نصر فتحى اللوزى يكتب: جليس السوء

اعتصام النفس بالنفس للنفس   خير جليس من سوء الجلساء

جليس السوء يجرد النفس من حسن  قول بفحيحه يقتل النقاء

ملمس ناعم جلده يختزن سما   بلسان ظنه ناثرا له حية رقطاء

كلمات الحديث منه وخزا تأباه   كل نفس للفردوس حلم ورجاء

هو شجرة الزقوم طعام كل اثم  من مد يده لها بالنار خالدا بقاء

هو بين الالوان يملكها مرتديا    تراه علنا مرة واخرى فى خفاء

كلمات الحديث منه وخزا تأباه    بين الصخور هربا منه الحرباء

يظمأ اليه كل مضل عن ايمان   بالقرآن وسنة طه باليقين شفاء

هو بالنفاق يزهو كلامه كبقيع   يحسبه الظمآن بحارا من الماء

يتألم الحلق مرا ذو غصة منه    كصبار بعد امد بلا مطر لا بقاء

كشجرة الزيتون علاها الذبول   سقاها القيظ سما نهاية النبلاء

فلا خير تبغيه ابدا من جليس   الكذب والصدق لديه قولا سواء

هو سليل الشيطان بسوء ظنه   سرعان ملبيا كذبا للسوء نداء

هو الحالق لكل عمل به ترجو   الله عفوا من الاثام طهرا وبراء

هو الزارع باقواله كل فاحشة   ما كان مسامرا الا سوء فحشاء

كنافخ الكير لا تجالسه صديقا   تنال اخبث اقواله رائحة بغضاء

هجر الاثام يسعك بيتك وحيدا   لا حديث منه يتقيأ كرها الاتقياء

كم من سيئ الظن بهتانا قولا   فى شباكه صيدا لعقول الاغبياء

وحدة النفس بالنفس جلسات   ايمان القلب طاعة لسيد الانبياء

ليس الفقير مالا نقودا له ابدا   مكارم اخلاقه حسن ظن لا رياء

وما الغنى الذى له مال كنوزا    وسوء ظنه يلعنه بافقر الفقراء

مايزرعه الوالدين ينمو زكاة   حصادا لهما من ذات بذر النماء

اعشق الله وطه ايمانا بالقلب   انام واصحو قولا وسلوكا رداء

مات كل الذين كان القلب حبا   لهم حبست نفسى بنفسى رضاء

رحلوا بقيم الاخلاق كلهم الا   من رحم ربى قليلا هموا الاتقياء

يعطر اللسان منهم قول حق   لا امعة ينقادوا لكل قول السفهاء

جليس السوء ابغضه مخافة   حرمانا من فردوس رب الرحماء

اللهم اجعلنا جميعا لك طاعة   بمحبة وخشوعا توسلا لك رجاء