الولايات المتحدة تُجدد هجومها على الجنائية الدولية.. ترامب يرفض الاعتراف بالمحكمة من قلب الأمم المتحدة.. داليا زيادة: يتبنى خطاب شعبوى يُفقد أمريكا مصداقيتها.. و"رايتس ووتش": موسيقى لآذان الطغاة ومجرمى الحرب

الخميس، 27 سبتمبر 2018 06:00 ص
الولايات المتحدة تُجدد هجومها على الجنائية الدولية.. ترامب يرفض الاعتراف بالمحكمة من قلب الأمم المتحدة.. داليا زيادة: يتبنى خطاب شعبوى يُفقد أمريكا مصداقيتها.. و"رايتس ووتش": موسيقى لآذان الطغاة ومجرمى الحرب ترامب والأمم المتحدة
كتب عبد اللطيف صبح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هجوما على المحكمة الجنائية الدولية خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها 73 المنعقدة بولاية نيويورك الأمريكية، وقال ترامب "لا نعترف بأى منظمة غير منتخبة.. وأمريكا يحكمها الأمريكيون فقط".

 

يُذكر أن هذا ليس الهجوم الأول من مسئول أمريكى على المحكمة الجنائية الدولية، فقد سبق وأن هددت الولايات المتحدة، على لسان مستشار الأمن القومى الأمريكى "جون بولتون"، بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا أصرت على الاستمرار فى جهودها لمحاكمة مواطنين أمريكيين، حيث تدرس المحكمة مقاضاة عدد من عناصر الجيش الأمريكى بسبب اتهامات بانتهاكات لحقوق معتقلين فى أفغانستان.

وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست دولة طرف فى نظام المحكمة، حيث كانت إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش فى عام 2002 سحبت توقيع الرئيس بيل كلينتون على نظام المحكمة، فإن الإدارة الأمريكية فضلا عن ذلك قامت بتوقيع اتفاقيات دولية ثنائية مع ما يناهز 102 دولة حتى عام 2009، تقضى هذه الاتفاقيات الثنائية بعدم قيام هذه الدول الأعضاء فى المحكمة، بنقل أو تسليم أى من الجنود الأمريكيين الذين يرتكبون أيا من الجرائم السابق ذكرها على أقاليم هذه الدول، إلى عدالة المحكمة فى لاهاى.

 

من جانبها قالت الدكتورة داليا زيادة مدير ومؤسس المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دائما ما يعتمد على الخطاب الشعبوى، لافتة إلى أن حديثه عن المحكمة الجنائية الدولية من قلب مقر الأمم المتحدة جزء من هذا الخطاب.

 

وأوضحت داليا لـ"اليوم السابع" أن من هجوم الرئيس الأمريكى على المحكمة الجنائية الدولية جزء من ترويجه لنفسه فى الداخل وليس موجه للعالم، مؤكدة أنه على الرغم من أن أمريكا قوية وذات تأثير إلا أنه من الصعب إلغاء آليات دولية قائمة منذ نصف قرن.

وأضافت داليا أن من الولايات المتحدة الأمريكية هى من سيتأثر مكانته فى السياسة الدولية بعد هذا التصريح، لافتة إلى أن الهجوم المتكرر على هيئات الأمم المتحدة يُفقد أمريكا مصداقيتها فى أى تصويت فى المستقبل، وأنه لن تلجأ لها الدول لدعمها للحصول على صوتها فى بعض المحافل، كما أن ذلك سينعكس بالتأكيد على التمثيل الدبلوماسى للولايات المنتحدة بالأمم المتحدة، ما يجعل تأثيرها أقل وأضعف ويؤثر على هيبة أمريكا.

 

كما أشارت إلى أن حديث ترامب عن المحكمة الجنائية الدولية ليس له أى تأثير على المحكمة حيث لم يتبعه أى إجراء أو قرار رسمى من الإدارة الأمريكية، موضحة أن الأمريكان شعروا باستهلاك مواردهم وطاقاتهم فى صراعات وتوسعات دولية أمريكا فى غنى عنها منذ وصول بوش للحكم وتحديدا منذ أحداث 11 سبتمبر.

 

من ناحيتها انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية هجوم الرئيس الأمريكى دونالد ترمب على المحكمة الجنائية الدولية فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصفته بأنه "موسيقى لآذان الطغاة ومجرمى الحرب".

 

وفى رسالة وزعها مدير برنامج "العدالة الدولية" بالمنظمة ريتشارد ديكر على الصحفيين بالمقر الدائم للأمم المتحدة فى نيويورك، قال ديكر إن "تهديدات ترامب ضد المحكمة الجنائية الدولية، هى موسيقى لآذان الطغاة ومجرمى الحرب، كما أن معارضته تحقيق العدالة لضحايا المذابح الجماعية، هى تراجع آخر من قبل هذه الإدارة فيما يتعلق بحقوق الإنسان".

 

وأضاف أن هذا الهجوم على العدالة الدولية سوف يأتى بنتائج عكسية، تماما كما حدث فى عهد إدارة بوش.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة