أكدت الصين أمس أن من المستحيل مواصلة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بينما "السيف مسلط" على رقبتها، وذلك بعد دخول رسومجمركية أمريكية جديدة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار سنوياً، حيز التنفيذ.
وتصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أول من أمس مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التى تبلغ نسبتها 10 % علىسلع صينية.
وقال وانج شوين، نائب وزير التجارة الصينى، إن الولاياتالمتحدة اعتمدت قيوداً تجارية كبيرة جديدة، فكيف يمكن إجراء مفاوضات والسيف مسلط على رقبتنا فى هذا الشكل؟ لن تكون مفاوضات ومشاوراتتجرى فى أجواء من الندية.
وأكد أن هذه المشاورات أسفرت عن تفاهمات عديدة وحتى كانت موضوع بيان مشترك، ولكن الولايات المتحدة رفضت هذا التفاهم واتخذت إجراءات تجارية
تقييدية. مضيفا فى هذه الأجواء، استمرار المفاوضات ليس ممكناً. وآخر تحرك أطلق ضد بكين يتعلق بأكثر من 250 مليار دولار من البضائع الصينيةالتى تشملها الرسوم الجديدة، ما يمثل نصف الصادرات الصينية السنوية إلى الولايات المتحدة.
وكانت بكين وعدت بالرد فوراً عبر فرض رسوم تبلغ 5 أو 10 % على منتجات أمريكية بقيمة 60 بليون دولار سنوياً.
وردت الدولة الآسيوية العملاقة على كل من هذه الإجراءات ورفعت الرسوم الجمركية على ما قيمته 110 مليار دولار من الواردات الأمريكية، مايمثل تقريباً كل الواردات الصينية من الولايات المتحدة. ولكن هذه المواجهة المتواصلة بين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم تثير قلق المحللين.
ولكن الصين لم تغلق باب المفاوضات أمس، إذ قال وانج شوين نحن منفتحون على التفاوض لتسوية الخلافات الاقتصادية والتجارية، ولكن إذا أردنا أن
تكون هذه المفاوضات فعالة، فعلينا أن نتعامل بندية وباحترام متبادل، مضيفا استئناف المشاورات مرهون بالكامل بإرادة الولايات المتحدة.
وقال مستشار الدولة الصينى وانج يى، لرجال أعمال خلال اجتماع فى نيويورك إن المحادثات غير ممكنة فى ظل "التهديدات والضغوط"، وفقاً لماذكرته وزارة الخارجية. ونُقل عن وانج يى قوله إن بعض القوى فى الولايات المتحدة توجه انتقادات لا أساس لها إلى الصين فى قضايا التجارةوالأمن، ما سمّم مناخ العلاقات بين واشنطن وبكين وينم عن استهتار شديد.
وأكد لأعضاء مجلس الأعمال الأمريكى الصينى، واللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية الصينية، إذا استمر ذلك، فسيدمر فى لحظة المكاسب المحققة خلال السنوات الـ40 الأخيرة من العلاقات الصينيةالأمريكية.
بدوره أكد وا شنج شو، نائب وزير التجارة الصينى إن بلاده مضطرة للردّ على الولايات المتحدة فى نزاعهما التجارى والمصدرين الأمريكيين بمنفيهم موردو الغاز الطبيعى المسال سيتضررون بالتأكيد. وقال وانج شو خلال مؤتمر صحفى أمس إن ردّ بكين سيخلق فرصاً لدول أخرى مصدرةللغاز المسال، منها أستراليا التى تعتبر مصدراً مهماً للوقود للصين.
إلى ذلك وقع ترامب ونظيره الكوري الجنوبى مون جاى إن فى نيويورك اتفاقاً جديداً للتجارة الحرة بين بلديهما، يتضمن عناصر مهمة لخفض العجزالتجارى الأمريكى مع سيول. ومن بين النقاط الرئيسة للاتفاق زيادة فى حصة السيارات للشركات المصنعة الأمريكية، حيث سيتمكن كل مصنع منإرسال ما يصل إلى 50 ألف سيارة إلى كوريا الجنوبية فى المستقبل، أى أكثر من ضعف الحد السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة