كشفت تقارير دولية عن قيام العدوان التركى على شمال سوريا بقيادة الديكتاتور العثمانى أردوغان ، باستخدام الفسفور الأبيض فى قذف المدنيين الابرياء فى سوريا ، مما تسبب فى ادانة دولية واسعة لتلك الممارسات التركية وسط مطالب بالتحقيق الفورى فى تلك الجريمة ، خصوصا فى ظل تجريم استحدام الفسفور الابيض فى الحروب وفقا للاتفاقيات والبرتوكولات الدولية واتفاقية جنيف .
العدوان التركى على شمال سوريا
ومع دعوة الأمم المتحدة لفتح تحقيق دولى فى استخدام تركيا الفسفورالأبيض والنابالم الحارق فى توجيه ضربات للشمال السورى،كما دعا البرلمان الأوربى بكامل أعضائه لمحاسبة فورية لأنقرةعلى هذه الجريمة البشعة،يرصد " اليوم السابع" ما هو الفسفورالأبيض وكيف جرمت الدول استخدامه فى النزاعات الدولية والحروب،وكذلك من يملك الحق فى التحقيق فى هذا الأمر،والعقوبات المقررة دوليا على استخدام تلك المادة الخطيرة فى استهداف المواطنين المدنيين.
كردى يعانى التعرض لهجوم فسفورى تركى
ما هو الفسفور الأبيض؟ والآثار المترتبة على الإصابة به؟
وتعد قنابل الفسفور الأبيض سلاح يعمل عبر امتزاج الفسفور فيه مع الأكسجين، وهو عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجا نارا ودخان أبيض كثيف، وعند تعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد ولا يتبقى إلا العظام.
طفل مصاب بآثار الفسفور الابيض
متى ظهر استخدام القنابل الفسفورية؟
ظهرت صناعة القنابل الفوسفورية في أواخر عام 1916 في بريطانيا، وتعتبر هذه القنابل من الأسلحة الكيماوية الخطرة، كما ينتج عن اشتعال الفوسفور الأبيض ثالث وخامس أوكسيد الفوسفور، ودخاناً كثيفاً، وتم استخدام هذه القنابل في الحرب الأمريكية على فيتنام، ومن ثم تم انتشارها في الحروب، والقتالات، والتظاهرات الكثيرة، اذ تم استخدامها أيضا من قبل القوات الأمريكية فى مدينة الفلوجة العراقية عام 2004 ، كما استخدمتها اسرائيل على قطاع غزة فى عام 2009.
اتفاقيات جنيف والبروتوكولات المكملة لها ، والموقعة فى سويسرا وتحديدا فى 17 يونيو 1925 ، حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية ،وهو معاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في النزاعات المسلحة الدولية، ودخل حيز التنفيذ في 8 فبراير 1928.
العدوان التركى على سوريا
وعلى الرغم من توقيع تركيا على بروتوكول جنيف فى عام 5 أكتوبر 1929، إلا أنها خالفت كل ما ينص عليه البرتوكول من حظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ، وقامت باستخدام الفسفور الأبيض فى عدوانها الغاشم على شمال سوريا.
استاذ قانون دولى : الاتفاقيات الدولية تجرم استخدام الفسفور الأبيض وللسوريين اختصام تركيا أمام المحكمة الجنائية
وفى هذا الإطار يقول الدكتور مساعد عبد العاطى، استاذ القانون الدولى ، إن القانون الدولى يحظر استخدام بعض الأسلحة ومنها الأسلحة الجرثومية والفسفورية وأيضا الأسلحة الكيماوية وهناك معاهدات دولية لحظر انتاج واستخدام هذه الأسلحة وتعد من الالتزامات القانونية الآمرة وتلزم جميع الدول حتى الدول التى لم توقع عليها نظرا لما تمثله من اضرار على الانسان والبيئة.
وأضاف عبد العاطى فى تصريح لـ" اليوم السابع" أن معاهدة الأمم المتحدة لحظر انتاج أو استخدام أو تصنيع الأسلحة الجرثومية والبيولوجية والكيماوية وهى اتفاقيات أممية تحت مظلة الأمم المتحدة وقواعدها ملزمة لكافة الدول حتى ولو لم توقع على هذه الاتفاقيات لأنها قواعد من الطبيعة العرفية الملزمة للجميع.
وتابع الدكتور مساعد عبد العاطى ، أنه اذا ما ثبت ارتكاب الجيش التركى لأى من الجرائم الاربع التى تمثل الحرب ضد الانسانية، والابادة الجماعية فانه يتم التعامل القانون مع الجانب التركى لاسيما اما المحكمة الجنائية الدولية ، وذلك يتطلب شكوى من سوريا إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية فى الأخر من تشكيل لجنة أممية للتحقيق والوقوف على هذه الاتهامات .
وذكر استاذ القانون الدولى ، أن مجلس الأمن صاحب القرار السياسى واذا ما توافقت الارادة السياسية والقانونية لدى الدول الأعضاء يمكن محاسبة تركيا على جرائمها التى تمثل اعتداء ضد الانسانية ،بعد تشكيل فريق ولجنة موسعة تضم عناصر فنية للبحث سواء فى كل الجوانب المادية من فحص المصابين والتربة والهواء ومعرفة الاسلحة المستخدمة وقياس نسبة الاشعاع والاسلحة الجرثومية وفى نهاية المطاف يكتب تقريرها لعرضه مجلس الامن ومجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان.
الدكتور مساعد عبد العاطى استاذ القانون الدولى
وشدد مساعد عبد العاطى ،على ضرورة توثيق كل الاعتداءات التركية توثيقا ماديا لإكمال واعداد ملف متكامل بشأن الانتهاكات التركية فى شمال سوريا ،واذا ما ثبت ان ارتكب تقع تحت نطاق المسئولية الدولية وحتى يتم اثبات ارتكاب مثل هذه الجرائم لابد من قيام لجان تحقيق دولية وتقصى حقائق للكشف والتدقيق والوقوف عما اذا كانت الدولة المتهمة بارتكاب مثل هذه الجرائم المحظورة دوليا من عدمه ، وذلك من خلال استخدام بعض التقنيات والفنيين المتخصصين حسب النشاط المزعوم ارتكاب هذه الدولة له سواء كانت اسلحة عنقودية او فسفورية.
وتابع استاذ القانون الدولى ،أن الأمر يستأهل للوقوف على الانتهاكات والجرائم التركية فى شمال سوريا وبناء على تقارير هذه اللجان التى يتم رفعها الى مجلس الأمن الدولى يتم النظر فى اتخاذ الاجراءات والتدابير اذا ما ثبت من تقارير هذه اللجنة ارتكاب الجيش التركى لهذه الجرائم ،الامر الذى يخول لمجلس الامن اتخاذ عدة اجراءات وتدابير حيال السلوك التركى ضد سوريا ،ابتداء من الادانة وعقوبات اقتصادية وايضا استخدام قوة وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
طارق فهمى: استخدام تركيا للفسفور الابيض انتهاك للمواثيق الدولية
ومن جانبه ، قال الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية ، إن استخدام القوات التركية للأسلحة المجرم استخدامها دوليا في سوريا عمل يجرمه القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية الخاصة بإبادة البشر وهو ما يتطلب تدخلا دوليا في النظر في هذا الاستخدام وضرورة التعامل معه بصورة و جدية ووفق القواعد المنظمة .
الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية
وأضاف فهمى لـ" اليوم السابع " أن سوريا كانت مستهدفة في هذا المجال منذ سنوات الحرب والتي لن تقتصر علي توظيف الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المجرمة دوليا ،وانما لأسلحة عنقودية ولعل استخدام الفوسفور الأبيض المستخدم مؤخرا يؤكد علي هذا الأمر الذي يتطلب توجيه الاتهامات الدولية .
وشدد استاذ العلوم السياسية ، على ضرورة تشكيل لجنة أممية تتبع الأمم المتحدة للنظر في هذا الاستخدام مع إجراء تحقيق دولي لكشف النتائج المتربة عليه، وتحديد نطاق المسئولية الدولية علي هذا العمل الاجرامي والذي يبدأ بالرئيس التركي أردوغان وقيادات الجيش والتشكيل العسكري الذي قام بالعملية الأخيرة.، مع وضع مذكرة تحقيق دولية وإعداد نشرة لتتبع مسارات هذه القيادات لتقديمها للمحاكمة الدولية ولا شك أن المحكمة الدولية الجنائية لها دور في هذا الامر اذا تم تقديم بعض الوقائع المباشرة من خلال منظمات حقوقية وعبر التركيز علي ادلة بعينها .
وتابع الدكتور طارق فهمى، أنه يجب علي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) البدء في اجراء تحقيق أولى لتكشف ما حدث قبل تشكيل تحقيق عالمي ،لأنها المنظمة المنوط بها ذلك، مشيرا إلي أن استخدام الفوسفور الأبيض محكوم بميثاق جنيف للأسلحة الكيميائية، والذي يسمح باستخدامه في القنابل اليدوية والذخيرة ولكن يحظر استخدامه بصورة مباشرة كمادة حارقة عكس ما تم في العملية التركية وبشهادات بعض المراسلين الاجانب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة