أكد فيلى شتاشيليه، رئيس لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان مقاطعة بادن فورتمبيرج الألمانية، أنه لا بد أن يمتد التعاون مع مصر لأكثر مما هو قائم حاليًا، موضحًا أن اهتمام أوروبا بالدول المجاورة فى جنوب وشمال المتوسط حديث العهد، والأوربيون بدأوا فى إدراك حقيقة أنه بدون دول مجاورة خاصة فى منطقة البحر المتوسط لن يكون هناك مستقبل لأوروبا، قائلا: "لذلك لا بد من التركيز على الدول المجاورة لأوروبا ومساعدتها على النهوض، ولا بد من وجود أفكار جديدة فى التعاون، وأوروبا أيقنت أنه إذا أصبح الوضع السياسى والاقتصادى فى مصر غير مستقر سيمثل هذا تهديدا مباشرا على القارة الأوروبية كاملة".
مصر على الطريق الصحيح نحو الديمقراطية
وأضاف شتاشيليه، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، "أوقات كثيرة لا نقدر على تخيل الوضع الداخلى لمصر، لكننا متأكدون أن مصر على الطريق الصحيح نحو الديموقراطية وسيادة دولة القانون، ومهم للغاية أن يكون هناك معلومات كثيرة يتم تداولها عن مصر، لأننا ننظر لمصر باحترام كبير، ونعلم جيدا متطلبات البنك الدولى والإصلاحات الاقتصادية التى تجرى فيها، لكن لابد أن يكون هناك العديد من الإجراءات وأوجه التعاون لعدم تحمل الشعب هذه الضغوط وهنا لا بد أن تتدخل ألمانيا بالمساعدة".
وتابع: "ألمانيا تعلم جيدا أهمية مساعدة مصر لتواجه تحديات النمو السكانى العالى واحتياجها إلى عدد وظائف كبير للغاية كل عام، قائلا: "هناك مصريون مؤهلون للعمل فى الشركات العالمية، مؤكدا أنه متحمس لزيارة مصر يوم 12 أكتوبر، قائلا: "سمعت كثيرا عن الجامعة الألمانية ومصر وأرى أن الوقت حان لأن آتى إلى مصر وأراها وأنا على يقين أن التعاون مع مصر مهم للغاية".
الاستثمار واستقرار الدولة
وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان ولاية بادن فورتمبيرج الألمانية، إلى أن الجميع يفهم جيدا ضرورة استقرار الدول التى بها نموا سكانيا عاليا ونسبة الشباب بها كبيرة، قائلا: "لا بد أن يكون لديهم استقرار وأمل وفرص فى مستقبل واعد، ونريد المساعدة لأن يجد الشباب أمله ومستقبله فى بلده الأصلى وكذلك جيد لنا استقبال كوارد مؤهلة للدراسة فى ألمانيا لفترة محددة أو للتدريب وتجميع الخبرات على أن يعودوا لبلادهم للدخول فى شراكات اقتصادية مع ألمانيا وهذا التعاون يخلق فرص عمل على الجانبين المصرى والألمانى".
وأكد شتاشيليه، أن المستثمر يذهب للبلاد عندما يشعر بالأمان ولا يوجد مستثمر يستثمر أمواله فى بلاد ليس بها استقرار فالمستثمر يريد الحصول على حقوقه كاملة، وأن يكون هناك سوق به نمو وتطور، ولا بد أن يكون هناك تطور ونمو فى البنية التحتية لأجل ذلك يمثل الاستقرار سمعة جيدة للغاية للدولة.
200 ألف لاجئ بولاية بادن فورتمبيرج الألمانية
وعن أزمة اللاجئين والأنشطة التى تقدمها الولاية لهم، قال إن "هناك ما يقرب من 200 ألف لاجئ فى ولاية بادن فورتمبيرج فقط، موضحًا أن ألمانيا تحاول إيقاف موجات الهجرة غير الشرعية بتأمين الحدود ووقف تجار الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن الحل المثالى لمواجهة الهجرة غير الشرعية يتمثل فى إيجاد فرص عمل للشباب المهاجر فى البلد الأم، لعدم ترك دولتهم، وهذه جملة سهلة الصياغة، ولكن تنفيذها صعب للغاية، قائلا: "مثلا فى مصر لا بد أن يكون هناك نموا لا يقل عن 10 % لإيجاد فرص عمل للشباب فى مصر، ونحن نعانى من نقص فى الشباب المؤهل ولا نمانع فى استقبال الشباب المؤهل من مصر للتدريب والدراسة فى ألمانيا ثم يعودون مرة أخرى لبناء دولتهم".
وأردف شتاشيليه، أن خلق حياة كريمة فى البلاد التى يوجد بها صراعات داخلية مثل سوريا والعراق لا يمكن أن يتحقق فى فترة قريبة، لذلك أوروبا تحتاج دولة كمصر لأنها على دراية بالوضع الداخلى والمشكلات فى هذه الدول، قائلا: "أرى ضرورة تأمين الدول الواقعة فى شمال أفريقيا ونساهم فى تنمية الدول القوية فيها مثل مصر أكثر وقمنا يمساعدة تنموية كبيرة فى أفريقيا ولم تأتى بالنتيجة المرجوة ولذا نحاول أن يكون لنا دول قبل أخذ هذا الدور من قبل الصينيون".
الرئيس السيسى يحاول جاهدا بناء مصر
واستكمل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بولاية بادن فورتمبيرج الألمانية قائلًا: "أرى ضرورة المساعدة فى البنية التحتية وخلق فرص العمل"، مؤكدًا أنه يعلم أن الإعلام الدولى لا ينقل الصورة كاملة وأنه لا بد أن يحاول الرئيس السيسي أن يكسب ثقة المسئولين الألمان بشكل أكبر، موضحًا أهمية اللقاءات التى يعقدها المصريين بألمانيا، وعلى رأسهم الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، قائلا: "لا أملك الكثير من المعلومات عن الرئيس السيسى ولكن متأكد أنه يحاول جاهدا بناء مصر وإعطاء صورة جيدة عنها، والألمان عائدون للتواجد فى مصر بشكل أكبر".
السياح الألمان
وأردف: "أمر السياح الألمان وكثافة سفرهم إلى مصر ليس من شأن البرلمان، وإنما إذا تحقق الاستقرار ستجد الأفواج السياحية تتدفق على مصر، والأهم من كل ذلك ألا يكون هناك مانشيتات بالصحف والإعلام الدولى تضر بسمعة مصر، لأن هذا يؤثر كثيرا على السياح، وأنا شخصيا متفائل بمستقبل مصر ومستقبل التعاون بين مصر وألمانيا، وأرى أن هناك الكثير لا بد أن يتم إنجازه على مستوى التوافق الاجتماعى بين كل الطوائف والاتجاه أيضا نحو دولة القانون فى مصر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة