عندما نتحدث عن صدور أول حكم بشنق امراة، سنتذكر على الفور قصة "رية وسكينة" اللتين نفذ فيهما الحكم نظرًا لما قامتا به من جرائم قتل وحشية، لكن قبل "رية وسكينة" هناك قصة أخرى مشابهة لقصتهما فى "النهاية" هى قصة "لويزا كولينز" التى تعتبر أول امرأة يتم شنقها عام 1889، بعدما اعترفت ابنتها "ماى" بأنها وضعت الـ سم فى طعام أزوجها، بما يفكرنا باعتراف "بديعة" بنت "رية" فى الاعتراف على جريمة والدتها وخالتها.
كتاب "قتل لويزا" للكاتبة جانيت لى، يضم كل ما تريد معرفته عن حكاية لويزا التى كانت محورًا للجدل على مدار سنوات طويلة، طريقة موتها جاءت بصورة وحشية للغاية، فهى أول امرأة تم شنقها فى "سجن دارلينجهيرست" وآخر امرأة أعدمت فى نيو ساوث ويلز بـ"أستراليا" حتى الآن.
كانت طريقة إعدام لويزا "صعبة" جدًا، فلم يتم ربط الحبل بشكل جيد، ما أدى إلى "ذبحها" هذه هى الصورة التى قدمتها الكاتبة جانيت لى، "صورة المرأة على السقالة، التى توقعت أن يتم تأجيل شنقها فى اللحظات القليلة الماضية".
لويزا
وقالت جانيت لى: "كانت لويزا تسير بهدوء قبل لحظات من وفاتها 8 يناير 1889، معتقدة أن حياتها ستنجو فى آخر لحظة، كانت تردد دائمًا "لن يشنقوا امرأة أبدًا".
كان موتها مثيرًا للجدل، ملحمة مغطاة بتفاصيل رهيبة من الصحف اليومية، يوم مناقشته بشدة فى البرلمان، عانت "كولينز" الأم البالغة من العمر 41 عامًا، وهى أم لـ 10 أطفال من أربع محاكمات بسبب وفاة أزوجها عن طريق سمهم بـ سم فئران، فهى واحدة من الأشخاص القليلين فى العالم الذين تمت محاكمتهم أربع مرات بتهمة القتل.
كل الملابسات والدلائل ضدها، أزوجها كانوا يمرضون بسبب أمراض متماثلة عبارة عن آلام رهيبة فى المعدة.
لويزا
استطاعت "لويزا" أن تضلل 3 محاكمات، لكن المحكمة الرابعة أدانتها بالقتل العمد لزوجها الأول "تشارلز أندروز" والثانى أيضًا "مايكل كولينز"، وكانت الشاهدة الرئيسية هى ابنتها ماى البالغة من العمر 11 عاما، التى شهدت أنها شاهدت صندوقًا من السم فى المطبخ.
تحولت قضية لويزا إلى قضية "رأى عام"، وصار رئيس الوزراء هنرى باركس مؤيداً إعدامها قائلاً: "إن قتل زوجها الثانى أحد أكثر جرائم القتل قسوةً ولا يمكن تبريره فهو الأكثر رعبًا فى تاريخ العالم".
ولاحظ الأطباء أن "لويزا" مفرطة فى شرب الكحول، وأفادت الشرطة بأنها كانت مخمورة عندما تم اعتقالها، وهو فى ذلك الزمن سلوك غير لائق بامرأة، وأفادت التقارير بأنها كانت "هادئة" فى قاعة المحكمة أثناء محاكماتها، ولم يظهر عليها الكثير من التعبير، وهو أمر ربما كان ضدها فهى لم تبك أو حتى تظهر نفسها ضعيفة.
لويزا وزوجها
ومع ذلك توسلت إلى العفو عنها فى خطاب قدمته إلى أحد رجال الدين قبل وفاتها بيومين، قائلة: "يا الله.. صلوا وارحمونى.. أتوسل وأتوسل إليك أن ترحمنى.. لدى سبعة أطفال.. امنحونى حياتى من أجلهم".
وتسرد المؤلفة قصة حياة "لويزا" حيث إنها تزوجت من الجزار تشارلز أندروز فى سن 18 عاما، ووصفته "لويزا" بأنه دائمًا ممل، كان لديهم أطفال عديدون يموتون فى سن الطفولة بسبب سوء التغذية، إضافة إلى أنها كانت دائما تذهب إلى الحانة.
وسرعان ما كرهت "لويزا" حياتها من زوجها الأول ودبرت لقتله كى تلحق بعشيقها مايكل كولينز الأصغر سنًا منه بكثير، ورفضت أن ترتدى ملابس سوداء يوم وفاته بل على العكس قامت بتدشين حفلة غنائية وقام بالرقص مع عشيقها الذى كانت حاملة عندما تزوجته، وبعد ثلاثة أشهر من وفاة زوجها الأول توفى طفلهما جون، وبعد 13 شهرًا مات كولينز.
غلاف الكتاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة