"اليوم السابع" التقت حفيد المصرى الوحيد الناجى من حادث تاتينك، "محمد" نجل بنت "حمد حسب بريك" الناجى من السفينة، والذى سرد كواليس وأسرار رحلة الموت.
حمد حسب بريك المصري الناجي من تيتانيك
قال حفيد الناجى من سفينة تاتينك: "جدى كان من عائلة ثرية، فهو سليل عائلات الأشراف، وكان يملك مساحات كبيرة من الأراضى ولديه فيلا بكفر الجبل، وكان ينفق على الجميع بسخاء، وتعلم ثلاث لغات الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، وكان يعمل فى فندق بالقاهرة يتحدث مع الأجانب، ومن ثم نشأت علاقات صداقة بينه وعدد كبير من الأجانب من جنسيات مختلفة، لدرجة أنه كان يعزمهم فى منزله ويستضيفهم على نفقته شهريا".
وتابع حفيد الناجى من سفينة تاتينك، فى حديثه لـ"اليوم السابع" عن رحلة الموت، قال محمد: "تعرف جدى على صديق أجنبى أمريكى الجنسية يدعى "هنرى هاربر" وزوجته "ميرا"، حيث كان استضافهما أكثر من مرة فى القاهرة، ومن ثم قرر الاثنان أن يردا له الجميل، فأرسلوا له دعوة للتنزه على ظهر السفينة تاتنيك، وكان سعر التذكرة وقتها 4.350 دولار، شملت دعوة لقضاء عدة أيام فى باريس، على متن تيتانيك من ميناء شيربورغ، فلم يرفض جدى الدعوة وسافر بالفعل".
وعن كواليس غرق السفينة، قال حفيد الناجى من سفينة تاتينك، إن جده سمع صوت اتصال لاسلكى صادر من غرفة القيادة يؤكد وجود كارثة، حيث تم استدعاء السفن والقوارب لإنقاذ ركاب تاتينك التى انشقت من المنتصف قبل أن تبتلعهم مياه البحر، ومن ثم أسرع جدى وأحضر القارب رقم 3 وحمل فيه صديقيه "هنري" و"ميرا" وتحرك يحارب أمواج البحر الهاجة، يصارع الموت بقوة فقد كان عمره 27 سنة، حتى نجا لبر الأمان".
وأضاف حفيد المصرى الناجى من تاتينك، أن أسرته لم تعلم عنه شىء، فقد نشرت صحيفة قومية خبر تؤكد فيه اتصالها بالشركة المسئولة عن سفينة تاتنيك وقتها وأفادت أنه لا يوجد على متنها مصريين، حيث كانت الشركة تتنصل من المسئولية وقتها خوفًا على نفسها من الفضيحة، وبالرغم من ذلك تلقت الأسرة تليجراف باسم "حمد" يؤكد لهم أنه بخير، وهو ما تبين بعد ذلك أنه لم يصدر منه.
ولفت حفيد المصرى الناجى من تاتينك، إلى أن جده عاد بعد 3 سنوات من الحادث، وربما يكون قد فقد الذاكرة بسبب صعوبة الحادث وتفاصيله، وما راه من أهوال ومخاطر، واستضافته أسرة لبنانية، ثم تماثل للشفاء وعاد لأحضان زوجته بعد ذلك وأنجب منها 6 أولاد وعشرات الأحفاد.
وعن قصص الموت التى شاهدها الجد، استطرد محمد: "كان جدى لا يحب الحديث عن رحلته كثيرًا، فقد أصيب بصدمة بعدها جعلته يقرر عدم السفر، وتربية الخيول فى نزلة السمان وتأجيرها للأجانب، ولكن كان يتحدث معانا عن صراع الجميع عن مراكب الإنقاذ، وكيف كان الجميع ينتظر الموت، فيما فضلت زوجة صديقه "ميرا" الجلوس بجواره على مركب النجاة".
وأوضح حفيد المصرى الناجى من مركب الموت، أن جده كان صارم وقوى الشخصية، بقى هكذا حتى اقترب عمره من 100 عام، حيث مات على سريره بهدوء دون أن يصارع شبح الموت فى البحر".
وعن حديث الأجانب عنه، قال محمد: "موقع السفينة Encyclopedia Titanica، أنه مكتوب على تذكرته فى خانة الوظيفة "الخادم الخاص بـ"ميرا"، ولقبه الموقع الأمريكى الذى يوثق حياة ركاب سفينة تيتانيك بـ"العربى الغامض".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة