ساعات قليلة وتنطلق الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادى العالمى "دافوس" فى سويسرا، والذى يشهد حضور كوكبة من نجوم المال والأعمال وقادة المجتمع الدولى، وينعقد فى الفترة ما بين 22 ـ 25 يناير الجارى، فى وقت لا تزال تشكل فيه مؤشرات الفقر والغناء على مستوى العالم، رقماً صعباً وتحدياً لا يمكن إنكاره.
المنتدى الذى يشارك فيه مسئولى ألف شركة ومؤسسة اقتصادية عالمية متعددة الجنسيات، تزامن مع إعلان مؤسسة أوكسفام الدولية دراسة جديدة ترصد معدلات الفقر والثراء، كشفت أن أغنى 26 ملياردير على مستوى العالم تعادل ثرواتهم ما يملكه 3.8 مليار شخص.
ويغيب عن جدول أعمال منتدى دافوس ملف الفقر، حيث يتطرق المنتدى على مدار أيام انعقاده إلى الثورة الصناعية وسبل تحقيق المزيد من الدمج للاستخدام الكثيف للتكنولوجيا والميكنة المتطورة، وهى ما التقنيات التى تساهم بشكل غير مباشر فى زيادة معدلات البطالة.
منتدى دافوس العام الماضى
وذكر تقرير مؤسسة أوكسفام الذى صدر قبل ساعات من انطلاق منتدى دافوس، أن أغنى 26 ملياردير فى العالم يزدادون ثراء بمقدار 2.5 مليار دولار كل يوم، فى حين أن النصف الأفقر من تعداد السكان العالمى يشهد تقلص ما لديه.
وعلقت شبكة "سى إن إن" على تقرير أوكسفام بقولها أن المليارديرات الذين وصل عددهم إلى 2208 يمتلكون ثروة أكبر مما كان لديهم من قبل، كما أن عدد المليارديرات قد تضاعف تقريبا منذ الأزمة المالية العالمية التى حدثت قبل 10 سنوات.
ووصلت ثروات أغنى 26 ملياردير فى العالم إلى 1,4 تريليون دولار العام الماضى، وهو نفس الثروة التى يملكها 3.8 مليار دولار الأكثر فقرا فى العالم.
ووفقا لقائمة مليارديرات "فوربس" التى استند إليها تقرير أوكسفام، فإن أغلب الأثرياء أمريكيين، وضمت القائمة مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس ومؤسس مايكروسوفت بل جيتس ورجل الأعمال وارين بافين ومؤسس فيس بوك مارك زوكربيرج، الذين وصلت ثرواتهم مجتمعين إلى 357 مليار دولار.
وأوصت منظمة أوكسفام الدول بأن تفرض الدول ضرائب بمستويات أكثر عدلا، وأن ترفع الضرائب على دخل الأفراد وضرائب الشركات وتنهى الإغفاء الضريبى للشركات وشديدى الثراء. كما دعت أيضا إلى تقديم رعاية صحية مجانية على المستوى العالمى وكذلك تعليم وخدمات عام وضمان استفادة النساء والفتيات. وأشارت المنظمة إلى أن الاستثمار فى الخدمات العامة، لاسيما الكهرباء والمياه ورعاية الأطفال للحد من عدد الساعات اللاتى يعملونها بدون أجر.
ولفت تقرير أوكسفام إلى أن التعليم والرعاية الصحية الجيدة أصبحت فى كثير من الدولة رفاهية متاحة للأغنياء فقط الذين يستطيعون أن يتحملونها. وفى كل يوم يموت 10 آلاف شخص بسبب غياب الرعاية الصحية التى يستطيعون تحمل نفقاتها. وتشعر بتأثير هذا بشكل خاص النساء.
وبحسب التقرير، يتم إخراج الفتيات من المدارس أولا عندما لا تكون هناك أموال كافية لدفع رسومها، وتضطر النساء إلى العمل لساعات بدون أجر فى رعاية أقاربهم المرضى عندما تفشل أنظمة الرعاية الصحية. وتقدر المنظمة أنه لو قامت شركة واحدة بعمل الرعاية الذى لم يدفع له أجر وتقوم به النساء فى العالم، سيكون له دورة رأس مال سنوى تقدر بـ 10 تريليون دولار.
وتظهر هذه المشكلة بشكل خاص فى الهند صاحبة أسرع نمو اقتصادى فى العالم. حيث يوجد بها أقل معدلات فى العالم لمشاركة النساء فى العمل. وتشير بيانات البنك الدولى إلى 27% فقط من النساء فقط 15 عاما مصنفات كعاملات أو تسعين للحصول على عمل.
تقرير أوكسفام الصادم جاء بعد أشهر من تقرير لمنظمة الفاو ، كشف أن شبح المجاعة فى دول العالم الثالث يهدد 1.4 مليون طفل بخطر الموت جوعاً فى أفريقيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، وذلك بسبب عدة عوامل بيئة بخلاف النزاعات والحروب فضلاً عن إهدار الطعام بما يعادل 1.3 مليار طن سنوياً لأسباب عدة من بينها سوء التخزين، ووجود خلل فى عمليات نقل الحاصلات الزراعية، وغيرها من الأسباب.
وفى تقريرها الصادر نهاية العام الماضى، كشفت الأمم المتحدة فى مؤشر الفقر العالمى أن هناك 1.3 مليار شخص فى 104 دول يصنفون على أنهم تحت خط الفقر، ومن بين هؤلاء هناك 662 مليون طفل دون سن الـ18 عاما.
وأشار التقرير إلى أن أغلبية من يتم تصنيفهم بأنهم فقراء (1.1 مليار شخص) يعيشون في مناطق ريفية، حيث تزداد معدلات الفقر فيها بنحو أربعة مرات مقارنة بمن يعيشون في مناطق حضرية.
وذكر التقرير أن 83% من فقراء العالم يعيشون في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب آسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة