فى محاولة منها للخروج من أزمتها الاقتصادية الطاحنة التى تسبب فيها الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، بسبب سياسته الفاشلة فى إدارة بلاده، تسعى أنقرة لاستغلال موارد القارة الإفريقية ونهب خيراتها من بوابة الاقتصاد والتعاون التجارى مع دول القارة.
ومنذ سنوات يسعى النظام التركى إلى تعزيز علاقاته مع دول القارة السمراء، فى خطوة أراد من خلالها التوسع فى إفريقيا بإغراء زعماء بعض الدول الإفريقية بفتح مجالات التنمية والمشاريع الاستثمارية فى بلادهم.
تركيا تتوغل وتعمق علاقاتها مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء
وزادت تركيا من حجم تجارتها مع الدول الإفريقية بحيث تدعم موقعها كلاعب إقليمى وعالمى، من أجل تنفيذ أجندات خاصة بها بدول القارة بعد السيطرة على تلك الدول اقتصاديا وتجاريا.
وحسب مواقع إخبارية تركية معارضة للنظام الحاكم فى أنقرة، فقد زادت تركيا فى عام 2018 الماضى الزيارات المتبادلة بين المسئولين الأتراك ونظرائهم الأفارقة، وزاد عدد السفارات التركية فى القارة السمراء.
وفى السياق نفسه، كشف تقرير لوكالة "الأناضول" الرسمية التركية، حجم هذه العلاقات ومدى النفوذ التركى داخل القارة الإفريقية، حيث أوضحت الوكالة التى تتبع النظام الحاكم أن القارة الإفريقية تضم إمكانات اقتصادية وتجارية كبيرة.
وبلغ حجم التبادل بين أنقرة والعواصم الإفريقية، نهاية العام الماضى، أكثر من 20 مليار دولار، بعد أن كان فى مستوى 3 مليارات فى عام 2003.
أردوغان فى إفريقيا
وهناك توقعات بأن تتجاوز الاستثمارات التركية فى البلدان الإفريقية الـ6 مليارات دولار فى الوقت الحالى.
ووقعت تركيا، حتى الآن، اتفاقيات تعاون تجارى واقتصادى مع 46 بلدا إفريقيا، إضافة إلى اتفاقية تحفيز وحماية الاستثمارات بشكل متبادل مع 28 دولة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبى مع 12 دولة فى القارة السمراء.
كما تعقد تركيا اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة مع 27 بلدا إفريقيا، ولديها مجلس علاقات اقتصادية خارجية مع 43 دولة إفريقية.
وبهدف تعزيز التفاعل بين أنقرة وعواصم القارة، تسير الخطوط الجوية التركية رحلات منتظمة إلى 53 وجهة فى 35 بلدا إفريقيا، وذلك فى إطار خطتها لزيادة نفوذها فى كافة ربوع القارة.
وعلى المستوى التعليمى، فقد بلغ عدد الطلاب الأفارقة الحاصلين على منح دراسية تركية، 10 آلاف و474 طالب، منذ عام 1992 وحتى الآن.
وقالت الوكالة التركية إن "تركيا اختارت مشاركة خبراتها وتجاربها فى مختلف المجالات، مع بلدان القارة وفق مبدأ "رابح - رابح"، المرتكز على إيجاد حلول إفريقية للأزمات المحلية، وتقاسم أرباح الاستثمارات من الجانبين".
وأشارت إلى أنه فى إطار خطة "الانفتاح على إفريقيا" التى أعدتها تركيا عام 1998، قطعت أنقرة شوطا كبيرا فى علاقاتها مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة لإقامتها مع العديد من بلدان المنطقة، علاقات سياسية واقتصادية، وثقافية واستثمارية، فضلا عن التعاون الأمنى والعسكرى المشترك.
وبحسب المعلومات التى أوردتها الأناضول أجرى إعلان تركيا شريكة استراتيجية للقارة الإفريقية، خلال قمة الاتحاد الإفريقى المنعقدة عام 2008، ليتم، عامان إثر ذلك، وتحديدا فى 2010، اعتماد وثيقة الشراكة التركية الإفريقية الاستراتيجية.
ومع حلول عام 2013، تم اعتماد سياسات الشراكة الإفريقية بدلا من سياسات الانفتاح التركى لإفريقيا، لتستهدف أنقرة بهذه الخطوة المساهمة فى النهضة التنموية والاقتصادية للقارة السمراء، وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، وإقامة علاقات ثنائية قائمة على الشراكة المتساوية والمصالح المتبادلة.
وفى إطار "خطة التنفيذ المشتركة للفترة بين عامى 2015 و2019"، وضعت تركيا خارطة طريق للمشاريع التى تعتزم تنفيذها فى القارة السمراء.
وعلى صعيد الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين الطرفين، أجرى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، زيارة إلى 21 بلدا إفريقيا، وذلك منذ توليه منصبه فى أغسطس 2014.
وخلال العام الحالى فقط، زار أردوغان كلا من السنغال وموريتانيا ومالى، فيما استقبل فى أنقرة رئيسى غامبيا وبنين.
كما حضر مراسم تنصيب أردوغان رئيسا للبلاد فى يوليو 2018 الماضى بعد الانتخابات الأخيرة، من الزعماء الأفارقة، رؤساء كل من الصومال وجيبوتى وإثيوبيا، إلى جانب تشاد وغينيا الاستوائية، وغانا، وغينيا بيساو، وغينيا كوناكري، وموريتانيا وزامبيا.
وفى الوقت الذى كانت تمتلك فيه تركيا 12 سفارة فى القارة السمراء خلال عام 2009، وصل هذا العدد فى الوقت الحالى إلى 41.
وبحسب الأناضول، وصل عدد سفارات البلدان الإفريقية فى أنقرة إلى 34 سفارة عام 2018، بعد أن كان 10 سفارات فقط عام 2008.
وإلى جانب السفارات والبعثات الدبلوماسية، تلعب مؤسسات تركية دورا بارزا فى تعزيز النفوذ التركى فى إفريقيا، وأبرزها وكالة الأناضول، والوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، وإدارة الكوارث والطوارئ "أفاد"، ومعهد يونس إمره، ووقف معارف، والخطوط الجوية التركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة