تحاول إسرائيل الترويج لأهمية التطبيع العربى معها كبداية لحل الملفات العالقة وخاصة احتلال تل أبيب للأراضى العربية، وقد تعالت الأصوات الإسرائيلية التى تؤكد على ضرورة تطبيع العرب مع إسرائيل، وهى الدعوات التى تقودها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والذى يحرص على تحقيق أى إنجاز لحكومته بدفع الدول العربية للتطبيع فى شتى المجالات.
وتلتف حكومة اليمين الإسرائيلى على الرؤية والاستراتيجية العربية لحل الصراع مع الجانب الفلسطينى، وترفض تطبيق بنود مبادرة السلام العربية التى طرحتها المملكة العربية السعودية فى قمة بيروت عام 2002 كأساس لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كيف أسقطت إسرائيل مبادرة السلام العربية من حساباتها؟
عزز قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الخاص بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، موقف الأخيرة أمام المجتمع الدولى ودفعها لإطلاق دعوات بضرورة إسقاط ملف القدس من أى مفاوضات مستقبلية مع الجانب الفلسطينيين.
وجائت الخطوة الأمريكية للإعلان على دعم واشنطن لإسرائيل باسقاط البند الثانى من مبادرة السلام العربية بعد اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وهو إسقاط حق اللاجئين الفلسطينيين ورفض عودتهم إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فضلا عن تجميد الولايات المتحدة لأموال كبيرة كانت مخصصة للأونروا التى تتولى عملية الانفاق على اللاجئين فى كافة المخيمات.
كانت المملكة العربية السعودية قد طرحت فى قمة بيروت عام 2002 مبادرة لحل القضية الفلسطينية وهى إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
استمرار اسرائيل فى سرقة وتهويد الأراضى الفلسطينية فى الضفة والقدس
تواصل حكومة بنيامين نتنياهو تهويد وسرقة الأراضى العربية والفلسطينية وخاصة أراضى مدينة القدس المحتلة، ومواصلة تهويد معالم المدينة وبسط السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المقدسات الدينية فى المدينة العتيقة، إضافة لسرقة المستوطنين الإسرائيليين لأراضى المواطنين الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
وتواصل إسرائيل التغول على الأراضى التى يمتلكها الفلسطينيون فى الضفة الغربية، وذلك عبر المستوطنين الذين يقدمون أوراق مزيفة حول ملكيتهم لأراضى ومنازل يمتلكها الفلسطينيون فى مدن الضفة الغربية والقدس، فضلا عن الأدوار المشبوهة التى تلعبها شركات صهيونية فى تسريب أراضى الفلسطينيين للمستوطنين.
احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية
احتلت القوات الإسرائيلية ثلثى هضبة الجولان السورية في حرب يونيو 1967، بما فى ذلك القنيطرة التى عادت فى اتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل بعد حرب 1973.
وأعلنت إسرائيل عام 1981 ضم أجزاء كبيرة من الجولان السورية إليها في خطوة لم تحظ باعتراف أى من دول العالم، وقد رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى قراره 497 لسنة 1981 قرار إسرائيل ضم الجولان.
وتواصل إسرائيل انتهاكاتها للسيادة السورية عبر تغيير معالم هضبة الجولان بتشجيع الاستيطان على المنطقة، فضلا عن قيامها بوضع برامج سياحية فى هضبة الجولان السورية تروج لأكاذيب ومزاعم تبعية تلك الأراضى لإسرائيل.
استمرار الاحتلال الإسرائيلى لمزارع شبعا اللبنانية
تحتل إسرائيل منطقة مزارع شبعا اللبنانية بشكل كامل عام 1991 (منطقة حدودية مع هضبة الجولان السورية) وترفض الانسحاب منها بدعوى أنها جزء من الأراضى السورية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وأطلقت إسرائيل عملية عسكرية شمال الأراضى الفلسطينية المحتلة لتدمير أنفاق حفرها حزب الله فى جنوب البلاد، وذلك فى محاولة إسرائيلية جديدة لشرعنة وجودها فى مزارع شبعا المحتلة، والترويج للأخطار التى تحيط بإسرائيل ما يدفعها لبسط هيمنتها على أراضى لبنانية.
وتواصل إسرائيل انتهاكاتها للسيادة اللبنانية والسورية وخرقها بشكل مستمر، وذلك بذريعة ملاحقة قوات إيرانية ومقاتلين تابعين لحزب الله سواء فى دمشق أو جنوب لبنان، وهو ما يؤكد رغبة إسرائيل الجامحة فى بسط سيطرتها الكاملة على الأجواء العربية عبر سلاحها الجوى المتطور.
وعلى الرغم من الدعوات الإسرائيلية المتكررة للتطبيع مع الدول العربية والالتفاف على حقوق العرب فى استرداد أراضيهم المحتلة، إلا أن عدد كبير من الشعوب العربية يرفض التطبيع مع إسرائيل قبيل حل كافة الملفات العالقة، وينظر عدد كبير من الشعوب العربية إلى إسرائيل باعتبارها دولة محتلة تسلب حقوق الشعوب من خلال سرقة أراضيهم بل ومحاولة السطو على تاريخهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة