وجه الجيش الوطنى الليبى ضربة قاسمة إلى الجماعات الإرهابية المتواجدة فى جنوب البلاد، وذلك فى إطار العملية العسكرية التى تقودها القوات المسلحة الليبية لتطهير مدن الجنوب الغربى لليبيا من الجماعات المتطرفة وفى مقدمتهم تنظيمى داعش والقاعدة.
وأعلنت غرفة عمليات الكرامة فى ليبيا عن مقتل الإرهابى عبد المنعم الحسناوي المكني بـ"أبو طلحة الليبي"، والإرهابي المهدى دنقو والإرهابي المصرى عبد الله الدسوقى فى عملية نوعية جنوب البلاد.
وأكد المتحدث الرسمى باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية العميد احمد المسمارى، فى بيان صحفى ، اليوم الجمعة، أن مقتل العناصر الإرهابية جاء فى عملية قامت بها العمليات الخاصة المشكلة من كتيبة شهداء الزاوية وكتيبة طارق بن زياد فجر اليوم الجمعة بمنطقة الشاطئ فى الجنوب الغربى وذلك بعد توارد معلومات بوجود عناصر ارهابية داعشية فى الموقع الذي يقع شمال غرب مدينة سبها بحوالى 60 كم.
البداية كان بقيام قوات الجيش الليبى بمداهمة منزل قيادى بارز فى تنظيم القاعدة الإرهابى بالقرب من مدينة سبها جنوب غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل الإرهابى أبو طلحة الليبى أحد أبرز قيادات الجماعة الليبية المقاتلة.
وقام الجيش الليبى بمداهمة جرت فى وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة لمنزلين متجاورين أحدهما مستأجر من قبل أبوطلحة الليبي ويتواجد فيه باستمرار والآخر يعود لأشقائه، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى إرهابيين والقبض على إرهابيين اثنين خلال العملية العسكرية.
وتضمن بيان الجيش الليبى اسم الإرهابى المهدى دنقو الذى لقى حتفه على يد قوات الجيش الوطنى، والإرهابى دنقو يعد المتورط الأول فى جريمة ذبح الأقباط المصريين فى مدينة سرت، ومؤسس ما يعرف بـ"جيش الصحراء" فى مدن الجنوب الليبى وأحد أبرز المطلوبين لمكتب النائب العام الليبى.
المهدى دنقو
وبحسب التحقيقات التى نشرها المكتب الإعلامى لقوات البنيان المرصوص فى ليبيا، يوليو 2017، فقد أشرف الإرهابى المهدى دنقو ، على عملية ذبح الأقباط المصريين فى مدينة سرت، فضلا عن دوره فى توجيه العناصر الإرهابية بدفن الأقباط المصريين فى مدينة سرت وتحديدا فى المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر.
كان رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور، كشف العام الماضي عن تأسيس جيش إرهابى فى صحراء ليبيا بقيادة الليبى المهدى سالم دنقو الملقب بـ"أبو بركات"، موضحًا أن أغلب العناصر الإرهابية جاءت عبر جنوب ليبيا.
الصديق الصور
وأكد الصديق الصور ، أن جيش الإرهابيين الذى شكله المهدى سالم دنقو، يضم ثلاث كتائب تحت قيادته ولكل منها قائد، موضحا أن التنظيم الإرهابي يجلب مقاتلين أجانب إلى ليبيا من دول الجوار مثل السودان ومصر وتونس والجزائر.
والمهدى دنقو ليبى الجنسية ومن مواليد مدينة سرت عام 1981، وأشرف على قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا في مدينة سرت فى فبراير 2015، وقد عمل فترة فى المحكمة الشريعة فى الموصل تحت قيادة أبو بكر البغدادى.
وفيما يتعلق بالإرهابى أبو طلحة الليبى فهو قيادى بارز في تنظيم القاعدة ويرتبط باتصالات مع قيادات تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الغربى، وتورط الحسناوي فى محاولة اغتيال معمر القذافى عام 1996 فى براك الشاطئ.
المهدى دنقو
وغادر أبو طلحة ليبيا عام 2013 وتوجه إلى سوريا وتولى مهام المسؤول الشرعى لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية قاتلت ضد النظام السورى وأسس رفقة كثيرين جبهة النصرة الإرهابية، وعاد إلى مدينة الشاطئ رفقة زوجته سورية الجنسية عقب إطلاق الجيش الليبى لعملية الكرامة منتصف عام 2014.
وحظى الإرهابى أبوطلحة الليبى بدعم مالى من الإرهابى عبدالوهاب القايد خلال ترأس الأخير لجنة الدفاع والأمن القومى فى المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته.
وأسس أبوطلحة كيانا مسلحا يحمل اسم "مجلس شورى قبيلة الحساونة" بمدينة الشاطئ، وذلك على غرار ما يعرف بمجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وأجدابيا التى يتزعمها عناصر من الجماعة الإرهابية فى ليبيا.
وأشرف الإرهابي أبوطلحة الليبى على خط إمداد خلفى لمجلس شورى ثوار بنغازى الإرهابى، وتنقل عبر مدن الجفرة وسبها وأوبارى ومصراتة لشراء السيارات والأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية، كما يرتبط أبوطلحة بعلاقات وثيقة مع قيادات تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى.
كان المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسمارى قد أكد إصدار القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر أمراً، الثلاثاء الماضى، ببدء عملية عسكرية شاملة جنوب غربي البلاد، تهدف إلى تأمين مقدرات الشعب من النفط والغاز وحماية منظومة النهر الصناعي.
وأكد العميد المسمارى أن عملية الجيش الليبى تهدف لفرض القانون ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتأمين الحقول النفطية، متعهدا باستمرار ملاحقة الجماعات الإرهابية في جنوب غرب البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة