تواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاتفيا اليوم الأربعاء مع خوان جوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا مؤكدا دعمه "لكفاح فنزويلا من أجل استعادة الديمقراطية"، فيما تواصل واشنطن ضغوطها لإجبار الرئيس نيكولاس مادورو على التنحي.
وقال البيت الأبيض إن ترامب وجوايدو، زعيم المعارضة الذي يسعى لأن يحل محل مادورو، اتفقا على استمرار التواصل بعدما فتحت سلطات فنزويلا تحقيقا ربما يؤدي لإلقاء القبض على جوايدو.
وفرضت المحكمة العليا في فنزويلا حظرا على سفر جوايدو وجمدت حساباته المصرفية فيما يبدو أنه رد على العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة والمتوقع أن تلحق ضررا بالغا بالاقتصاد الفنزويلي المتداعي بالفعل.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي تحدث مع جوايدو "لتهنئته بتولي الرئاسة في خطوة تاريخية وليؤكد دعمه القوي لكفاح فنزويلا من أجل استعادة ديمقراطيتها".
وأضافت في بيان أن جوايدو شكر ترامب على التزام الولايات المتحدة بحرية ورخاء فنزويلا والمنطقة وأشار إلى أهمية الاحتجاجات المزمع تنظيمها في أنحاء فنزويلا ضد مادورو اليوم الأربعاء ويوم السبت المقبل.
وقالت ساندرز "اتفقا على الاستمرار في التواصل بصورة منتظمة لدعم مسار فنزويلا الذي يعيدها إلى الاستقرار ولإعادة بناء العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وفنزويلا".
وفي مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية، قال مادورو "لا شك في أن دونالد ترامب أعطى أمرا بقتلي وطلب ذلك من حكومة كولومبيا ومن المافيا في كولومبيا".
وثارت تكهنات باحتمال تنفيذ عمل عسكري ضد مادورو بعدما ظهر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون هذا الأسبوع وفي يده كراسة ملاحظات مكتوب عليها "5000 جندي إلى كولومبيا".
وقال مسؤولون في السفارة الأمريكية إن الميجر جنرال الأمريكي مارك ستامر القائد في الجيش الأمريكي زار كولومبيا اليوم الأربعاء.
كانت الولايات المتحدة ومعظم دول نصف الكرة الغربي قد اعترفت بجوايدو رئيسا لفنزويلا في أكبر تحد للرئيس مادورو منذ توليه السلطة قبل ستة أعوام.
ويريد جوايدو البالغ من العمر 35 عاما والذي يرأس الجمعية الوطنية إجراء انتخابات جديدة قائلا إن مادورو انتزع بغير حق مقعد الرئاسة لفترة ثانية في العام الماضي. وعرض عفوا كي يجتذب ضباط الجيش إلى صفه.
أما مادورو فيتهمه بتنفيذ انقلاب عليه بتوجيه من الولايات المتحدة، وهو يعول على دعم الجيش له ومن غير المرجح أن يتراجع عن موقفه ما لم يفقد هذا الدعم.
وهو يحظى أيضا بدعم روسيا والصين اللتين تدعمانه دبلوماسيا في مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مادورو رفضه اليوم الأربعاء الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة ووصفها بأنها ابتزاز، لكنه قال مجددا إنه مستعد لإجراء محادثات مع المعارضة.
ونقلت الوكالة عنه قوله "هناك عدد من الحكومات والمنظمات العالمية التي تبدي قلقها الصادق إزاء ما يحدث في فنزويلا ودعت إلى حوار".
لكن نظرا لفشل جولات حوار سابقة، بينها جولة قادها الفاتيكان، يشكك المعارضون في المحادثات، ويعتقدون أن مادورو يستغلها لإسكات المحتجين وكسب الوقت.
وعبر مادورو أيضا عن "السرور والامتنان" لمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقدمت روسيا لفنزويلا مليارات الدولارات في شكل قروض واستثمارات، وقالت مصادر لرويترز إن متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص، ينفذون مهام سرية لحساب موسكو، موجودون في فنزويلا.
ودعا جوايدو إلى مزيد من الاحتجاجات اليوم الأربعاء وإلى مسيرة حاشدة في مطلع الأسبوع في محاولة لمواصلة الضغط على مادورو في الشوارع. وقال إن احتجاجات اليوم لن تكون في صورة مسيرة كبيرة وإنما سلسلة من التجمعات الصغيرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الاحتجاجات التي بدأت قبل أسبوع أدت حتى الآن إلى سقوط أكثر من 40 قتيلا. كما جرى اعتقال المئات ومنهم أطفال.
ويشارك أيضا مؤيدو الحكومة في تجمعات ضخمة يقودها حلفاء مادورو السياسيون، بينما زار الرئيس قواعد عسكرية وتابع تدريبات بالذخيرة الحية في الأيام القليلة الماضية.
وأمر مادورو بتشكيل 50 ألف وحدة للدفاع الشعبي قال إنها ستكون مكلفة "بالدفاع عن سلامة أرض الأجداد".
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الوحدات ستزود بالسلاح، فإن هذه الاستراتيجية تعكس قلق الحكومة من أن تحاول الولايات المتحدة هزيمة مادورو عسكريا.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) استبعاد العمل العسكري، وإن كان معظم الخبراء لا يرجحون هذا.
وسعى النائب العام في فنزويلا طارق صعب إلى إجراء التحقيق المبدئي بشأن جوايدو بناء على أنه ساعد دولا أجنبية على التدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وعند إعلانه عن التحقيق، قال رئيس المحكمة العليا مايكل مورينو، وهو حليف وثيق لمادورو، إن القرار اتخذ من أجل "حماية وحدة وسلامة البلاد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة