للتنمية الذى يقدم التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات في الدول الأفريقية، والتأكيد علي دعم الدول الأفريقية نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2063.

ورغم المساعي المكثفة الأخيرة، فإن حضور روسيا في القارة الأفريقية لا يزال هامشياً إذا قورن بالقوى العظمي الأخرى كما أنها لا تهدد مصالحها الجوهرية، بيد أن ذلك قد يتبدل مستقبلاً، بينما تعتلي روسيا قائمة الدول المصدرة للسلاح إلى أفريقيا، غير أن 80 في المائة من صادراتها من الأسلحة للقارة تذهب إلى حليفتها طويلة الأمد الجزائر التي تعتمد على السلاح السوفييتي منذ استقلالها عن فرنسا في أواخر الخمسينيات.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة