حذر العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، من أن الانتقال من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة أمر كارثى لنا جميعا فى المنطقة.
وقال الملك عبدالله الثانى، فى مقابلة تلفزيونية بثتها محطة "فوكس نيوز" الأمريكية، ليلة أمس، ونشرها الديوان الملكى الهاشمى، اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب ومنذ اليوم الأول التزم بالوصول إلى حل عادل ومتزن بين الفلسطينيين والإسرائيليين للمضى قدما بعملية السلام.
وأضاف "نحن غير مطلعين على مضمون خطة السلام، وهذا جزء من المشكلة، الأمر الذى يُصعِّب علينا التدخل والمساعدة.. وما أخشاه هو أننا سوف ننتقل من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة، وهو أمر كارثى لنا جميعا فى المنطقة".
وأشار إلى أنه إذا تم سحب غالبية ملفات الحل النهائى عن طاولة المفاوضات، فسيتضح سبب الإحباط لدى الفلسطينيين.
وأكد العاهل الأردنى، أنه لا يمكن الوصول لحل الدولتين أو اتفاق سلام بدون الولايات المتحدة، منوها بأن الولايات المتحدة تتحدث فى الوقت الراهن إلى طرف واحد دون الآخر، وهذه هى حالة الجمود التى نواجهها.
وفيما يخص الإرهاب بالمنطقة والقضاء على داعش، قال العاهل الأردنى "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الاسم الذى نستخدمه اليوم لهؤلاء الناس هو داعش.. إلا إنهم لا يختلفون فعليا عن القاعدة، والشباب، وبوكو حرام أو أى تنظيم آخر، فهذه إذاً مشكلة عالمية"، منوها بأن "داعش هو التنظيم الأسوأ سمعةً، لأنهم الأكثر عنفا ووحشية، لكن هذه الجماعات لا فرق بينها".
وحذر من "أننا اليوم نتحدث عن داعش، لكن بعد عدة سنوات، قد يظهر تنظيم أكثر سوءاً تحت اسم آخر".
وأضاف "نحن أمام مسارين فى سوريا وإلى حد ما فى العراق أيضاً: المسار الأول هو جهود إعادة البناء وتطوير هاتين الدولتين وإعادة الاستقرار لهما، والمسار الثانى هو الحرب المستمرة على الإرهاب هناك".
وأكد الملك عبدالله الثاني، أهمية الإسراع فى إيجاد حل سياسى للأزمة فى اليمن، منوها بأن السعودية والإمارات يبذلان جهودا كبيرة فى هذا المجال.
وفيما يتعلق بإيران، أشار العاهل الأردنى إلى رؤية تأثير إيران وبصمتها فى العديد من المناطق فى الإقليم.
وحول تحمل الأردن لتبعات أزمة اللجوء بالمنطقة، قال الملك عبدالله الثاني، إن الأردن يتحمل ضغطا هائلا للغاية جراء استضافة اللاجئين السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين بالمملكة.
وفيما يخص التحديات التى تمر بها المملكة، أضاف العاهل الأردنى "نحن نعيش اليوم فى عالم مضطرب فيه أعداء يضمرون الشر لنا جميعا، ومن بينهم تحديداً هؤلاء المتطرفون الذى نسميهم الخوارج.. وهذا تحد سنواجهه للأسف على امتداد 10-15 سنة القادمة".
وأضاف "هذه الحرب هى حرب دولية وقد وصفتها بأنها حرب عالمية ثالثة بأدوات مختلفة، ولسوء الحظ ستمتد معنا لعقد أو عقدين من الزمن.. وآمل أن يكون البعد العسكرى لها سريعا وقصيرا، لكن الحرب على المستوى الفكرى سيكون علينا خوضها على امتداد 10-15 عاما قادما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة