لم تُسن التحذيرات والحملات التى قادتها الدولة ومختلف الجهات المختصة سواء الطبية والدينية والاجتماعية، خلال السنوات الماضية، للتوعية بمخاطر ختان الأناث؛ ربة منزل عن إجراء عملية ختان لابنتها البالغة من العمر 11 عامًا بمحافظة الجيزة؛ لينتهى الأمر بكارثة، بعدما أصيبت الفتاة بعاهة مستديمة، وترتب على ذلك إحالة الأم إلى المحكمة الجنائية هى ومجرى العملية الجراحية.
حصل "اليوم السابع" على نص أمر إحالة كلًا من "إسماعيل.و.ر" 52 سنة (هارب)، و"تساهيل.ت.أ" 32 عامًا ربة منزل (مخلى سبيلها)؛ للمحاكمة الجنائية العاجلة؛ لاتهام الأول بختان المجنى عليها "نوال.ر.م" 11 عامًا، مما أسفر عن إصابتها بعاهة مستديمة، والثانية لمشاركتها فى الجريمة بطلبها من الأول ختان ابنتها، ليحاكما وفقًا للمواد 242 مكرر و 242 مكرر (أ) من قانون العقوبات.
وجاء بأمر الإحالة الذى أعدته النيابة العامة بجنوب الجيزة، أن المتهم الأول قام بختان المجنى عليها "نوال.ر.م" بأن أزال جزئًا من العضو التناسلى الخارجى وألحق إصابات بها دون مبرر طبى وقد نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة، والمتهمة الثانية بصفتها والدة المجنى عليها، طلبت من المتهم الأول ختان نجلتها وتم ختانها بناءً على طلبها على النحو المبين بالتحقيقات.
وتضمن نص أمر إحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، أقوال الشهود ومن بينهم، الشاهد الأول معتصم أحمد محمد رزق 32 سنة معاون مباحث قسم الجيزة، والذى شهد بأن تحريات دلته عن قيام المتهم الأول بالتوجه إلى منزل المجنى عليها؛ لإجراء عملية ختان لها بمعرفة المتهمة الثانية "والدة المجنى عليها"، وبعد اتمام العملية عانت المجنى عليها من نزيف حاد فى منطقة العملية.
وأوضح الشاهد، أن المتهم الأول (مجرى العملية)، توجه مرة أخرى لمنزل المجنى عليه وتمكن من إيقاف النزيف إلا أنه عاود مرة أخرى؛ فاصطحبتها والدتها إلى مستشفى أبو الريش لعلاجها، كما أن تحرياته توصلت إلى أن المتهم الأول غير مقيد بجدول العاملين بنقابة الأطباء.
وتضمن أمر الإحالة أقوال المجنى عليها "نوال.ر" 11 سنة طالبة، والتى تم اخذها على سبيل الاستدلال، والتى قررت بأن والدتها قامت بإحضار المتهم الأول والذى قام بإجراء عملية ختان لها، وباستجواب المتهمة الثانية "تساهيل" أقرت بارتكاب الواقعة وقيامها بالاتفاق مع المتهم الأول على أجراء عملية ختان لنجلتها.
وشمل أمر الإحالة تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليها والذى أثبت وجود تدخل جراحى حديث بمنطقة الفرج على غرار إصلاح جراحى، ووفق الأوراق العلاجية المرفقة لإيقاف نزيف من موضع الختان وقد تبين استئصال البظر والجزء العلوى من الشفريين الغليظين للمجنى عليها على غرار الختان من الدرجة الثانية، مع وجود ضيق نسبى بفتحة المهبل.
وأضاف تقرير الطب الشرعى، أن عملية الختان تضمنت إزالة جزئية للأعضاء التناسلية دون وجود سبب طبى لذلك، وان استئصال البظر لدى المرأة يفقدها القدرة على الشعور ويحدث الأم بالجماع مستقبلًا، وما حدث من نزيف فى موضع الختان هدد حياة المجنى عليها؛ لذلك فان فقد العضو المسئول عن الأحساس بتلك المنطقة يعد عاهة مستديمة أصابت المجنى عليها نتيجة الختان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة