أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمبادرات الفائزين بجائزة زايد للاستدامة، ومساهماتهم التى تصب فى صالح دعم التنمية المستدامة، وحثهم على مواصلة العمل والبحث عن حلول مبتكرة ومستدامة تساهم فى مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وتطوير التنمية الاجتماعية والاقتصادية فى بلدانهم ومناطقهم.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فى حفل الافتتاح لأسبوع أبوظبى للاستدامة وخلال تكويمه الفائزين بجائزة زايد للاستدامة، أن دورة هذا العام تمثل محطة مهمة فى مسيرة الجائزة، حيث احتفلت دولة الإمارات فى عام 2018 بعام زايد إحياء لإرث وقيم ونهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتى ألهمت القائمين على الجائزة لتطويرها بحيث تشمل فئات أوسع من الحلول المؤثرة لتعزيز فعالية التصدى لتحديات الاستدامة العالمية.
وأوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الامارات ماضية فى استلهام رؤيتها العالمية للتنمية المستدامة والشاملة من الإرث الحضارى والإنسانى الغنى للقائد المؤسس الشيخ زايد، مضيفا أن جائزة زايد للاستدامة، من خلال تطوير مهمتها لتكرم الجهود المميزة فى القطاعات التى تشكل حجر الأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتوفر منصة عالمية فريدة تستقطب الأفكار المميزة القادرة على تحقيق منافع على مستوى حياة الإنسان وحماية كوكبنا.
وشدد ولى عهد أبوظبى على أن توسيع نطاق الجائزة لتشمل مجالات الرعاية الصحية والأمن الغذائى والمياه والطاقة قد عزز من قدرتها على تحفيز وتمكين جيل جديد من الرواد لتقديم ابتكارات مهمة ترسخ استمرارية الأداء، والتقدم فى رسالة الجائزة بإحداث تغيير إيجابى فى حياة الملايين من الأشخاص حول العالم.
وسلم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الجائزة للفائزين العشرة فى الفئات التالية: الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية، فى حضور محمد بن راشد ولى عهد دبى، وهزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى، والفريق سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وحامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولى عهد أبوظبى، وعمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ونهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.
وكرّمت دورة عام 2019 من الجائزة نخبة من الرواد المتميزين ضمن فئاتها ممن ساهموا من خلال عملهم الدؤوب وروح الريادة التى اتسموا بها فى تطوير حلول عمليّة مجدية تطال مختلف المجتمعات حول العالم.
وتستقطب الجائزة مؤسسات مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية لتقديم حلولها الحالية التى أظهرت تأثيراً إيجابياً ملموساً، فى حين تهدف فئة المدارس الثانوية العالمية إلى إلهام العقول الشابة وتشجيع المشاركات المنطوية على مفاهيم أو مشاريع مقترحة يمكن تنفيذها بواسطة المبلغ المالى الذى تمنحه الجائزة.
وفى "فئة الصحة"، حصدت منظمة "وى كير سولار" الجائزة عن ابتكارها المتمثل بحقيبة الطاقة الشمسية، وهى جهاز محمول لخدمات الولادة الطبية مصمم خصيصاً للمساعدة فى عمليات الولادة والخدمات الطبية ذات الصلة فى المناطق الريفية الواقعة خارج نطاق الشبكة الكهربائية.
وتجمع الحقيبة بين خدمات الإضاءة الطبية ومعدات المراقبة والاتصال الخفيفة، وقد تمكنت بالفعل من إحداث أثر إيجابى فى حياة 1.8 مليون شخص من خلال مساعدة الأطباء والقابلات والعاملين فى الحقل الطبى فى حالات الولادة الطارئة ضمن 3325 من المرافق الصحية فى 27 دولةً أفريقية.
وضمن "فئة الغذاء"، نالت منظمة "سانكو" الجائزة عن آلات لتعزيز القيمة الغذائية للدقيق، تم تصميمها بهدف تجهيز وتحفيز مطاحن الدقيق المحلية الصغيرة لتزويد الدقيق الذى تنتجه بالعناصر المغذية عبر تكنولوجيا مبتكرة، وحتى الآن تم تركيب 150 من آلات "سانكو" فى مطاحن الدقيق ضمن خمسة بلدان أفريقية، لتحدث تأثيرا إيجابيا ملموسا فى حياة مليون شخص تقريباً من خلال تزويدهم بمصادر غذائية أكثر أمناً وصحةً.
ونالت شركة "بى بوكس"، مزود حلول الطاقة، جائزة "فئة الطاقة" عن ابتكارها نظاماً للطاقة الشمسية يعمل بمبدأ التوصيل والتشغيل والذى يوفر للمستخدمين "تجربة شبكية" فى المجتمعات النائية التى تعيش "خارج الشبكة".
وقامت "بى بوكس" بتركيب أكثر من 160 ألف من أنظمتها المنزلية للطاقة الشمسية فى إفريقيا وأمريكا الجنوبية ومنطقة المحيط الهادئ، لتقدم حلولاً نظيفة ومنخفضة التكاليف فى مجال الطاقة لأكثر من 675 ألف شخص، مساهمة بذلك فى تفادى انبعاث نحو 87 ألف طن من غاز ثانى أكسيد الكربون سنوياً.
ومن ناحية أخرى، فازت "إيكو سوليوشنز فور تومورو توداي" بالجائزة ضمن " فئة المياه"، حيث نالت التكريم عن معيار الإدارة اللامركزية للمياه فى المجمعات السكنية والذى يحدد مجموعةً من الحلول لإدارة الموارد واستهلاك المياه وتدويرها وتصريفها. ونفذت الشركة أكثر من 50 مشروعاً فى خمسة بلدان، متيحة لأكثر من 200 ألف شخص الوصول إلى المياه النظيفة وأنظمة الصرف الصحى المتكاملة وضمان مستويات مرتفعة للنظافة.
وبعد إدراج المدارس الثانوية العالمية ضمن فئات الجائزة فى عام 2012، تمت توسعة نطاقها هذا العام لتشمل ست مدارس، عوضاً عن خمس، تمثل كلّ منها منطقةً محددةً من العالم. وقدمت المدارس المشاركة مقترحات لمشاريع تتناول واحداً أو أكثر من تحديات الاستدامة الأربعة، وهى الصحة والغذاء والطاقة والمياه.
وشملت قائمة الفائزين عن "فئة المدارس الثانوية العالمية" لعام 2019 كلاً من: مدرسة "ذا إمباكت" من جواتيمالا، عن منطقة الأمريكيتين؛ ومدرسة جيمنازيوم جوذا"، طاجيكستان عن منطقة أوروبا ووسط آسيا؛ والمدرسة الأمريكية فى دبى من الإمارات العربية المتحدة، وعن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ و" أكاديمية ذا أفريكان ليدرشيب" من جنوب أفريقيا وعن منطقة أفريقيا – جنوب الصحراء الكبرى؛ ومدرسة "سيكمول" من الهند، وعن منطقة جنوب آسيا؛ ومدرسة "مونتينلوبا ناشونال الثانوية" من الفلبين، عن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.
وأشاد أولافور راجنار حريمسون، الرئيس السابق لجمهورية آيسلاندا رئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة، بالرؤية بعيدة المدى للقيادة فى دولة الإمارات ومبادرتها بتأسيس الجائزة قبل عشر سنوات، أنها تعتبر الجائزة وسيلةً مهمةً لاستقطاب الدعم والتأييد لأجندة الاستدامة العالمية.
من جهته، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة مدير عام جائزة زايد للاستدامة: "تنسجم جائزة زايد للاستدامة مع الرؤية الإنسانية الشاملة لدولة الإمارات التى أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،، وستواصل الجائزة العمل لتعزيز وزيادة نطاق الأثر الإيجابى الذى أحدثته تحت مسماها السابق، جائزة زايد لطاقة المستقبل، حيث أدى تطويرها وتوسيع فئاتها إلى استقطاب اهتمام قياسى هذا العام. ونتطلع بعين التفاؤل إلى الجهود الكبيرة والشغف بالابتكار الذى أبداه المشاركون فى مختلف فئات الجائزة للتوصل إلى حلول فعالة تعزز التقدم الإيجابى فى مواجهة تحديات الاستدامة العالمية".
يذكر أنه منذ منح الجائزة لأول مرة فى عام 2009، تمكن الفائزون بها من التأثير بشكل مباشر وغير مباشر على حياة أكثر من 307 ملايين شخص حول العالم. وتمكن هؤلاء الفائزين من المساهمة فى خفض انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون إلى حدٍ كبير وصل إلى مليار طن. كما وفروا 1,2 مليار ميجاواط ساعى من الطاقة النظيفة مع توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة لـ 27,5 مليون شخص فى بعضٍ من أكثر المجتمعات فقراً فى أفريقيا وآسيا.
وهناك انعكاسات إيجابية كثيرة للجائزة التى ساهمت بتطبيق حلول ملهمة ومؤثرة حول العالم. فمن خلال المشاريع التى دعمتها الجائزة، أصبح عدد متنامٍ من المجتمعات المحلية أكثر أمناً بفضل مشاريع إيصال الكهرباء إلى المناطق الريفية، وتمكن أطفال القرى النائية من مواصلة تحصيلهم العلمى والدراسة ليلاً، كما ساهمت المشاريع الصغيرة التى دعمتها الجائزة فى توفير فرص عمل للنساء.
وشهد حفل توزيع الجوائز السنوى الحادى عشر لجائزة زايد للاستدامة حضور مجموعة من رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلى الجهات المعنية والفائزين السابقين والمرشحين النهائيين لدورة عام 2019 وعدد من المستفيدين من ابتكارات ومشاريع المشاركين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة