اعتبر البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، أن كلمتا الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، خلال حفل افتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح، أمس، الأحد، عكستا الروح المصرية الأصيلة المحبة للجميع وغير ذلك نشاز.
وقال البابا تواضروس الثانى، فى صالونه بالمقر الباباوى بالعباسية، أثناء استقبال المهنئين بعيد الميلاد المجيد، أن منظمى الحفل اختاروا مكانًا وسطًا يلقى منه كلمته بحيث يراه جميع الحضور وكذلك فعل شيخ الأزهر، مؤكدا أن افتتاح المسجد والكاتدرائية بحضور القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، عمل غير مسبوق خلق ردود فعل إيجابية ومفرحة للجميع.
وقال البابا تواضروس الثانى، أن الله لم يخلق البشر لونًا واحدًا أو شكلًا واحدًا، لذلك فإن الصورة التى ظهرت أمس فى افتتاح المسجد والكنيسة خير دليل على الصدق والمحبة والفرح والإنسانية.
وأشار البابا تواضروس الثانى، إلى أن المصريين يتمتعون بطبيعة هادئة ومتسامحة اكتسبوها من تواجدهم حول النهر عبر التاريخ، منذ عصر القدماء المصريين، مرورا بمصر القبطية ومصر الإسلامية، مشيرا إلى أن العنف لم ينشأ فى أرض مصر.
وتابع تواضروس الثانى: اكتسبنا من النيل روح العبادة، فانقسام النيل لفرعى دمياط ورشيد كرجل يقف يدعو للصلاة، واكتسبنا منه أيضا روح الوحدة، فجمع بيننا فى العصر المسيحى والعصر الإسلامى وصار النهر أبو المصريين جميعا وصارت الأرض أمنا، حتى أصبح السكن حول النيل من مظاهر الوجاهة الاجتماعية
ووصف قداسة البابا تواضروس الثانى، ثورة 1919 بأشهر حدث فى تاريخ مصر، حيث نحتفل بمئويتها هذا العام، ومنها خرج شعار تحيا الهلال مع الصليب، والتحم فيها الآباء الكهنة والقساوسة والشيوخ، وظهر الشعار "الدين للديان والوطن للإنسان" أما أمس فقناة مى سات المسيحية أذاعت الآذان وتحدث البابا فى المسجد والشيخ فى الكنيسة، وظهرت صورة جميلة، وواجبنا أن نحفظ هذه الروح ونعيشها ونصونها ونقدمها لكل البشر.
ولفت البابا تواضروس الثانى إلى أن مصر بلد مضياف واستضاف جنسيات كثيرة عبر التاريخ من الدول العربية والأوروبية والآسيوية عبر التاريخ الطويل، ففى مصر حاليا أعداد كبيرة من السوريين والسودانيين وجنسيات أخرى، فمصر وطن للإنسان
فيما قال الأنبا ديفيد أسقف الكنيسة القبطية فى نيويورك إن افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح أمس كان أفضل رسالة للعالم كله وبالتحديد الولايات المتحدة ضد ما يثار حول وجود تمييز فى مصر رغم الأحداث الفردية التى تقع، فكلنا يد واحدة ضد التحديات.
وقرأ الأنبا ديفيد على البابا تواضروس الثانى فى المقر البابوى، اليوم تغريدة الرئيس دونالد ترامب عن افتتاح المسجد والكاتدرائية، التى أشاد فيها بمصر أمس، فأكد البابا أن ما جرى هو معجزة بكل المقاييس لم تحدث فى أى بلد آخر حيث كان الرئيس السيسى مبتسما ابتسامة الإنجاز.
أما الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد فقال خلال استقبال المهنئين: "لن أنسى موقف الرئيس السيسى حين دخل قاعة الاحتفال أمس، ودعا الجميع للوقوف دقيقة حداد على روح شهيد الشرطة مصطفى عبيد الذى فكك قنبلة وفدا أرواح المصريين بحياته".
ومن جانبه، هنأ الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد الميلاد المجيد حيث كان فى استقباله الأنبا موسى أسقف الشباب وعدد من الأساقفة والكهنة.
وقال الأنبا موسى: لكل دعاة الفتنة أقول لهم العبوا بعيد، الأمر الذى أعجب وزير الشباب فردد "العبوا بعيد ومصر أكبر من كل الفتن ومخططات الفرقة".
كما هنأ السفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، البابا تواضروس بالعيد وقال إن افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة، أمر سيذكره التاريخ فى مصر حتى أن تزامن افتتاح مسجد الفتاح العليم مع كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة رسالة لكل العالم على وحدة وترابط المصريين، لافتا إلى إنه يحرص دائما على تقديم التهنئة للبابا تواضروس الثانى تقديرا لدوره الوطنى والدينى الكبير، فضلا عن روابط المحبة والاحترام التى تربطهما معا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة