** الرئيس يشيد بمقولة البابا تواضروس الخالدة:" وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"
**شيخ الأزهر يحضر القداس لأول مرة ويؤكد فى خطبة من داخل الكاتدرائية: الدولة الإسلامية ضامنة شرعاً لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود
** البابا من مسجد الفتاح العليم: مصر تسجل صفحة جديدة فى كتاب الحضارة المصرية العريقة
كانت ليلة استثنائية، تلك التى شهدتها العاصمة الإدارية أمس الأحد؛ تعانقت فيها مآذن مسجد "الفتاح العليم" مع منارة كاتدرائية "ميلاد السيد المسيح"، وهى الليلة التى شهدت اهتمام وتفاعل أبرز الزعماء والمشاهير حول العالم، ليسطروا بأيديهم فى تلك الليلة كلمات تاريخية عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
كان أبرز ما كُتب، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر حسابه على "تويتر": حيث قال إنه "سعيد لرؤية أصدقائنا فى مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط. الرئيس السيسي يقود بلاده إلى مستقبل يتسع للجميع".
تعددت رسائل المحبة والتعايش في هذا اليوم، من خلال المعنى الكبير لكلمة البابا تواضروس بمسجد الفتاح العليم، وكلمة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر داخل الكاتدرائية، وكان التفاعل كبيراً مع الكلمتين من المسلمين داخل المسجد ومن المسيحيين داخل الكاتدرائية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدوره، كانت لديه كلمة مؤثرة للشعب المصرى ككل، ولشعب الكنيسة بصفة خاصة، وجه خلالها عدداً من الرسائل التي سيسجلها التاريخ بأحرف من نور.
أول هذه الرسائل ما قاله الرئيس بأن شجرة المحبة التى تم غرسها بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ستخرج من مصر المحبة والتسامح والمودة والتآخى لكل دول العالم.
وكعادته، لم ينس الرئيس السيسي توجيه كل التحية والاحترام لشهداء مصر الذين سقطوا خلال الفترة الماضية من رجال الجيش والشرطة والمسلمين والمسيحيين، وهى الرسالة الثانية التى قوبلت بتصفيق حار من المتواجدين بين جدران الكاتدرائية.
الرسالة الثالثة في كلمة الرئيس، كانت تأكيداً على أن الدولة المصرية إذا عزمت على أمر نفذت، حيث قال: "منذ عامين كنا فى كاتدرائية العباسية مع البابا تواضروس، ووعدنا بافتتاح الكاتدرائية فى العاصمة الإدارية، ونحن نحتفل اليوم بافتتاحها بعد افتتاح المرحلة الأولى منها العام الماضى".
وجاءت الرسالة الرابعة لتؤكد على أننا فى مصر شعب واحد لا نعرف الفرقة ولا ننجر خلف دعاوى المتطرفين والمتشددين، حيث قال السيسى: "المعني من افتتاحنا اليوم المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية يجعلنا لا نسمح لأحد أن يؤثر على وحدتنا.. إحنا واحد وكلنا واحد".
ووجه الرئيس فى رسالته الخامسة، تحذيراً لكل المصريين، فإن فرحتنا اليوم لا بد من الحفاظ عليها، وأن "أهل الشر" لن يتركونا على هذه الحالة وسيبذلون كل ما فى وسعهم لبث الفتنة والفرقة بين المصريين، وهى الدلالة التي جاءت في قول الرئيس:" شجرة المحبة اللي غرسانها مع بعض النهاردة لسه عايزين نحافظ عليها لأن الفتن لم تنته.. أنا لا أحب تعبير الفتنة الطائفية لاننا جميعنا واحد".
ثم كانت رؤية السيسى الثاقبة التى أثبتها منذ توليه رئاسة الجمهورية، وأكدها فى رسالته السادسة، حيث قال، إن شجرة المحبة ستخرج من مصر إلى كل العالم، مؤكداً "اللى حفظ مصر خلال السنوات الماضية هو ربنا علشان خاطر أهلها" .
وكانت الرسالة السابعة، تأكيداً علي مكانة البابا تواضروس الثاني عند الرئيس بسبب مواقفه الوطنية العظيمة، حيث أشار الرئيس إلى كلمة البابا تواضروس فى 2013 على خلفية الاعتداء على بعض الكنائس والتى أكد فيها بأن "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وهو ما جعل الرئيس السيسى يوكد أن كلمة البابا وقتها كانت تعكس معانى عظيمة توقفنا جميعا عندها ولن ننساها.
الرسالة الثامنة، جاءت تحمل فرحة لأبناء مصر المسلمين والمسيحيين، حيث قال الرئيس إنه يتم حالياً بناء 14 مدينة جديدة بها كنائس ومساجد، ولكن يجب أولاً أن نحافظ على بلادنا".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس ولجموع المسيحيين ولكل المصريين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ثم قال "تحيا مصر" ثلاثاً، ليتفاعل المتواجدين معها بتصفيق هز أرجاء الكاتدرائية.
وجاءت كلمة البابا تواضروس الثانى من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية، ملهمة حيث أكد أن مصر تسطر صفحة جديدة فى تاريخ الحضارة الإنسانية، مضيفاً:" اليوم يوم فرح ويوم ابتهاج نفرح فيه ونحن نرى مصرنا العزيزة تسجل صفحة جديدة فى كتاب الحضارة المصرية العريقة، فمصر التى علمت العالم فن الأعمدة فكانت المسلة فى العصور الفرعونية والمنارة فى العصور المسيحية، وكانت المئذنة فى العصور الإسلامية".
وأضاف البابا : "إننا نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة فى التاريخ، نحتفل فيها حيث نرى ونشاهد ونعاين وسط هذا الحضور الكريم، مآذن هذا المسجد الكريم، تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح".
وأشار إلى أننا نرى افتتاح هذه الصروح العالية فى هذه العاصمة الجديدة التى تفتح آفاق المستقبل أمام مصرنا الحبيبة، ونرى فى رمزية هذا الافتتاح، أن مصر ترى وتهتم بالقوة الناعمة فيها؛ مؤكداً على أننا فى هذه المناسبة السعيدة وهذه الصروح التى نفتح بها بنيت بأموال وتبرعات المصريين، حيث كان الرئيس أول المتبرعين فيها، وبنيت بجهود وإبداع المصريين، من مهندسين وفنيين وعمال، وبنيت بإخلاص وأمانة".
وأضاف البابا: "إننى كمواطن مصرى أقف فى هذا المسجد الكريم وأفرح مع كل إخوتى الأحباء بهذه المناسبة السعيدة التى تسجل فى تاريخ مصر".
وأوضح أننا "نرى ونهتم بالخبز كغذاء للأجساد، ولكن أيضاً الأرواح تجد غذاءها فى هذه المؤسسات الروحية والدينية.. سيادة الرئيس لقد وعدت فى يناير 2017 بهذا الوعد الكريم وبناء المسجد والكنيسة وكان هذا يعتبر دربا من المستحيل لأنها صروح ضخمة وكيف أنها تبنى فى هذا الوقت الوجيز، ولكننا فى هذا اليوم نرى سيادتكم وفيتم بهذا الوعد وها نحن نشهد هذا الافتتاح العظيم فى هذه المناسبة الجليلة".
ووجه البابا الشكر للرئيس السيسى ولكل الشركات التى عملت وشاركت فى هذه الأبنية من مهندسين وفنيين وعمال والمكاتب الاستشارية، وقال: "أقدم شكرا خاصا للقوات المسلحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، التى خططت وأشرفت على عملية التنفيذ واهتمت بإنجاز هذا العمل العظيم فى هذه الفترة الوجيزة.. نصلى لله من أجل أن يديم وحدتنا وحبتنا جميعاً وليشهد العالم فى هذه الليلة المباركة كيف أن مصرنا تعيش فى هذه الوحدة والمحبة.. نصلى من أجل أن يحفظكم الله جميعاً.. تحيا مصر".
وكان للإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، كلمة ألقاها من قلب كاتدرائية ميلاد المسيح حيث شهد شيخ الأزهر لأول مرة قداس عيد الميلاد بعدما اعتاد تقديم التهنئة بنفسه ليلة العيد طوال السنوات الماضية.
وقال شيخ الأزهر إن الدولة الإسلامية ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود والشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد والكنائس بالقدر نفسه والمسلمون يتقدمون فى حماية الكنائس على اخوتهم المسيحيين بناء على آية صحيحة فى القرآن الكريم تكلف بالقتال للدفاع عن دور العبادة.
وهنأ شيخ الأزهر، الرئيس السيسى على هذا الإنجاز، كما قدم للبابا والمسيحيين أجمل التهانى بمناسبة هذه الكاتدرائية الجديدة التى ستقف دون شك الى جوار المسجد فى صمود يتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن أو الفتنة الطائفية.
وأعرب شيخ الأزهر الشريف، عن سعادته بافتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلا: "أعتبر أن هذا الحدث حدثا استثنائيا ربما لم يحدث من قبل على مدى تاريخ المسيحية والإسلام".
وأضاف: "إنى لسعيد فى هذه الليلة المباركة فى صحبة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة والأخ العزيز قداسة البابا تواضرواس بابا الإسكندرية، لأشارك فى افتتاح صرحين كبيرين بل أكبر صرحين من دور العبادة فى مصر من أقصاها إلى أقصاها".
وأكد شيخ الأزهر، أن الدولة الإسلامية ضامنة شرعاً لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود، والشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد والكنائس بالقدر نفسه والمسلمون يتقدمون فى حماية الكنائس على أخوتهم المسيحيين بناء على آية صريحة فى القرآن الكريم تكلف بالقتال للدفاع عن دور العبادة، مؤكدا أنه يحق لمصر أن تفخر بها على سائر الأمصار، موجها الشكر للرئيس السيسى، على هذا الإنجاز، ولقداسة البابا وأخوتنا المسيحيين بأجمل التهانى بمناسبة هذه الكاتدرائية الجديدة التى ستقف دون شك إلى جوار المسجد فى صمود ويتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن أو الفتنة الطائفية.
من جانبه قال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن هذا اليوم يعد يوماً تاريخيا فى مصر والمنطقة بافتتاح أكبر كاتدرائية ومسجد فى الشرق الاوسط ومصر وأفريقيا.
وأضاف السفير بسام راضى، فى تصريحات صحفية، أن مسجد الفتاح العليم، تم افتتاحه على مساحة حوالى 60 فدانا ويتسع لأكثر من 12 ألف مصلى، وكاتدرائية ميلاد المسيح على مساحة 16 فدانا وتتسع لحوالى 10 آلاف مواطن .
وأوضح "راضي" أن تلك الافتتاحات فى أعياد الأخوة المسيحيين تعد رسالة قوية وتؤكد وترسخ اتجاه الرئيس السيسى من الحب والإخاء والتعايش السلمى والتعاون وقبول الآخر.
وأكد أن الرئيس السيسى حريص على ترسيخ هذا الاتجاه فى الدولة المصرية بوجود الكنسية والمسجد جنباً إلى جنب فى كافة المدن والتجمعات السكنية الجديدة التى تقيمها الدولة .
وأضاف راضى أن مستوى الحضور العربى والأجنبى فى الافتتاحات كبير جداً حيث شارك عدد من الوفود العربية والأجنبية، من خارج مصر وأعضاء السلك الدبلوماسى فى مصر.
وقال المتحدث باسم الرئاسة إن الحدث وافتتاح المسجد والكنيسة علامة تاريخية سيتم تسجيلها وتحسب لمصر وسيتم نشر ذلك الفكر إلى دول المنطقة.
وكان الرئيس السيسي شهد الاحتفال بافتتاح المسجد والكاتدرائية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وعدد كبير من ممثلي الدول العربية والأجنبية.
وخلال الاحتفال تم عرض فيلم تسجيلي تناول إشادة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بالإضافة لعدد من البطريركية حول العالم بإنشاء كنيسة ميلاد المسيح ، كما أشادوا بروح التسامح والتعايش السلمي التي يعيشها المسلمون والمسيحيون في مصر.
وتم عرض فيلم وثائقي عن الحضارات القديمة في مصر وتأثيرها في المعمار المصري، وتناول الفيلم أيضا الدور العظيم الذي قام به المهندسون المصريون في بناء المسجد والكنيسة وكيفية وضع التصميمات الرائعة الخاصة بالمسجد والكنيسة ، فضلا عن تفاصيل مساحات الكيانين والخامات المستخدمة والتي تعد مصرية خالصة ودور الفنانين التشكيليين وعاملي الأرابيسك في وضع اللمسات الفنية للمسجد والكنيسة.
وقدم الفنان محمد الشرنوبي خلال الاحتفال عرضا فنيا قدم خلاله أغنية "جامع وكنيسة" ، كما قدمت الفنانة ريهام نسيم أغنية "إيد في إيد".
كما تم عرض فقرة غنائية لمجموعة من الأطفال تحت عنوان "اسم مصر"، وشهد الحفل عرضاً فنيا للفنانة أنغام قدمت خلاله أغنية "متجمعين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة