ينطلق المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، يومى 19 و 20 يناير الجارى، تحت عنوان: "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها"، بمشاركة جاليات من 70 دولة، برعاية رئاسة الجمهورية وحضور مفتى الجمهورية، وقادة الأزهر، ورئاسة الدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف.
وينظم المؤتمر، جولة سياحية وثقافية إلى مجمع الأديان والأهرامات؛ للتعرف على الحضارة المصرية، والتأكيد على روح التسامح والتآلف والتعايش وقيم المواطنة التي تجمع بين أبناء الشعب المصري.
ويعقد على 8 جلسات عمل على مدى يومين، وافتتاح أكاديمية الأوقاف لتدريب وتأهيل الأئمة وإعداد الدعاة والواعظات من مصر والخارج، بمدينة السادس من أكتوبر بتكلفة 100 مليون جنيه".
ويصدر لأول مرة هذا العام كتيبا بالسيرة الذاتية لأهم 20 شخصية مشاركة بالمؤتمر ورؤاهم الفكرية، وملخصا بأهم الأبحاث المقدمة لتعظيم الاستفادة، كما سيخصص اليوم الأول بكامله للمناقشات حول محاور المؤتمر، إضافة إلى 3 ورش عمل منها ورشة عن دور مصر في إفريقبا وعلاقاتها بدول القارة، وما تقوم به وزارة الأوقاف لتعزيز التعاون الديني مع دول القارة، خاصة مع تولي مصر هذا العام رئاسة منظمة التعاون الإفريقي.
ويحضر المؤتمر، شخصيات رسمية ودولية بارزة، يتصدرون أعمال الجلسات وإلقاء الكلمات أبرزهم: د. محمد عيسى وزير الشئون الدينية والأوقاف –الجزائر، والشيخ عبد اللطيف فايز دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، و د. محمد مطر سالم الكعبي – رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف دولة الإمارات العربية المتحدة، و الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – مملكة البحرين.
كما يشارك فضيلة الشيخ يوسف ادعيس وزير الأوقاف والشئون الدينية بفلسطين، ويحضر مفتى اليونان و تنزانيا و كازخستان اللذان تم تكريمهما من رئيس الجمهورية، كما يحضر الدكتور عبدالعزيز سرحان أمين عام الهيئة العاليمة للإغاثة، وممثلى قطاعات دينية بالسعودية والامارات ودول عربية فى مقدمة الحضور.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: إن المؤتمر سيناقش 36 بحثا حول 6 محاور، يحضره وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية والمفتيين ورؤساء المؤسسات الإسلامية وأساتذة جامعات وخبراء في العديد من الدول.
وقال وزير الأوقاف فى بيان صحفى: إن الجديد في المؤتمر هذا العام أن 70 بالمائة من المتحدثين يشاركون لأول مرة، ما يدفع بدماء وفكر جديد يُثري المناقشات.
وأوضح أن المؤتمر سيناقش أيضا دور المنظمات الدينية والثقافية والإعلامية والاجتماعية في الحفاظ على الهوية الوطنية.
وتتناول محاور المؤتمر التاسع والعشرين بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها، وهى كتالى: الخطاب الديني والثقافي وأثره في بناء الشخصية، والتعليم وأثره في بناء الشخصية، و الإعلام وأثره في بناء الشخصية، و الأسرة ودورها في بناء الشخصية، و المؤسسات الوطنية ودورها في بناء الشخصية، والقوات المسلحة أنموذجًا، ووزارة الأوقاف المصرية أنموذجًا، ومشروعية الدولة الوطنية وأثر بناء الشخصية الوطنية في الحفاظ عليها.
ويناقش المؤتمر دور الشخصيات والمؤسسات الوطنية فى دعم الشخصية والحفاظ على الدولة الوطنية ونشر السلم بين الدول والأشخاص ويتناول دور القوات المسلحة ووزارة الأوقاف كنموذج داعم للفرد والدولة، فى 36 بحثا.
ويؤكد الدكتور جهاد خليل مفتى كوموتينى باليونان، فى بحث بعنوان: دور المؤسسات الدينية فى بناء الشخصية، أن مهمة المؤسسات الدينية متـنوعة: دعوية، وعلمية، واجتماعية، وإن كان جميعها فى اليونان يخضع لإدارة دور الإفتاء وإشرافها؛ حيث يقوم المسئولون حسب وظائفهم بالخطابة والدروس الدينية وحلقات تعليم القرآن الكريم وتحفيظه.
وقال إن أهمية دور العبادة ترجع إلى أنها لا تعترف بالفروق الطبقية لدى الصغار والكبار وأثناء ممارسة الشعائر الدينية، وتدعم لديهم الإحساس بالتضامن والتآخى والتآزر فى المحن التى قد يبتلى بها الإنسان.
ووأوضح أن المؤسسات الدينية هى عبارة عن آليات ضبط اجتماعى تهدف إلى تحقيق العدالة والإصلاح ومكافحة الفساد بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، إذ إن المؤسسات الإسلامية مثل دور الفتوى والمعاهد الدينية التى تعمل على خدمة الإسلام والمسلمين فى إطار الدولة وإدارتها تعد جزءًا من مؤسسات الدولة من حيث الإدارة والإشراف على حياة المجتمع من بعض جوانبه.
وقال الدكتور إفتخار الدين شودرى، نائب رئيس جامعة شيتاغونغ ببنجلادش، فى بحث بعنوان: مسئولية الأسرة تجاه أطفالها والمجتمع، إن الأسرة مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم أواصر الزواج أو الدم أو التبني لتشكل محيطًا منزليًّا متفاعلاً ومتشابكًا، كل بحسب دوره الاجتماعى سواء الزوج، أو الزوجة، أو الأب أو الأم، أو الابن، أو البنت، أو الأخ أو الأخت، لبناء ثقافة مشتركة "، ويقول " إليوت " و"ميريل" : إن " الأسرة هى الوحدة الاجتماعية البيولوجية التى تتألف من الزوج والزوجة والأطفال"، ووفقًا لما ذكره " ماسيفير" فإن "الأسرة رابطة تحددها علاقة الجنس الدقيقة بالدرجة الكافية، والتى تستمر من أجل حصول الذرية وتربيتها".
وأضاف أن خصائص الأسرة، والتى منها: أنها تتألف من مجموعة من الأشخاص الذين تربطهم ببعضهم البعض رابطة ما، وأن أعضاءها يعيشون معًا لفترات طويلة، وأن الكبار فى هذه الجماعة يتحملون المسئولية عن الذرية، وأعضاء الأسرة يشكلون وحدة اقتصادية في الغالب عند إنتاجهم السلع والخدمات (مثلاً عندما يشارك الأعضاء في المهام الزراعية)، ودائمًا من خلال استهلاكهم السلع والخدمات، ونتيجة لذلك يشار إلى أن الأسرة مجموعة دائمة نسبيًّا، تتكون من ارتباط الأشخاص عن طريق النسب أو الزواج أو التبنى، حيث يعيشون معًا ويشكلون وحدة اقتصادية، ويكون الأعضاء الأكبر سنًّا فيها مسئولين عن الأعضاء الأصغر سنًّا.
وقال الكاتب حمد عبيد خميس مطر الكعبى، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، فى بحث بعنوان: بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها، تبدو المماثَلة الوظيفية بين الشخصية والهوية من حيث إن كلاًّ منهما تؤدى إلى تخليق وترسيخ أسس اللُّحمة والترابُط والتعاون والتضامن بين الأفراد داخل المجتمع، وبين المواطنين داخل الوطن، وبهذا المعنى تكون " الوظيفة الرئيسية للهوية وللشخصية الوطنية هى صياغة الجماعة الاجتماعية عبر صياغة مشتركاتها العامة، أو مجمل ثقافتها، بما ينسجم والمنطق العقدى والتاريخى لها.
وأضاف يتحقق اندماج الشخصية الفردية فى الشخصية الوطنية الجامعة، وتجد الهوية الذاتية نفسها فى الهوية الوطنية الكبرى، وبذلك تتحقق " المماثلة والمطابقة وتعيين الشخصية والدمج العاطفى الوثيق بين الفرد والجماعة، ووصولهما إلى أنهما شىء واحد، وعندما يُسْقط الفرد هذه التعريفات على الوطن، فإن هويته الوطنية تعنى له أنها ذلك التماثل والتطابق والدمج العاطفى الوثيق بينه وبين الوطن، أى أنهما شيء واحد، الذات الفردية والوطن، أى أن شخصيته الذاتية هى شخصيته الوطنية.
ويؤكد الدكتور محمد الشحات الجندى رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان، فى بحث بعنوان: بناء الشخصية الوطنية فى عالم متغير رؤية إسلامية، أنه لا يجوز الغفلة عن تربية الفرد على أصول هويته.
وأضاف الجندى، أنه لا يجوز للدولة ومؤسساتها المختلفة أن تتوانى عن ترسيخ وتعزيز الهوية الخلَّاقة التى ينتمى إليها، ودعم عناصرها، وتنمية وجودها فى الكيان الفردى والمجتمعى على السواء، وكيف تغفل عن واجبها فى هذا الشأن، وهى تعلم أو ينبغى أن تعلم - أن ثمن تلك الغفلة ونتيجتها ذلك الثمن الباهظ الذى تدفعه طوعًا أو كرهًا، ويتمثل فى انسحاق ذاتها، وتدنى مكانتها، وتمييع معالمها التى تتميز بها فى الإيمان بالله وإعمار الحياة على الحق والعدل مع كل الوجود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة