بين عشية وضحاها انتفضت فتاة من مركز طهطا بقرية بنى عمار بمحافظة سوهاج، من عالم الظلام إلى النور بعد أن ظلمتها الظروف القهرية والتى دفعت بها إلى الهاوية فى بادىء الأمر.
فقد عاشت ظروف صعبة وخاصة بعد طلاق والدتها فعاشت معها تحت سقف واحد لا تملك شيئا وعندما عرضت عليها أن تتعلم مثل الفتيات رفضت الأم وخاصة فى ظل المحنة التى تمر بها بعدم وجود مصاريف تنفق بها على دراستها فكانت تعمل 10 ساعات متواصلة للحصول على مبلغ مالى ضئيل تستطيع تنفق به على والدتها ووقتها فقط قررت أن تتمسك بالعلم والتحقت بفصول محو الأمية بقريتها وكانت الظروف قد تحسنت قليلا وعندما حصلت على الشهادة التحقت بالمرحلة الإعدادية فكانت تسير على قدميها مسافات طويلة لتوفير ثمن المواصلات الى أن أتمت دراستها وحصلت على دبلوم التجارة عام 2012 بل وتعمل معلمة فى قريتها فى فصول محو الأمية .
نسمة محمد محمود 28 سنة من قرية بنى عمار، هى قصة كفاح جديدة من قصص المكافحات والتى عانت كثيرا ولم يقف بجوارها أحد ولكنها لاقت تشجيعا من مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج محمد الدالى وناصر محمد على مدير الإدارة رغم ظروفها القهرية وساعداها كثيرا حتى تخرج من ظلامها وكانت الفتاة لديها رغبة ملحة فى عبور الطريق الصعب الملىء بالأشواك فعملت أثناء دراستها 10 ساعات يوميا لتنفق على نفسها ووالدتها حتى انتهى بها الأمر الى الوصول الى هدفها المنشود وتحقيق ذاتها بعد ان محت أميتها .
انتقل "اليوم السابع "الى قرية بنى عمار بمركز طهطا بمحافظة سوهاج والتقى الفتاة نسمة محمد لتروى قصتها فقالت أنها عانت أشد المعاناة منذ صغرها بالإضافة الى ظروف انفصال والديها ووقتها رفضت الأم تعليمها لعدم وجود الإمكانيات المادية للإنفاق عليها وكانت والدتى تقول لى " مش معايا فلوس أعلمك" وجلست فى المنزل حزينة فترة كبيرة إلى أن قمت بالعمل فى الأماكن الخاصة للحصول على القليل من النقود ووقتها فقط توجهت الى محو الأمية للحصول على الشهادة بعد أن تحسن دخلى المادى قليلا وكان ذلك عام 2012 .
وتواصل الفتاة المكافحة نسمة حديثها أنها التحقت بالمرحلة الإعدادية وكانت وقتها فى مدرسة بالقرية المجاورة لها وتسير على قدميها يوميا من منزلها الى المدرسة لتوفير نفقات المواصلات وشراء الكتب وعندما حصلت على الشهادة الإعدادية التحقت بالدبلوم وكانت وقتها تعمل 10 ساعات يوميا أثناء دراستها للإنفاق على دراستها وعلى والدتها حيث ان ظروفهم المادية صعبة وكانت تشعر بفخر وسعادة كبيرة أثناء عملها والدراسة فى ان واحد حيث كانت تخرج من مدرستها على العمل مباشرة وتعود فى آخر الليل وتحصل على راتب شهرى تقوم بالإنفاق به على والدتها وعلى دراستها وشراء الورق والكتب ومصاريفها الشخصية.
وتكمل الفتاة كلامها قائلة أنها تسعى لمواصلة دراستها بعد انتهائها من الحصول على دبلوم التجارة وخاصة أنها تحب العلم ومواصلة رحلة الكفاح فهى الآن تعمل مدرسة فى فصول محو الأمية فى بلدتها لتعلم الفتيات القراءة والكتابة وتوجه رسالة الى الفتيات الغير متعلمات وخاصة فى القرى والنجوع بان يتمسكن بالتعليم حتى فى ظل الظروف المادية القهرية لهن فالعلم سلاح أى فتاة ومحاربة للجهل الذى يقتل الغير متعلمين ففى العلم نور وضياء .
محرر اليوم السابع مع نسمة
شهادة محو الأمية
الشهادة الدراسية
شهادة مرحلة التعليم الاساسى
نسمة
شهادة الدبلوم
نسمة تعمل مدرسة فى فصول محو الامية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة