ماذا تعرف عن "اليمين المتطرف"؟.. كتل حزبية تستخدم العنف وتستعمل السلاح.. حققت مكاسب سياسية حتى وصلت لسدة الحكم فى بعض الدول.. المسلمون والمهاجرون أهم أعدائهم.. وهدم المساجد وقتل أطفال العرب أبرز جرائمهم

الأحد، 06 يناير 2019 12:30 ص
ماذا تعرف عن "اليمين المتطرف"؟.. كتل حزبية تستخدم العنف وتستعمل السلاح.. حققت مكاسب سياسية حتى وصلت لسدة الحكم فى بعض الدول.. المسلمون والمهاجرون أهم أعدائهم.. وهدم المساجد وقتل أطفال العرب أبرز جرائمهم قيادات اليمين المتطرف
كتب - عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"اليمين المتطرف" مصطلح سياسى يطلق على كتل حزبية سياسية تدعو إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع، وذلك عن طريق التدخل القسرى واستخدام العنف واستعمال السلاح لفرض تلك القيم.

إذاً اليمن المتطرف هو وصف يُطلق على تيار سياسى يتبنى نزعة متطرفة معادية للمسلمين واليهود والأجانب المهاجرين، ولديه تمسك متطرف بالقيم الوطنية وبالهوية السياسية والثقافية واللغوية.

مظاهرات حركة بيجيدا ضد الإسلام
مظاهرات حركة بيجيدا ضد الإسلام

 

صعد فى السنوات الماضية الأخيرة العديد من التيارات والأحزاب السياسية التى تنتهج النزعة اليمينة المتطرفة فى العديد من الدول الأوروبية والأمريكية، حتى وصلت إلى قمة السلطة فى بعض الدول.

وحققت هذه الأحزاب مكاسب سياسية هامة فى العقد الأول والثانى من القرن الواحد والعشرين، وشاركت فى حكومات وصارت ممثلة فى برلمانات بلدانها وكذلك فى البرلمان الأوروبي.

 

أسباب انتشار اليمين المتطرف..
 

يعد انهيار الاتحادات واندماج بعضها البعض بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك الركود الاقتصادى والأزمة العالمية الأخيرة، من أهم أسباب انتشار اليمن المتطرف، ذلك جعلهم ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يرون فيهم مزاحمين على الوظائف والمناصب فى بلادهم، وانطلاقا من هنا ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق على المهاجرين، بل أصبحت ردود الأفعال العدائية تجاه الأجانب، برنامجا انتخابيا لدى بعض الأحزاب اليمينية وخاصة فى قارة أوروبا.

ومع الانتشار المكثف للمهاجرين واللاجئين، بدأ اليمين المتطرف يهتم أكثر فأكثر بموضوع الهجرة والاندماج، فتصدر النقاش السياسى فى عدد من بلدان أوروبا الغربية ذات التقاليد العريقة فى الهجرة بحكم الماضى الاستعماري، ثم بسبب الحاجة إلى اليد العاملة القادمة من وراء البحار فى مرحلة الإعمار اللاحقة للحرب العالمية الثانية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام.

لوتس باخمان مؤسسة حركة بيجيدا فى ألماينا
لوتس باخمان مؤسسة حركة بيجيدا المتطرفة فى ألمانيا

وبحلول تسعينيات القرن العشرين، باتت الهجرة الشغل الشاغل لليمين المتطرف الذى يُسوق إشكالاتها العديدة (وأولها الاندماج والهوية) لإضفاء قابلية على خطابه العنصرى والمعادى للأجانب فى حقيقته، وهكذا طوّر اليمين المتطرف خطابه ضد الهجرة لإكسابه حجية أقوى لدى قطاعات أوسع من المواطنين الأوروبيين.

 

صعود اليمين المتطرف فى أوروبا والعالم..
 

فى عام 2008 أعلنت أحزاب من اليمين المتطرف من دول أوروبية فى مدينة أنفير البلجيكية تأسيس منظمة جديدة تهدف إلى مكافحة ما أسمته بـ"الأسلمة" فى القارة العجوز، وشارك فى تلك تأسيس المنظمة أحزاب من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا واليونان.

وبدأ اليمين المتطرف على رأسه الجبهة الوطنية فى فرنسا، فى تسويق خطاب تخويفى يُحذر من أن أوروبا فى طريقها إلى خسارة هويتها بسبب الهجرة الواسعة القادمة من البلدان المسلمة وخاصة بلدان شمال أفريقيا.

ووجد هذا الخطاب تقبلا متزايدا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، إذ اتخذت أحزاب اليمين المتطرف تلك الأحداث ذريعة للبرهنة على وجاهة قلقها على الهوية الأوروبية والسلم الأهلى فى القارة.

مارين لوبان زعيم اليمين المتطرف فى فرنسا
مارين لوبان زعيم اليمين المتطرف فى فرنسا

 

وظهر اليمين التطرف فى إسرائيل، والذى يعد قوى الشعبية ويدعو صراحة إلى عدم التسامح مع العرب والمسلمين وقتلهم، كما يدعو إلى قتل الأطفال وتشبيه المسلمين بالأفاعي، ومن أبزر القيادت فى اليمين المتطرف الإسرائيلى الحاخام يعقوب يوسف.

وفى عام 2009، أصدر حاخامان متطرفان يدير أحدهما مدرسة دينية يهودية فى مستوطنة يتسهار القريبة من مدينة نابلس فى الضفة الغربية، كتابا يبيحان من خلاله قتل العرب وخاصة الفلسطينيين وأولادهم .

وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن مؤلف الكتاب هو الحاخام يتسحاق شابيرا وهو مدير مدرسة "يوسف ما زال حيا" فى مستوطنة يتسهار وهى أحد معاقل المستوطنين المتطرفين وساعده على تأليفه حاخام آخر يعمل مدرسا ويدعى يوسى إليتسور.

ويعتبر عام 2018، هو عام عودة اليمين المتطرف إلى الحكم، ففى البرازيل فاز جايير بولسونارو، بانتخابات الرئاسة، وصعد التحالف اليمينى الشعبوى إلى الحكم وذلك فى إيطاليا، أما فى ألمانيا فقد خرج "النازيون الجدد" فى مظاهرات عنيفة يومية ضد المهاجرين.

 

جرائم اليمين المتطرف..
 

ومع موجة صعود اليمين المتطرف فى أوربا وأمريكا، تنامت حوادث الكراهية ضد المسلمين والأجانب المهاجرين، ففى السويد أقدم مجهولون مطلع رمضان الماضى على إحراق مسجد فى مدينة هسلهولم، كذلك هاجم مسلحون مسجد "محمود" فى مدينة مالمو الأسبوع الماضى.

وفى وقت سابق نشر يان جونسون، المدير السابق لمجلة سامتيدن الوسيلة الإعلامية للحزب الديمقراطى الاشتراكى السويدى اليمينى المتطرف، عبر حسابه على موقع تواصل اجتماعى رسوماً كاريكاتيرية مهينة للمسلمين.

غيرت فيلدرز يحمل شعار معادى للإسلام
غيرت فيلدرز زعيم المتطرفين فى هولندا يحمل شعار معادى للإسلام

 

وفى عام 2017، طالب الادعاء الألمانى بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة لامرأة تدعى "بيآته تشيبه" والى تعد عضوة بارزة فى خلية "إن إس يو" اليمنية المتطرفة، المسئولة عن مقتل تسعة أشخاص بينهم أتراك ويونايين خلال الفترة بين عامى 2000 و2007.

وفى عام 2016، أظهر تقرير إعلامى أن النمسا شهدت زيادة كبيرة فى عدد الحوادث التى تنطوى على الخوف من الأجانب والخوف من الإسلام ومعاداة السامية، وذلك بعد وصول أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين وأغلبهم مسلمون.

وذكر التقرير الصادر عن جهاز المخابرات الداخلية فى النمسا أن السلطات وجهت اتهامات فى نحو 1690 قضية لها علاقة بالتطرف اليمينى خلال عام 2015.

وأوضح هذا التقرير أن عدد "الأعمال المتطرّفة" لليمين عام 2015 وصل فى المجمل إلى 1150 قضية، بعدما كان 750 العام 2014 وتراوح ما بين إطلاق الألعاب النارية على مراكز إيواء المهاجرين والتحريض على العنف عبر الإنترنت.

الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو
الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو

 

أبرز قيادات اليمين المتطرف فى العالم..
 

فى السطور التالية نرصد باختصار بعض أبرز قادة اليمين المتطرف ممن نالوا شعبية كبيرة فى البلدان الغربية:

لوتس باخمان (حركة "بيجيدا" - ألمانيا)، وُلد يوم 23 مارس 1973 فى درسدن شرقى ألمانيا، وكان له سجل جنائى أدخله السجن سنوات. يعمل مديرا لشركته التى تنشط فى مجال العلاقات العامة والإعلان.

أسس حركة "بيجيدا" المعروفة بتطرفها وإشاعتها بذور الحقد والعداء ضد الإسلام والمسلمين، إذ اعتاد نشر صور وتصريحات معادية للمسلمين ولا سيما اللاجئين منهم الذين يصفهم علنا بـ"المغتصبين".

مارين لوبان (حزب الجبهة الوطنية - فرنسا)، وُلدت يوم 5 أغسطس 1968 فى مدينة نويى سوج سين، ووالدها هو جون مارى لوبان الزعيم التاريخى للحزب اليمينى المتطرف "الجبهة الوطنية"، ترشحت للرئاسة الفرنسية عام 2017.

فيليب دى وينتر يتطاول على المصحف الشريف
فيليب دى وينتر يتطاول على المصحف الشريف

 

فيليب دى وينتر (حزب فلامس بلانج - بلجيكا)، وُلد يوم 11 سبتمبر 1962 فى مدينة بروج البلجيكية لأسرة من الأغلبية الفلمنكية. وهو الرئيس السابق لحزب "فلامس بلانج" (المصلحة الفلمنكية) البلجيكى اليمينى المتطرف.

غيرت فيلدرز (حزب "من أجل الحرية" - هولندا)، وُلد يوم 6 سبتمبر 1963 فى مدينة فنلو بمحافظة ليمبورج جنوب شرقى هولندا لعائلة كاثوليكية، ونال شهادات فى تخصص القانون من الجامعة الهولندية المفتوحة.

ماتيو سالفينى (حركة "رابطة الشمال" - إيطاليا)، ولد يوم 9 مارس 1973 فى ميلانو بإيطاليا، التحق بجامعة ميلانو لدراسة التاريخ لكنه لم يتخرج فيها.

وانضم لحركة "لاليجا نورد" (رابطة الشمال الإيطالية) اليمينية فأصبح ممثلا رئيسيا لها، ونال خلال 1993-2012 عضوية مجلس مدينة ميلانو، كما أصبح نائبا فى البرلمان الأوروبي.

يمى أوكيسون (حزب "الديمقراطيون السويديون" - السويد)، وُلد يوم 17 مايو 1979 فى إفيتوفتا جنوبى السويد، ودرس العلوم السياسية فى جامعة لوند السويدية، ونشط منذ شبابه المبكر فى حزب "الديمقراطيون السويديون" القومى اليمينى حتى ترأسه فى الانتخابات الحزبية عام 2005.

نيكولاوس ميخالولياكوس (حزب "الفجر الذهبي" - اليونان)، ولد يوم 16 ديسمبر 1957 بالعاصمة أثينا، ودرس الرياضيات فى جامعة أثينا كابوديستريان الوطنية.

وعُرف بقربه الشديد من الرئيس العسكرى السابق لليونان جورج بابادوبولوس الذى اختاره لقيادة جماعة شبابية متطرفة، وفى عام 1980 أسس ميخالولياكوس حزب "الفجر الذهبي".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة