لوحة شرف "خبيئة العساسيف".. المصريون يبهرون العالم بإخراج كنوزهم بأيديهم.. رجال الآثار والمفتشون والعمال كلمة السر فى اكتشاف 30 تابوتا خشبيا ملونا للأسرة 22.. وحنان حسان أول أقصرية تساهم باكتشاف جبانة.. صور

الإثنين، 21 أكتوبر 2019 11:00 ص
لوحة شرف "خبيئة العساسيف".. المصريون يبهرون العالم بإخراج كنوزهم بأيديهم.. رجال الآثار والمفتشون والعمال كلمة السر فى اكتشاف 30 تابوتا خشبيا ملونا للأسرة 22.. وحنان حسان أول أقصرية تساهم باكتشاف جبانة.. صور
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- مصطفى وزيرى: الأثرى المصرى قادر على تحقيق المستحيل

- رئيس العمال: 80 عاملا بمنطقة العساسيف وورثنا مهنتنا من أجدادنا

فى درجات حرارة وصلت لـ44 درجة مئوية فى قلب الجبل بمنطقة "جبانة العساسيف"، انتشروا كخلية نحل بمنطقة العمل المكلفين بالبحث داخلها من قائدهم، وخلال المجهود الشاق فى رفع الكتل الصخرية والحجارة من قلب منطقة يعلم الجميع أنها لم تخرج أسرارها بالكامل حتى يومنا هذا، صاح أحدهم "رأس تابوت يا جماعة"، وهنا هرع الجميع نحو العامل وشكلوا فريق عمل للبدء فى إزالة الكتل الحجرية حول المربع بالكامل لإخراج التابوت حتى كانت المفاجأة الكبرى بظهور صف كامل من التوابيت على عمق متر واحد فقط تعدى الـ18 تابوت، فتوقفوا عن العمل لحظات لالتقاط الأنفاس وتواصلوا مع قائدهم الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية، والذى حدد لهم طريقة استكمال العمل فى الدقائق المقبلة حتى يصل إليهم قادماً من القاهرة.

خبيئة-العساسيف-(10)

وانطلق فريق البعثة الأثرية المصرية الذين شرفوا مصر أمام العالم أجمع، من جديد فى مهمتهم ليخرجوا التوابيت المتراصة بجانب بعضها البعض فى مشهد لم يتكرر من قبل، حتى وصل عدد التوابيت فى الصف الأول 18 تابوتا جميعها خشبية وملونة ومغلقة بإحكام ولم يمسها أحد من قبل، وأقام العمال مظلة فى الحال لتكون موقع حماية للتوابيت التى خرجت، ولم يغادر أحد موقع العمل حتى اليوم الثانى الذى وصل فيه كل من الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة المصرية العاملة بالعساسيف وذراع أبو النجا.

وتواجدت قيادات الآثار بين العمل ليدخلوا فى نوبة من السعادة والفخر بهذا الكشف الأثرى العظيم، وأطلق عليه فوراً "خبيئة العساسيف"، لكونه أحد أهم الكنوز المستخرجة من باطن الأرض لمجموعة كاملة من التوابيت بلغت 30 تابوتاً فى حالة سليمة تماماً و4 توابيت محطمة كانت فى الأسفل، وقام الجميع بعمليات المعاينة والفحص المبدئية لحالة التوابيت وتبين أنها لم تمس وعثر على أجزاء من بوابة حجرية وضعت حول التوابيت على عمق متر واحد من سطح الأرض لتشكل مخزنا لحفظ التوابيت من السرقات فى تلك الفترة.

خبيئة-العساسيف-(4)

وظل العالم أجمع لمدة 6 أيام يتحاكى عن ذلك الكشف العالمى الجديد منذ ظهور أول خبر بوسائل الإعلام يوم الأحد وحتى صباح أمس السبت، والإعلان الرسمى عن التفاصيل فى مؤتمر صحفى حضرته مختلف وسائل الإعلام والقنوات المحلية والعالمية للاحتفاء بخبيئة تعتبر الأهم فى العصر الحديث خرجت كاملة وسليمة من جبال الأقصر، وخلال تلك الفترة كان هناك فريق عمل مصرى نجحوا فيما لم ينجح فيه الأجانب من مختلف البعثات التى عملت فى مختلف مواقع الأقصر الأثرية بما فيها العساسيف، وأخرجوا للعالم خبيئة تاريخية بأياد مصرية خالصة.

هذا الفريق شكل "لوحة شرف خبيئة العساسيف" وهم أعضاء البعثة الأثرية المصرية التى تعمل فى جبانة العساسيف وذراع أبو النجا تحت قيادة الدكتور مصطفى وزيرى رئيس البعثة، والذين يعملون للموسم الثانى فى جبال مدينة القرنة غربى الأقصر، حيث ضم فريق العمل صاحب الفضل الأول فى الاكتشاف للخبيئة كل من (سيد القرنى مفتش آثار البر الغربى – حنان حسان مفتشة آثار بالبر الغربى – أحمد بغدادى كبير مفتشين المنطقة الوسطى - عز الدين كمال مدير المنطقة الوسطى – بهاء عبد الجابر مدير منطقة القرنة – الدكتور فتحى ياسين مدير عام المنطقة الغربية بالقرنة - الريس حمدى طايع رئيس فريق العمال الأبطال مكتشفى الخبيئة وعدد من العاملين معه بالبعثة)، هؤلاء هم الفريق الذى نجح بتوجيهات قائدهم رئيس البعثة فى إخراج أهم خبيئة فى السنوات الماضية للعالم أجمع، فهم يستحقون التكريم العظيم، وأن تخلد أسمائهم فى صفحات التاريخ لإنجازهم الكبير ومساهمتهم فى خروج أول خبيئة بأيادى مصرية يحتفى بها العالم أجمع.

خبيئة-العساسيف-(6)

وفى هذا الصدد يقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية، إنه فخور للغاية بهذا الفريق المحترف المميز الذى استطاع الوصول بأياد مصرية خالصة إلى اكتشاف عالمى حقيقى بأول خبيئة لتوابيت آدمية كاملة يتم اكتشافها منذ القرن الـ19، مشيداً بمجهودات الجميع وحبهم للعمل وحرصهم الشديد جميعاً على التواجد فى قلب منطقة العساسيف منذ ظهور أول جزء من توابيت الخبيئة وحتى يوم الإعلان الرسمى عنها حرصاً على مصر وسمعتها أمام العالم لتجميل وتزيين التوابيت لتلتقط صورها كاميرات العالم أجمع.

خبيئة-العساسيف-(12)

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام رئيس البعثة الأثرية المصرية لـ"اليوم السابع"، أن المصرى قادر على تحقيق المستحيل وهو ما أظهرته البعثات المصرية التى تعدت الـ40 بعثة فى الموسم الجديد الذى انطلق منذ أيام ولأول مرة تصل أعداد البعثات المصرية لهذا الرقم الكبير، وذلك بعد النجاح الكبير الذى حققه فريق البعثات المصرية من مفتشين وأثريين ومرممين وعمال يضحون بأرواحهم من أجل النجاح ورفع اسم مصر عالياً أمام العالم أجمع، حيث إن هؤلاء النجوم يستحقون لوحة شرف حقيقية على مر التاريخ تظل ذكراهم خالدة بإخراجهم لخبيئة العساسيف التاريخية من قلب جبل القرنة بجبانة العساسيف، وهذا ليس النجاح الأول لهم فقد أخرجوا المقابر واحدة تلو الأخرى خلال السنوات الماضية، وأذهلوا العالم بمقابر فرعونية وتوابيت مميزة من جبل ذراع أبو النجا، والآن حان دور جبانة العساسيف ليتم اكتشاف جزء جديد من تاريخها، وأنه كانت توجد مقابر جماعية للأسرات المتعاقبة، كما تمت معرفة الكثير عن السرقات التى تمت فى تلك الفترات للمقابر، وكيف كان يقوم الكهنة بجمع التوابيت للعائلات المختلفة ووضعها فى مخازن بأساليب مبتكرة لحمايته من لصوص المقابر الفرعونية فى ذلك الوقت.

خبيئة-العساسيف-(11)

ويؤكد رئيس البعثة الأثرية المصرية، أنه بإخراج تلك الخبيئة العظيمة أثبت رجال البعثات الأثرية المصرية للعالم أجمع على أنهم وصلوا لأعلى مستويات النجاح والتفوق والنضج الأثرى الكبير، باكتشافات عظيمة منذ صدور قرار وزارة الآثار فى نوفمبر 2016 بعودة عمل "البعثة الأثرية المصرية" بعد مرور حوالى 5 سنوات ونصف من التوقف لتلك البعثة فى 14 فبراير عام 2012، وانطلقت رسمياً منذ 2016 وحتى الآن فى الإعلان عن الاكتشافات المتتالية فى كل صوب وحدب بالأقصر، وآخرها خبيئة العساسيف التى ستسجل اسم كل من شارك فيها فى لوحة شرف تاريخية أمام العالم أجمع.

خبيئة-العساسيف-(8)

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أنه ولأول مرة فى تاريخ مصر تصل وزارة الآثار لعمل حوالى 40 بعثة أثرية مصرية فى مختلف المواقع الأثرية بالمحافظات المختلفة، وذلك بأياد مصرية خالصة للعمل فى كشف الحضارة المصرية القديمة للعالم أجمع، حيث تضم تلك البعثات المصرية فرق مميزة من العمالة والفنيين والأثريين والمرممين، والذين قرروا خدمة التاريخ المصرى القديم بكل قوة فى الموسم الجديد للحفائر والذى انطلق منذ أيام ومستمر حتى منتصف العام المقبل 2020، موضحاً أنه مع انطلاق موسم الحفائر الشتوى هذا العام فى الأقصر بمدينة طيبة عاصمة الحضارة الفرعونية، تم إطلاق شارة البدء فى العمل لـ5 بعثات أثرية تضم 3 بعثات مصرية ورابعة أمريكية وخامسة إسبانية، وذلك للبحث وخدمة التاريخ الفرعونى بجبانة طيبة القديمة غربى الأقصر، وأبرز تلك البعثات هى "البعثة الأثرية المصرية" التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والتى تعمل بمنطقة الوادى الغربى المعروف باسم "وادى القرود"، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترؤس وزيرى بنفسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، كما تعمل البعثة الأثرية الإسبانية فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير "آمون ميس" والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك.

خبيئة-العساسيف-(1)

وعن هذا الاكتشاف العظيم يقول الدكتور فتحى ياسين مدير عام منطقة آثار البر الغربي، إنهم بدأوا الحفائر فى الأيام الماضية وبعد أول متر من الحفائر ظهرت لهم أول رأس من التابوت الأول، وكانوا غير مصدقين نهائياً ما يحدث أمامهم وأبلغوا على الفور الدكتور مصطفى وزيرى رئيس البعثة، وظهر الصف الأول يضم 18 تابوتا ثم الصف الثانى المتراص بصورة قوية ومتماسكة للغاية، وفى نهاية الصف الثانى وصلوا لعدد 30 تابوتا متراصة بإتقان بأياد المصرى القديم، موضحاً أنها تعتبر أول خبيئة فى تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج بأياد بعثة مصرية خالصة من المجلس الأعلى للآثار.

خبيئة-العساسيف-(2)

ويضيف الدكتور فتحى ياسين لـ"اليوم السابع"، أن تلك الخبيئة هى الأولى التى تظهر كاملة لتوابيت آدمية فى جبانة طيبة منذ 6 آلاف عام، موضحاً أنه من أبرز الشخصيات فى البعثة المصرية هى السيدة الأقصرية "حنان حسان مفتش آثار البر الغربى" التى سجلت اسمها فى التاريخ بالتواجد بين فريق البعثة الأثرية المصرية، وساهمت بشكل كبير فى تحديد المخطط الطبيعى لإخراج التوابيت بعناية تامة وحفظها خلال اكتشافها، مؤكداً أن التابوت هو أهم جزء عند المصرى القديم فكانوا ينقشون عليه الرسوم والنقوش المختلفة للمشاهد للآلهة لكونهم كانوا يظنون أن الروح تعود للجسد بعد الدفن فى الحياة الأخري، حيث إن التوابيت التى خرجت تظهر قوة المصرى القديم وأنها خرجت من الورشة بالأمس وليس من 3 آلاف سنة مضت.

خبيئة-العساسيف-(3)

ويؤكد ياسين مدير عام منطقة آثار البر الغربي، أنه تتميز المجموعة المكتشفة من التوابيت فى خبيئة العساسيف بأنها تساهم فى توفير الدليل على المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت فى تلك الفترة، وقد وجدت بالختم الطبيعى الذى حفظت عليه منذ 3 آلاف سنة، ومنها ما هو مكتمل الزخارف والألوان ومنها ما هو فى المراحل الأولى للتصنيع ومنها ما انتهى تصنيعه ولكن لم يتم وضع المناظر عليه، ومنها ما تم نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الآخر فارغة بدون زخارف، وتمثل المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة وكذلك مناظر من كتاب الموتى ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذى عبد فى منطقه الدير البحرى، وكذلك عدد من النصوص التى بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون وكذلك نصوص ل speeches لآلهة مختلفة.

خبيئة-العساسيف-(9)

وكانت شهدت محافظة الأقصر، وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية، أمس السبت، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل الاكتشاف الأهم بالعصر الحديث وهو "خبيئة العساسيف"، والتى تضم 30 تابوتا آثريا ملونا وكاملة لم تفتح أو تمس من قبل، وتعود للأسرة 22 من الأسر الفرعونية القديمة، بحضور الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية، والدكتور زاهى حواس ومحافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، وعدد كبير من أعضاء البعثات الأجنبية العاملة فى مختلف مناطق الأقصر الآثرية.

خبيئة-العساسيف-(13)

أما عمرو النوبى أحمد رئيس عمال حفائر منطقة جبانة العساسيف، فقال إنهم يعملون بنظام طبقات بمعاونة حوالى 80 عاملا بصورة يومية، وفى يوم الاكتشاف ظهر لهم طبقة على عمق متر واحد من الحفر ورفع الكتل الحجرية، وظهرت لديهم الدلائل واختلاف الطبقات لكون العمال لديهم خبرة كبيرة فى الحفائر ويعلمون جيداً هل توجد بتلك المنطقة حركة سكانية من عدمه ويظهر ذلك من الدلائل التى تظهر خلال التنقيب بالطبقات.

خبيئة-العساسيف-(7)

ويضيف رئيس عمال حفائر العساسيف، والمساهم فى اكتشاف الخبيئة، أن الجميع سعيد بهذا الحدث العظيم والاكتشاف الضخم لمصر، فبعد ظهور أول تابوت أمامهم بدأوا فى العمل بحرفية شديدة لكونهم يعملون فى الحفائر منذ سنوات وورثوا تلك المهنة عن أجدادهم، وعاونهم فى طريقة الحفر والتنقيب لإخراج باقى التوابيت كافة المفتشين الأثريين والدكتور مصطفى وزيرى رئيس البعثة، ونجحوا فى النهاية فى الوصول لـ30 تابوت جميل وجميعها ملونة وكان حولها الكتان والخيوط البسيطة، وجميعها محفوظة بشكل ممتاز لا توجد به عيوب أو دليل بأنها فتحت من قبل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة