يمكنك أن تصف عام 2018 بأنه الأسوأ بالنسبة لفيس بوك، فمنذ بداية العام الجارى ويتلقى موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فى العالم ضربات متتالية، وبمجرد الخروج من أزمة يقع فى أخرى تفوقها فى الانتشار والخطورة، ولأن هناك أكثر من 2 مليار شخص حول العالم يستخدمون فيس بوك، فأقل مشكلة يمكن أن تسبب أزمة، خاصة إذا كانت تهدد أمن وخصوصية هؤلاء المستخدمين، وأمس كانت الكارثة الأكبر لفيس بوك منذ بداية العام الجارى، إذ اكتشف "فيس بوك" خرقا أمنيا هائلا يؤثر على 50 مليون حساب مستخدم.
أعلنت الشركة مساء أمس أن الثغرة تم استغلالها من قبل الهاكرز، وسمحت لهم بالدخول إلى هذا الكم من الحسابات دون الحاجة إلى معرفة "الباسور"، واستفاد المهاجمون المجهولون من شفرة تسمى "Access Tokens" للسيطرة على حسابات الأشخاص ومن المحتمل أن تمنح تلك الثغرة للمتسللين إمكانية الوصول إلى الرسائل الخاصة والصور والمشاركات، على الرغم من أن فيس بوك قال إنه لا يوجد دليل على ذلك.
وحاول المتسللون أيضًا جنى المعلومات الخاصة بالأشخاص، بما فى ذلك الاسم والجنس والموطن، من أنظمة فيس بوك، وقالت الشركة إنها لا تعرف حتى الآن ما إذا كانت المعلومات الواردة من الحسابات المتضررة قد أسيء استخدامها أو تم الوصول إليه.
مارك زوكربيرج أبرز المتضررين
وكشفت تقارير حديثة أن الحسابات الرئيسة لـ"مارك زوكربيرج" المدير التنفيذى لفيس بوك و"شيريل ساندبرج" المدير التنفيذى للعمليات بالشركة تأثروا من الاختراق الأخير، وهو ما يثبت خطورته، فإذا تمكن الهاكرز من الدخول إلى أكثر حساب يجب أن يكون آمنا على الموقع، هذا يعنى أن الثغرة كانت خطيرة بشكل كبير.
مارك زوكربيرج
وهذا التهديد لحساب رئيس الشركة يأتى فى الوقت الذى أعلن فيه القرصان التايوانى تشانج شى يوان تحديا علنيا لفيس بوك، حيث قال إنه سيحذف حساب مارك زوكربيرج فى فيديو بث مباشر يوم الأحد المقبل.. وتسبب الإعلان فى حالة من الضجة على مواقع التواصل الاجتماعى، وقال تشانج شى يوان إنه سينفذ الاختراق وحذف حساب زوكربيرج فى الساعة 3 بعد نصف الليل بتوقيت سان فرانسيسكو أى 12 ظهر يوم الأحد بتوقيت القاهرة.
الاستعانة بمكتب التحقيقات الفيدرالى
وقالت الشركة، فى بيان لها، إنها بدأت تعمل مع أجهزة تنفيذ القانون، بما فى ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالى، للتحقيق فى أصول الهجوم، إذ يتلك المكتب فريقا من الباحثين والمحققين المحترفين فى هذا الأمر، وأشارت فيس بوك إلى أنها لم تعرف بعد أصل أو هوية المهاجمين، كما أنها ليست متأكدة من إذا كان شخصا واحدا، أو مجموعة من المهاجمين، وأوضح مدير منتجات فيس بوك أن الشركة لا تعرف من يقف وراء هذه الهجمات وتعمل جاهدة لفهم هذه التفاصيل بشكل أفضل.
وليست تلك هى المعلومات الوحيدة المفقودة فى القضية، فمن غير الواضح ما الذى فعله المتسللون بالوصول، هل كانوا يبحثون عن بيانات خاصة، أو كانوا يحاولون انتحال شخصية مستخدمين حقيقيين ونشر معلومات مضللة؟ وهل كانت تلك الهجمة تهدف إلى التحضير للتدخل مرة أخرى فى الانتخابات؟.
وفى كلتا الحالتين، سيكون من الصعب الآن للجمهور الاعتقاد بأن الشركة حققت تقدما منذ تعهد الرئيس التنفيذى مارك زوكربيرج فى جلسات الاستماع فى الكونجرس فى أبريل لحماية بيانات المستخدم قبل كل شىء آخر، وزيادة الاستثمار فى مجال الأمن.
وإذا فقد الناس الثقة فى التعامل مع فيس بوك وتقديم المعلومات الشخصية الخاصة بهم، فإنها قد يمضون وقتا أقل على الشبكة الاجتماعية، مما يحد من قدرة الشركة لكسب المال من نشاطها.
أول قضية ضد فيس بوك بعد الاختراق
تم رفع الدعوى، اليوم، فى المحكمة الأمريكية للمنطقة الشمالية من ولاية كاليفورنيا، وتدعى أن موقع فيس بوك مذنب بممارسات تجارية غير مشروعة وخداع بواسطة إخفاء وإهمال وانتهاك لقانون سجلات العملاء فى كاليفورنيا، ويطالب المدعون بالتعويضات والعقوبات القانونية الممنوحة لهم وأعضاء آخرين فى القضية، فضلاً عن توفير العديد من الضمانات المختلفة.
وبالإضافة إلى هذه الدعوى القضائية الجديدة، يواجه فيس بوك ضغوطًا من المدعى العام لولاية نيويورك باربرا أندروود، الذى قال على تويتر بعد ظهر هذا أمس، "نحن نبحث فى خرق البيانات الهائل لـ Facebook، ويستحق سكان نيويورك أن يعرفوا أن معلوماتهم ستتم حمايتها".
خسائر الشركة الأولية
سهم فيس بوك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة