شارع ملىء بالضجيج، منزل يكتسى بالحزن، دموع أم تغرق الملابس، وآثار دماء أغرقتها دموع الحزن، وقاتل يهتف بعزة شيطان هاوية، محتفلا بالنصر على أنغام البكاء والعويل.
طالما حلمت دائما بأن أحيا فى سلام، عاهدت الله ان أكون كما يريد، وأن أكون نصيرا للضعفاء، حلمت كثيرا، لكننى لم أدرك أن الحلم بالسلام سيقتلنى، بأن الدفاع عن الشرف يقتل، لم أحلم أبدا بأن دمائه ستتناثر فقط لأنى حلمت"، ليست مجرد كلمات بل لسان حال " عبد السلام" الشاب العشرينى الذى لقى مقتله، فى واقعة هزت مدينة السلام بالقاهرة.
بدأت القصة التى روت بدمائها أرضا لا تشرب الدماء، فى صباح يوم الاثنين الماضى، وقف عبد السلام بملابسه الجديدة تعلوا أصوات ضحكاته بين أصدقائه، لم يدرى أن هذه الضحكات تسبق عاصفة من الألم لن تنتهى.
فوجئ "عبد السلام" بفتاتين تستغثان به لإنقاذهما من المتهم "فؤاد.ن"، بعد محاولته التحرش بهن وخطفهن، أثارت استغاثة الفتيات شعور الكرامة والشرف لدى "عبد السلام"، حاول الدفاع عنهما وتخليصهما من مصير مجهول كان بانتظارهما، شعر "فؤاد" بالإهانة كيف يمنعه أحد عن جريمته؟، كيف لأحد أن يقف للحق ناصرا؟، جن جنون "فؤاد" أخذ يصيح بجملة واحدة "هقتلك يا عبد السلام، لينا معاد تانى".
أكمل "عبد السلام" يومه لم يشغل باله بصيحات التهديد والوعيد، لبس ملابسه الجديدة، وضع برفانه الخاص وأعد نفسه لحضور "عرس" ليهنئ العروسين، لم يعلم أنه سيحتفل بروحه الطاهرة خلال دقائق، خرج "عبد السلام" سعيدا منتشيا بروح صافية ونفس مطمئنة.
فوجئ "عبد السلام"، بقدوم "فؤاد" يهتف "جتلك يا عبد السلام"، أمسك "فؤاد" كمية من الرمال وقذفها فى وجه "عبد السلام" قبل أن يفتح عينيه من أثر الرمال سقط أرضا غارقاً فى دمائه، بعدما طعن 3 طعنات بجسده، وأخرى بذبح بالرقبة، لترى عينيه دماءه كآخر مشهد فى هذه الدنيا بكل ما كانت تحمله له من ألم.
أتم " فؤاد" جريمته بنظرة استعلاء وبروح شيطان منتصر، يهتف بكل غرور "خلاص دبحته، قتلك يا عبد السلام، مش قولتلك هقتلك، دبحته أنا دبحته".
علم "فؤاد" بعد هروبه من موت " عبد السلام"، بادره الفكر الشيطانى بفكرة شيطانية جديدة بإصابة نفسه، والمبادرة بتحرير محضر إصابته على يد المجنى عليه، لم تشفع فى قلبه هذه الدماء، ولا تلك الأصوات التى تكسوها الدموع.
من جانبها، قالت والدة " عبد السلام"، " ابنى كان خارج مبسوط ومفيش أى حاجة، ربع ساعة ولاقيت أخته بتصوت، " عبد السلام مات"، كان خارج رايح فرح، كانت أخر مرة أشوفه فيها رجعلى على ضهره، رجعلى جثة".
وأكملت والدة الضحية بعيون تغمرها الدموع، " عايزة حق ابنى زى ما عمل فى ابنى يتعمل فيه، لازم يتعدم بدل المرة ألف، عمره ما مسك سلاح، كان بيقول لأى حد بيشرب امشى متقفش معانا، كان بيطهر المكان من اللى بيشربوا، ويساعد كل الناس".
يؤكد عمر، صاحب المجنى عليه الواقعة، " كنّا واقفين لاقينا المتهم جاى بيجرى، وماسك تراب ورشه على وش عبد السلام، وضربه بالمطوة 3 مرات، وواحده فى رقبته دبحه بيها، وقعد يقول دبحته دبحته".
فيما قال "م.س"، أحد شهود العيان على الواقعة، أن المجنى عليه كان يقف بجوار زملائه، وفوجىء بالمتهم يرميه "بالتراب"، ويطعنه بجسده ورقبته، ومغادرة مكان الحادث بكل برود دون أن يصاب بشىء، مؤكدا أن قوات الأمن عثرت على سلاح أخر بجوار جثة المجنى عليه بخلاف السلاح بحوزة المتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة