يتردد الكثيرون من هواة قراءة الصحف على أقدم بائع جرائد بمحافظة كفر الشيخ، أحبّ بيع الجرائد منذ أن كان عمره 8 سنوات، وظل يحافظ على تلك الهواية والمهنة طوال 62 عاما، وبرغم بلوغه الـ70 سنة يسهر حتى منتصف الليل يستقبل الزبائن.
يجلس محمد إبراهيم أبو المعاطى، أمام طاولة عليها جميع أنواع الصحف والمجلات، وبجواره كشك خشبي، ينام داخله ليلًا، لم يهتم يوماً بحرارة صيف، ولا ببرودة شتاء، ولا بالأمطار الغزيرة، وأيام العام كلها عنده سواء، أفنى عمره بين أوراق الجرائد والمجلات، يتنفسها كالأكسجين، لم يعرف يوماً إجازة ولا يتمتع بالعيد كما يتمتع الآخرون.
يتحسر "أبو المعاطى" على زمن تغير فيه إقبال المثقفين على الجرائد، فالمواقع الإلكترونية والفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الحديثة قللت من الإقبال على شراء الجرائد أو الإطلاع عما بها من أخبار وحوادث، ويظل فقط كبار السن الذين لا يعنيهم وسائل التواصل الحديثة، فقراءة الصحف هواية لا يمكن الاستغناء عنها، يحاولون الحفاظ على زمن جميل لم يبق منه إلا آثار بقايا أطلال.
وقال محمد أبو المعاطى، أقدم بائع صحف، إنه ولد عام 1948م، لم يلتحق بمدرسة ولكن علم نفسه بنفسه، فكان يجلس بجوار المترددين تعلم منهم الحروف، وكون الكلمات منها حتى أتقنها دون معلم، وعمل ببيع الصحف، وكان عمره 8 سنوات، مضيفا أن لديه 3 أبناء "ولدين وبنت متزوجة"، وتوفيت زوجته منذ قرابة 9 سنوات، فقد كانت سنده، وكانت تخفف عنه آلامه.
وأضاف "أبو المعاطي"، أنه لم يعرف الراحة يومًا، ولم يتأخر عن عمله، فتمر الأيام والسنون ويظل كما هو، وما يخفف عنه الأعباء حبه للقراءة والإطلاع، ينتظر زبائنه يسامرهم ويسامرونه، منهم من يحاوره فيما ينشر أو يناقشونه فى العديد من الموضوعات والقضايا والحوادث، مؤكداً أنه لم يطلب يوماً شيئاً من أحد أو طلباً من محافظ أو مسئول، وكل ما يطلبه من الله الستر والرضا فيما تبقى من عمره.
وتابع "أبو المعاطي"، أنه يحرص عدد من زبائنه على قراءة كتب عباس العقاد ومحمد الشهاوى وأنيس منصور وغيرهم، كما يحرص عدد من الزئائن على شراء الأزهر واللواء الإسلامى، واليوم السابع، والصحق القومية، وكتب لمؤلفين كبار، مؤكداً أن ما ينشر فى المواقع الإلكترونية لا يغنى عما ينشر فى الصحف.
واختتم "أبو المعاطي" حديثه، أن من بين الصحف التى يحرص على قراءتها اليوم السابع والمجلات والدوريات المتعددة، وفرشه الوحيد الذى لا يغلق أبوابه أمام راغبى الاطلاع وشراء الجرائد، ويحمد الله أن وصلت مصر للاستقرار والأمان والفترة الصعبة مرت على مصر بسلام، وأنه يتابع كل ما يقوم به الرئيس السيسى من جهود عظيمة من مشروعات عملاقة، وقضاء جيشنا العظيم على الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة