مازالت تتواصل الجهود في لبنان حتى هذه الساعة لإخماد الحرائق التى اندلعت منذ ليلة الاثنين الماضى، والتهمت عدة مناطق لاسيما بلدات محافظة جبل لبنان بصورة مدمرة، إثر موجة حر ضرب البلاد، حيث أتت الحرائق على مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار كما حاصرت العديد من المنازل وتسببت فى قيام العديد من المواطنين بإخلاء منازلهم فى بعض المناطق، فيما تواصل أجهزة الدفاع المدنى بالتعاون مع الطائرات المروحية التابعة للجيش اللبنانى جهودها للسيطرة على الحرائق وإخمادها.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، قال المدير العام للدفاع المدنى العميد ريمون خطار، أن هناك حوالى 103 حرائق مندلعة على الأراضى اللبنانية، تعمل على إخمادها حوالى 200 آلية من الدفاع المدني.
اطفاء الحرائق
وأوضحت أن الرياح الحارة التى تشهدها البلاد، ساهمت فى امتداد النيران إلى أراضى بلدتى مشحا والشيخ محمد، حيث اقتربت من المنازل، قبل أن يتمكن عناصر الدفاع المدنى ومتطوعون، بدعم من الجيش وقوى الأمن الداخلى، من السيطرة على ألسنة اللهب وإخمادها. وقال الدفاع المدنى، إن 4 من رجال أصيبوا خلال محاولتهم إخماد الحرائق، أُثناء محاولات السيطرة على النيران.
وأعطى الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون توجيهاته لوضع كل الإمكانات فى تصرف الفرق التى تتولى عمليات الاطفاء، منوها بالجهود التى يبذلها رجال الدفاع المدنى والإطفاء لمكافحة الحرائق، بدعم من القوى البرية والجوية فى الجيش.
وأوعز عون، إلى المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة إلى المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الاسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان أو من الذين يكافحون النيران.
الحرائق
فى غضون ذلك، طلبت السلطات اللبنانية من دول أوروبية، منها إيطاليا واليونان إلى جانب الأردن، تقديم الدعم والمساندة على نحو عاجل، فى سبيل إخماد الحرائق الواسعة التى تجتاح المناطق اللبنانية.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى، عقب ترؤسه، اجتماع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إن الدولة تبذل أقصى الجهود الممكنة عبر مؤسساتها متمثلة فى القوات المسلحة وأجهزة الأمن والدفاع المدنى والبلديات، لإخماد الحرائق التى تشهدها البلاد على مدى يومين.
جهود الإطفاء
الحريرى: اتصالات مع بلدان للمساهمة فى السيطرة على الحرائق
وأشار الحريرى، إلى أنه تم إجراء سلسلة من الاتصالات مع عدد من الدول، لإرسال طائرات مروحية وأخرى متخصصة فى إخماد الحرائق، للمساهمة فى السيطرة على الحرائق، مؤكدا أن الهيئة العليا للإغاثة ستقوم بدورها بالكشف وتحديد الأضرار التى لحقت بمنازل المواطنين والممتلكات العامة وتقديم الدعم للمتضررين، ومشددا على أن الدولة تقوم بواجبها كاملا فى سبيل محاصرة النيران وإطفاء الحرائق.
ولفت إلى أن ما يهم فى المقام الأول عدم وقوع خسائر فى الأرواح واقتصار الأمر حتى الآن على الأضرار المادية فقط، مشيرا إلى أنه سيتم فتح تحقيق للوقوف على أسباب انتشار الحرائق على هذا النحو.
وقال: "لا أود أن أوجه أصابع الاتهام إلى أى كان، ولكن يجب إجراء تحقيق واضح لمعرفة ما إذا ما حصل مفتعلا أم لا، وإذا كان مفتعلا فيجب على الذين ارتكبوا هذه الجريمة أن يدفعوا الثمن، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يكون قد حصل جراء التغير المُناخى الذى يشهده العالم بأسره".
وأشار إلى أن بعض المناطق تم إخماد الحرائق بها، غير أنها عادت للاشتعال مجددا جراء شدة الرياح الساخنة، فضلا عن أن لبنان فى حاجة إلى طائرات لإخماد الحريق، نظرا لأن بعض المناطق لا يمكن لفرق الإطفاء والدفاع المدنى الوصول إليها.
حرائق لبنان
الاستعانة بطائرتين قبرصيتين
من جانبها، أكدت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، أن الطائرتين القبرصيتين المتخصصتين فى إخماد الحريق واللتين تم الاستعانة بهما، نفذتا بالفعل طلعات متتالية ومكثفة فى سبيل إخماد الحرائق المندلعة، وأنه حتى صباح اليوم، فقد نفذت الطائرتان 12 طلعة، لاسيما فى المناطق الوعرة التى لم تتمكن فرق الإطفاء من الوصول إليها.
ولفتت إلى أنه تم تفعيل آلية للاستجابة السريعة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، للاستعانة بجهود وخدمات الدول التى لديها جاهزية لمعاونة لبنان، موضحة أن اليونان استجابت لطلب المساعدة وستقوم بإرسال طائرات خلال ساعات قليلة للمساعدة فى إخماد الحرائق.
وقالت إنها تحدثت مع نظيرها الأردنى وطلبت منه تقديم المساعدة الممكنة، وأنه أكد لها عدم وجود مشكلة فى هذا الصدد لإيفاد طائرات متخصصة لإخماد الحرائق، مؤكدة أن المساعدات التى وافقت عدد من الدول على تقديمها إلى لبنان لإخماد الحرائق، ستمكنه من السيطرة على الوضع على الأرض خلال ساعات.
وذكرت أن فرق الدفاع المدنى والإطفاء فى عموم لبنان، موجودة على الأرض وتعمل بشكل متواصل على مدار الساعة وبكامل طاقتها ودون أى توقف أو تقصير، مشيرة إلى وجود عوامل طبيعية تساهم فى صعوبة مكافحة الحرائق وتتمثل فى انخفاض درجات الرطوبة وارتفاع سرعة الرياح التى وصلت إلى 50كم/ساعة إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
ودعت وزيرة الداخلية، البلديات المعرضة للحرائق للاستعداد ورفع درجات الجاهزية للتعامل مع أى حرائق قد تندلع، مشيرة إلى أن العوامل الطبيعية تساهم فى انتشار أية حرائق صغيرة بسرعة كبيرة.
لبنان تحترق
ولفتت إلى أنه تم الطلب بإخلاء المنازل والمدارس والجامعات فى محيط 5 كم من مناطق اندلاع الحرائق، وفصل كافة خطوط الكهرباء والضغط العالى، لاسيما بعدما تسبب سقوط خط كهرباء هوائى فى اشتعال حرائق كبيرة فى أحد المناطق.
وفى بيان له قال الجيش اللبنانى وجود بعض العوائق من دخان كثيف وخطوط التوتر العالى التى تمنع فى بعض الأحيان التدخل السريع والفعال، وأضاف قامت وحدات من الجيش بمؤازرة أربع طوافات تابعة للقوات الجوية ومساعدة طائرتين متخصصتين بإطفاء الحرائق استُقدمتا من قبرص، كما وضعت قيادة الجيش عددًا من الطوافات فى حالة جهوزية تامة فى القواعد العسكرية كافة للتدخل عند حصول أى تطور فى مختلف المناطق اللبنانية."
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية، إن قافلة تابعة لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفل" مؤلفة من عناصر وآليات، وصلت إلى المشرف للمشاركة فى عملية اطفاء الحرائق.
كما أعلنت جامعة بيروت العربية أنها أوقفت الدراسة، الثلاثاء، وقال فى بيان إنه "بعد الحرائق الليلية فى منطقة الدبية لم يتأثر حرم الجامعة، وحفاظا على الطلاب والأساتذة والموظفين، يقفل حرم الدبية الثلاثاء. نتمنى للجميع الصحة والسلامة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة