يبدو أن أردوغان بدأ فى مناورة جديدة للتخلص من معارضيه، ولجأ لخطف الموجودين منهم فى الخارج، وسلطت صحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية الضوء على ما وصفته بملاحقات حكومة حزب العدالة والتنمية للمعارضين فى الخارج التى لا تتوقف، وتستمر في اختطافهم بعد الفشل في إقناع تلك الدول بالتهم الموجهة إليهم.
وقالت "زمان" أن السفارة التركية في كمبوديا قدمت بيانات مزورة للسلطات هناك، أوضحت فيها أن المواطن التركي عثمان كاراجا لا يحمل الجنسية المكسيكية، وأن وثيقة السفر الخاصة به مزورة، ودفعت قوات مكافحة الإرهاب لاعتقاله وهو الذى دفع قوات مكافحة الإرهاب الكمبودية للإلقاء القبض عليه، ليختفي بعدها تمامًا.
ونقلت "زمان" عن زوجته قولها أنها كانت تخشى أن يتم ترحيلها هي الأخرى إلى تركيا، لافتة إلى أن عثمان كاراجا، المدير السابق لمدرسة زمان الدولية، اعتقل من قبل ثمانية من رجال الشرطة أثناء وجوده في أحد البنوك في 14 أكتوبر بالعاصمة بنوم بنه.
وأوضح التقرير، أن السفارة المكسيكية في فيتنام كشفت كذب ادعاءات السفارة التركية في كمبوديا، وأكدت فى خطاب رسمى أن كاراجا يحمل الجنسية المكسيكية، وأرسلت صورة من جواز سفره مرفقًا مع الخطاب.
حقوقى يطالب بمقاضاة أردوغان دوليا وفرض عقوبات على تركيا
محمد عبد النعيم رئيس المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان
قال محمد عبد النعيم رئيس المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان، إن ما قام به رجب طيب أردوغان رئيس تركيا فى حق المعارض التركى سقطة دولية ولابد من فرض عقوبات على تركيا لتضليل الحكومة المكسيكية، لافتا إلى أن حزب العدالة والتنمية هو امتداد لجماعة الإخوان الإرهابية ولا يعرف شرف الخصومة.
أضاف عبد النعيم أنه لابد من مقاضاة الحكومة التركية والحكومة المكسيكية التى وضعته فى السجن بدون تحقيقات، كما يجب رد شرف هذا المعارض الذى واجه الجماعات الإرهابية داخل تركيا مقترحا أن يكون كاراجا رمزا مناضلا لدولة تركيا لأنه وقع عليه الظلم من قبل أردوغان.
خبير سياسى: أردوغان حاول أن يغطى على فشل سياساته وتراجع شعبيته بالحرب على سوريا
طه على الخبير السياسى
بدوره قال الدكتور طه على الخبير السياسى، أن نظام حزب العدالة والتنمية يعتبر نظاماً سلطوياً متمركزاً حول طموحات شخصية لقائده في المقام الأول ، ومن السهل أن يُقدِم على ما هو أشد من عمليات خطف المعارضين في الخارج، وبخاصة مع حالة التراجع التي أضحت عليها شعبية الحزب في الشارع التركي، نتيجة الفشل في مواجهة العديد من المشكلات التي تواجه المجتمع التركي كالاقتصاد والصدام مع كافة فئات الشعب التركي .
وتابع "على"، أن هذا الأمر يأتى نتيجة حالة "الهوس" التي يبدو عليها أردوغان حيث يخوض حرباً خارج حدوده ضد الأكراد في سوريا، وهي الحرب التي لم ينجح فيها أردوغان في تحقيق أهدافه الأساسية مع تدخل الولايات المتحدة وإجباره على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتراجع أردوغان في الأراضي السورية. موضحا أن كل ذلك يدفع نظام "العدالة والتنمية" إلى المزيد من التخبط والإفراط في الميول الاستبدادية وملاحقة المعارضين في الخارج بعد أن فشل في إقناع الدول بالتهم الموجهة إليهم.
ولفت الخبير السياسى إلى أن التهم الموجهة للمعارضين في الخارج أنفسهم ضعيفة وليس لها أساس إلى في عقل أردوغان نفسه، بل وتفتقر إلى الوجاهة القانونية الشرعية، فغالبيتهم معارضين سياسيين وليسو جنائيين، كما أن ملاحقة أردوغان لهم تثبت للعالم مدى انغماسه في الممارسات الديكتاتورية ما جعله يقف وحيدا في مواجهة العالم كله، حيث انكشفت مع الوقت تلك النزعة الاستبدادية لأردوغان.
وأوضح أن المعارضين الأتراك غالبيتهم في دول غربية، في حين تبدو هذه الدول غاضبة بشدة من ممارسات أردوغان الاستفزازية ضدهم وتهديدهم بأوراق ضغط بين الحين والأخر مثل المهاجرين والإرهابيي الذين يستخدمهم لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الأمن القومي لهذه الدول بالأساس، ما جعل الأوروبيين مُتَّحدِين في موقف مناهض لسياسات أردوغان.
وأشار إلى أن كل ما سبق يحول دون قناعة الأوروبيين بصحة مزاعم أردوغان في التهم الموجهة للمعارضيين الهاربين من ديكتاتوريته للخارج، وبالتالي فمن الطبيعي ألا يتمكن من استعادتهم للبلاد، الأمر الذي يدفع أردوغان لمطاردتهم بطرق غير مشروعة تصل إلى حد الخطف، بل ومن غير المستبعد أن يصل الأمر لانتشار ظاهرة الاغتيال بين معارضي أردوغان في الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة