فاروق حسنى: حجاب الأطفال مؤذ يقضى على براءتهم.. الرئيس السيسى يضع الثقافة فى أولوياته.. وعندما أنظر إلى الأوضاع الحالية فى العمل الثقافى أقول: "ده كويس جدا".. واحتفالية الدورة الـ 50 للمعرض ينقصها الخيال

قال الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، إن معركة "الحجاب" التى أثيرت منذ فترة كانت أكثر المعارك التى تألم فيها، مشيرا إلى أنه لا يزال يصر على أن حجاب الأطفال شىء مؤذٍ، لأنه يقضى على براءتهم وأن أكثر ما يؤلمه هو التنظير السيئ على حسابه والمزايدة على إسلامه

جاء ذلك أثناء الندوة المنعقدة حاليًا لمناقشة كتاب "ربع قرن من الثقافة" لـ انتصار الدرديري والصادر عن دار نهضة مصر، فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ 50، بمركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس.

وقال فاروق حسنى، إنه سعيد بمناقشة الكتاب فى اليوبيل الذهبى للمعرض، وأجاب فاروق حسنى عن سؤال: ما الذى يعيق الثقافة؟ هل التيارات الدينية أم الجهل العام فى الشارع؟ بأن الشىء الوحيد الذى يعيق العمل الثقافى هو ألا تدعم الدولة "الثقافة"، مضيفًا أنه عمل فى ظروف صعبة جدًا لكنه استطاع أن يتجاوزها.

وإجابة عن سؤال هل يعد فقر الكوادر من معوقات الثقافة؟ أجاب فاروق حسنى أن المسئول عن اختيار الكوادر عليه أن يكون معياره فى الاختيار "هل الشخص الذى تم اختياره قادرًا على تنفيذ المهمة المكلف بها أم لا؟".

وأضاف فاروق حسنى أنه فى جميع اختياراته كان يحرص على اختيار القادر على العمل، ولم يخش أبدًا أن يأتى بشخص "كبير فى مجاله" لأن الكبار يضيفون لأماكنهم خاصة فى وزارة الثقافة.

وعن رؤيته لاحتفالية الدورة الـ50 لمعرض الكتاب، قال فاروق حسنى: "عندما أرى الوضع الحالى وأقارنه بما حدث وبالقائمين عليه أقول "ده كويس جدًا" لكن الاحتفالية ينقصها الخيال.

وقد استتبع ذلك سؤال: كيف يرى فاروق حسنى أداء الدولة الآن فى الثقافة؟ أجاب: إن الدولة تهتم بالثقافة وأن تحركات الرئيس السيسى ومنها زيارته للمتحف الكبير وافتتاحه لمعرض القاهرة للكتاب فى دورته الخمسين دليل قوى على دعم الدولة للثقافة وأنها تضعها ضمن أولوياتها.

وأوضح فاروق حسنى، أن أى شخص يمكنه أن يتحدث عن الثقافة، لكن تطبيق الأفكار الثقافية العملية شىء صعب ومجهد وهذا ما يتحدث عنه الكتاب، مضيفًا أنه يرفض كتابة سيرته الذاتية لكن هذا الكتاب يعتمد على أسلوب المحاورة بشكل جيد.

وحول بداياته حيث عمل رئيسًا لقصر ثقافة الأنفوشى رغم حداثه تخرجه من كلية الفنون الجميلة، قال إنه كان لديه إعداد داخلى وتفكير إضافة إلى أن زملاءه كانوا يوجهون إليه الدعم، وما حدث معه جعله يؤمن بعد ذلك بدعم الشباب فى تحديث الرؤى الثقافية.

ومن المعوقات التى قابلته فى بدايات العمل الثقافى قال فاروق حسنى إن دار الأوبرا قبل افتتاحها كانت لا تمتلك "أوركسترا" وكانت تحتاج إلى 300 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير لم يكن من السهل الحصول عليه، ثم اكتشفت أن أغلبية قطاعات وزارة الثقافة تحتاح إلى هذه الأرقام، وأن ذلك جعلنى أفكر فى الاستقالة ثم تراجعت عن هذه الفكرة وفكرت فى إنشاء صندوق التنمية الثقافية على أن يكون مستقلاً بذاته ويكون مصدر تمويل للثقافة ويخدمها بإنشاء مسارح وأيضًا متحف الحضارة الذى احتاج إلى 900 مليون كما مول المرحلة الأولى من المتحف الكبير.

وأكد فاروق حسني، أن العمل الثقافى لابد أن يكون قادر على استفزاز خيالنا كى يصل إلى الجماهير، كما تناول فاروق حسنى ما قام به من مشروع ترميم تمثال أبو الهول، حيث قال إنه فنان تشكيلى يقدر القيم الجمالية أكثر من الأثريين، وكان يتابع عملية الترميم حجرة حجرة، مضيفًا أنه استعان بلجنة دولية عالمية لمتابعة الترميم.

وعن المشاريع التى كان يرغب فى تنفيذها، قال "مشروع تطوير منطقة باب العزب الذى يربط القاهرة الإسلامية، مضيفًا: أنه قام بعمل دراسة جدوى حول المشروع مؤكدًا أنه سيشكل عامل جذاب سياحى لا مثيل له.

وتذكر فاروق حسنى، مأساة قصر ثقافة بنى سويف، حيث قال إنه أصر على تقديم استقالته، لأنه شعر بكونه مسئولاً عما حدث إضافة إلى أنه تألم كثيرًا، لكن رئيس الجمهورية والكتاب والمفكرين رفضوا الاستقالة.

وأكد فاروق حسنى، أنه راضٍ تمامًا عن مشواره فى وزارة الثقافة، قائلا: كنت أريد أن يصل للناس إحساسى بالفن والثقافة وقد فعل، مضيفًا أنه مكتفٍ تماما بحياته، وأضاف ضاحكًا: فعلت كل شيء حتى قفص الاتهام دخلته.