قصة هبة أول طفلة أنابيب فى مصر.. حوار خاص مع جمال أبو السرور رائد الحقن المجهرى يكشف فيه كيف نجحت أول حالة عام 86.. أساتذتنا حاربونا فى الصحف ونجحنا بعد 6 أشهر.. ويؤكد: التجميد فرصة للإنجاب لو اتأخر ابن الحلال

الخميس، 31 يناير 2019 01:49 م
قصة هبة أول طفلة أنابيب فى مصر.. حوار خاص مع جمال أبو السرور رائد الحقن المجهرى يكشف فيه كيف نجحت أول حالة عام 86.. أساتذتنا حاربونا فى الصحف ونجحنا بعد 6 أشهر.. ويؤكد: التجميد فرصة للإنجاب لو اتأخر ابن الحلال الدكتور جمال أبو السرور
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

أول تجربة أطفال أنابيب ناجحة فى مصر كانت الطفلة هبة فى عام 1986، وذلك بعد 8 سنوات من مولد أول طفلة أنابيب فى العالم، حيث حققت هذه التجربة آمال وأحلام المحرومين من الإنجاب والتى كانت مستحيلة قبل 30 عاما من الآن،  وكان التحدى الأكبر هو إمكانية نجاح التجربة من جانب ثلاثة من الأطباء جازفوا بكل شىء لتحقيق الحلم، وهما الدكتور محمد أبو الغار والدكتور جمال أبو السرور والدكتورة رجاء منصور، و كان لنا حوار مع واحد منهم وهو الدكتور جمال أبو السرور، رئيس الجمعية المصرية للخصوبة ورئيس المركز الإسلامى لبحوث ودراسات السكان بالأزهر الذى يكشف لنا عن تفاصيل لأول مرة حول أول تجربة أطفال أنابيب فى مصر.

الطبيب مع الطفلة هبة
أول الصور للطفلة هبة

 

كيف كانت أول تجربة أطفال أنابيب فى مصر؟

مع عام 1984، أرسلت الدكتورة رجاء منصور خطابا وكانت تعمل فى أحد مراكز أطفال الأنابيب بالولايات المتحدة بولاية أوهايو إلى زميلي الدكتور محمد أبو الغار تسأله "هل يمكن مع رجوعها لمصر أن تنشئ مركز أطفال أنابيب" لأنها كانت خارج البلد ولا تعلم شيئا عن الوضع فى مصر ولا يوجد لديها الإمكانيات لإنشاء مثل هذا المركز وذلك كان فى نفس الوقت الذى أفكر فيه فى إنشاء مركز لأطفال الأنابيب.

واتصل بي الدكتور محمد أبو الغار فى أحد الأمسيات وكنا أصدقاء وقتها وأخبرنى أنه قد وصل له الخطاب متسائلا ما هو الرد المناسب من رأيى؟ فقلت له "تركب الطيارة وتيجي وهنبتدى المشروع لأنه حلم من أحلامى"، وأرسلنا موافقة وقمنا بالإعداد للمركز.

أول طفلة أنابيب
أول طفلة أنابيب

 

وما هى العوائق التى واجهتكم عند تنفيذ الفكرة؟

 

 فى البداية كان فى مشكلة أننا نحصل على البويضات من المبيض لأنه لا يوجد هناك موجات فوق صوتية وقتها وبالتالى كانت الوسيلة الوحيدة هى منظار البطن، وكان لدينا خبرة كبيرة فيه وقمنا بالتقاط بويضات كتجربة من سيدات يأتوا إلى وحدة المناظير فى جامعة الأزهر لإجراء عملية ربط الأنابيب لعدم رغبتهم فى الإنجاب بعد ولادتهم ل5 أبناء فأعلى، فكنا نعطيهم أدوية تنشيط المبيض لسحب البويضات خلال عمليات الربط.

وفحصت الدكتورة رجاء ما تم سحبه لتجد فى السائل بويضات ناضجة ومن هنا تأكدنا أننا نستطيع أن نحصل على بويضات ونقدم هذه الخدمة.

 

وكيف واجهتم المجتمع بفكرة أطفال الأنابيب؟

مع بداية افتتحنا للمركز فى مارس 1986، ما قوبل بالرفض الشديد من الوسط الطبى ونقابة الأطباء ووزارة الصحة وأخصائى النساء والولادة أنفسهم فقد هوجمنا هجوما فظيعا باعتبار أن ذلك يخالف الشريعة الإسلامية وهذه الطريقة لا يمكن نجاحها فى مصر لدواعى أخرى مثل أن التلوث لدينا عالى وبالتالى صعب نجاحها وتحتاج لتقنية دقيقة ولم يكن الوسط الطبى فقط بل الاعلامى أيضا حيث خرجت المقالات ضدنا وشارك فيها أساتذة لنا فى ذلك الوقت ولكننا لم نتراجع أمام ذلك، وكان السند لنا فتوى الأزهر وقتها وقمنا بإقناع المجتمع بعدم حرمانيتها مستندين لذلك بشروط النقل التى تم الاتفاق عليها والحمدلله بعد سنة ونصف ربنا وفقنا وجاءت لنا أول طفلة أنابيب وهى الطفلة هبة وكان ذلك فى أغسطس 1987.

 

وهبة كانت التجربة رقم كم ضمن محاولات أطفال الأنابيب؟

لا طبعا.. إنها التجربة الناجحة ولكنها ليست المحاولة الأولى على الإطلاق، فقد أجرينا محاولات كثيرة وهل تعلمين أن العديد من المراكز فى العالم قاموا بإجراء  هذه العملية واستمروا سنوات من الفشل حتى أغلقت وكان ذلك تحديا كبيرا لنا، فقد استمرت محاولاتنا ستة أشهر دون حالة حمل.

 

كيف اقنعتم الحالات فى ذلك الوقت؟

كنا نخبر الحالات أنها طريقة جديدة ولم يحدث حمل من قبل ولكننا تدربنا عليها جيدا ونحاول تطبيقها، أنا شخصيا  قفلت عيادتى وسافرت كليفلاند لثلاثة أشهر لكى اتعلم أطفال الأنابيب ودكتور أبو الغار فعل الأمر نفسه لكى نحقق هذا الحلم، أننا جازفنا بمستقبلنا ومكانتنا فإذا كنا فشلنا كان سيصبح تحطيم لمستقبلنا تماما.

 

وهل مازلت تتابع حالة هبة الصحية؟

نعم .. تزوجت وأنجبت بشكل طبيعي وصحتها جيدة.

 

ولكن ما الذى جعلك تفكر فى إنشاء وحدة أطفال أنابيب عامة على الرغم من نجاح مركزك الخاص؟

كان حلمى هو إنشاء هذه الوحدة للمرضى بسطاء الحال لأن المركز الخاص لم يسعف هؤلاء المرضى، فقد قمت بدراسة ونشرت فى المجلة العالمية لأمراض النساء والولادة ووجدنا أن 60% من مرضى العيادات الخاصة يكونون بمستوى مادى متوسط أو مرتفع ومع ذلك لا يستطيعون تلقى هذه الطريقة من العلاج لأنها باهظة التكاليف وأيضا 60% ممن يجروها لا يستطيعون تكرارها مرة أخرى خاصة أن نسبتها 40 الى 45% نجاح فى المرة  فقد تحتاج السيدة لثلاث دورات كى تحصل على طفل.

 

وكيف تمكنت من إنشاء أول وحدة أنابيب عامة؟

كتبت لفضيلة رئيس جامعة الأزهر فى ذلك الوقت الدكتور عبد الفتاح الشيخ عن إنشاء الوحدة، فإعطانى الموافقة فى بادىء الأمر ولكن عند الإعداد له سحب موافقته وقال لى أنه يتخوف من إجراء هذه العملية داخل الجامعة، وبالتالى أصابنى الاحباط مع سحب الموافقة، ولكن لحسن الحظ اتصل بي الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة فى ذلك الوقت، وقال لى "يا جمال مش معقول يكون عندك مركز خاص ومفيش مركز تابع لوزارة الصحة" وفعلا إجابتى كانت بقبول المبادرة وعلى الفور تم تخصيص مكان بمستشفى الجلاء لإنشاء الوحدة وبالتالى أنشئت أول وحدة لأطفال الأنابيب فى القطاع العام فى عام 2001.

وعندما تولى فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم رئاسة جامعة الأزهر وأصبحت أنا عميدا لكلية الطب فجددت طلبى وأنشأنا الوحدة بالأزهر  وتم افتتاحها عام 2004 وافتتحها فضيلة الشيخ الأكبر سيد طنطاوى وحضر فضيلة الدكتور أحمد الطيب وكان رئيسا للجامعة عندالافتتاح، وأصبحت حاليا أكبر وحدة إخصاب طبى على مستوى جمهورية مصر.

 

قلت أن الهدف منها تقديم الخدمة لبسطاء الحال.. فما تكاليف الحقن المجهرى بالوحدة؟

لدينا بحث اجتماعى نقوم بعمله عن المريض الذى لا يتحمل تكاليف هذه العملية وإعفائه من جزء كبير منها، حيث تبلغ العملية من 5 إلى 6 آلاف بما فى ذلك الكورس الدوائى.

وما هى أكثر القصص غرابة في الحالات التى واجهتها عند إجراء الحقن المجهرى؟

أكثر القصص غرابة هى ظلم الرجل للمرأة .. فى البداية عندما كنا نعرض عمليات أطفال الأنابيب على السيدات اللاتى يعانين من انسداد قناتى فالوب لكى تتمكن من الإنجاب، كان الرجال يقاومون مقاومة شديدة إجراء هذه العمليات فيقول الرجل "لا، اعمل عملية أطفال انابيب ليه .. ما اتجوز واحدة تانية".

ومع دخولنا لعام 1994 وبدء التعامل بالحقن المجهرى، الذى نجريه للأزواج الذين لا ينجبون لنقص شديد فى الحيوانات المنوية أو عدم وجود خلايا منوية على الإطلاق، كان يأتى لنا رجال متزوجين لـ30 عاما والزوجة أصبح عمرها 50 عاما متحملة عدم الإنجاب من أجل مشكلة زوجها، وعندما يعلمون أن هناك علاج لحالتهم بالحقن المجهرى ولكن لا يمكن تحقق هذا العلاج لبلوغ زوجاتهم سن الخمسين، يقول الرجل "يعنى لو تزوجت واحدة صغيرة هخلف منها!" وطبعا يكون ظلم للسيدة التى تحملت 30 عاما أو 20 عاما وهى تعلم أن السبب من الرجل وعند ظهور طريقة تساعده على الإنجاب يريد أن يذهب للزواج من امرأة صغيرة غير زوجته لينجب بعد حرمانها من الإنجاب.

وهل واجهتكم اعتراضات دينية فى عمليات الحقن المجهرى؟

عندما فكرنا فى التقنية فى مصر والعالم الإسلامى ذهبت لفضيلة الدكتور جاد الحق على جاد الحق المفتى أريد أن أعرف رأى الإسلام فى هذه التقنية الجديدة وشرحت له التفاصيل التى نقوم بها فى أطفال الأنابيب.

فطلب منى أن اتركه عدة أشهر حتى يدرس الموضوع وفى عام 1980 أصدر فتوى شاملة جامعة وتناول كل ما نتبعه من ممارسات والتى لم تكن معروفة لدينا فى ذلك الوقت، واليوم نتعجب كيف تناول هذه الموضوعات التى بعض منها تحقق وبعضها مازال.

فقد قال إنه إذا كان أطفال الأنابيب من الزوج والزوجة وينقل الجنين أثناء سريان عقد الزواج يكون الأمر سليما كما تناول أمورا أخرى مثل التبرع البويضات والأم الحاضنة، وتناول تغيير الصفات الوراثية وحفظ الأجنة بالتجميد.

ولا تسمح الشريعة الإسلامية بالتبرع بالبويضات والأم الحاضنة وتغيير الصفات الوراثية ولكن تسمح بتغيير الجينات لعلاج الأمراض فقط.

ولكنك لم تتحدث عن اختيار جنس الجنين الذى يحدث فى الكثير من المراكز؟

اختيار جنس الجنين من خلال عملية الحقن المجهرى يكون إما لسبب طبى أى أنه يتم استبعاد جنس جنين ذكر أو أنثى، لأن هناك أمراض وراثية تنتقل عبر الذكور فقط أو الإناث فقط، فيكون التدخل من أجل الحصول على جنين بصحة جيدة، ولكن هناك سبب آخر للعملية لمجرد اختيار جنس الجنين دون سبب طبى، ولكن هناك محاذير أنه إذا اخترنا جنس عن آخر وتحيزنا فهذا ظلم وتمييز ضد الجنس الآخر.

 ويمكن لأسباب اجتماعية فقط فى حالة لم يكن هناك تفرقة ضد جنس معين فلا يمكن أن نختاره كمولود أول ولا تجرى العملية للأسرة التى لديها أبناء من الجنسين فإذا كان لها 3 بنات وطفل ذكر فلا يصح أن تتم الطريقة لهم، فإعلانات اختار طفلك الذكر التى تبث من بعض المراكز ضد الشريعة الاسلامية وتمييز.

 

وهل تجميد الأجنة مسموح به فى الإسلام؟

نعم .. طالما يتم نقلها بعد ذلك للأمهات، خاصة أننا نكون حوالى 8 أجنة فى العملية الواحدة وبالتالى بدلا من إهدار الأجنة غير المحقونة فى رحم الأم فنحتفظ بها بالتجميد على أن تعود للأم مرة أخرى عندما تحتاج لها.

 

 

 ولكن هناك جدل حول جدوى تجميد البويضات؟

حدث تجميد البويضات كنوع من التطوير بعد وسيلة التبريد السريع التى تم التوصل لها، وتلجأ السيدات للتجميد عندما لا يحالفهن الحظ فى الزواج فى سن مناسب وتقدم بهم العمر أو سيدة لا تستطيع الزواج بسبب ظروف الحياة وغلاء الشقق والشباب لا يعمل ولا يوجد معهم مهر، فإذا تقدم العمر للأربعين ستنخفض خصوبتهن تماما لأن نوعية البويضات تسوء ونسبة التشوهات تبلغ حوالى 99%، فإذ تركت نفسها حتى يرزقها ربنا بابن حلال فى سن الـ42، تكون نسبة حدوث الحمل عندها ضعيفة جدا، وبالتالى وهى فى سن أصغر من ذلك مثلا فى الـ35 نستطيع أن نعطيها أدوية تنشط المبيضين ونلتقط البويضات منها وتكون مميزاتها أنها ناضجة وعلى درجة عالية من الكفاءة ويتم الاحتفاظ بها لسنوات إلى أن يأتى ابن الحلال وتتزوج وتتمكن من الإنجاب فى الأربعين، وبالتالى نلقح بويضاتها بحيوان زوجها المنوية وننقل الجنين لها وبالتالى تكون حالة الأجنة جيدة لأننا حصلنا عليها فى سن صغير.

 

كما أننا نستخدم ذلك للبنات التى أصابت ببعض الأمراض الخبيثة وكذلك الذكور يمكن تجميد حيواناتهم المنوية فى حالة إصابتهم بأورام ففى هذه الحالة العلاج الكيماوى سيقضى على الخلايا المنوية والمبيضين لذلك قبل أن نبدأ العلاج نحصل على البويضات أو الحيوانات المنوية ونجمدها لحين الانتهاء من العلاج، وكذلك يمكن تجميد البويضات للسيدات التى تعانى نقص مخزون المبيضين أو يخضعون لجراحة تؤثر على عمل المبيض.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة