داليا مجدى عبد الغنى تكتب: اختبارات إلهية

الإثنين، 24 سبتمبر 2018 05:00 م
داليا مجدى عبد الغنى تكتب: اختبارات إلهية ورقة وقلم أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كُلنا نعلم ونُدرك أن الحياة ما هى إلا مجموعة من الاختبارات، قد نُصيب فى بعضها، ونخيب فى البعض الآخر، ولكن أغلبنا يظن أنه مُؤهل لهذه الاختبارات، وقادر على اجتيازها، وقد يظن أنه بدهائه قد يتحايل عليها، وكأنها اختبارات دراسية، يُمكنه أن يجتازها بالغش، وينسى أنها من صُنْعِ القَدَر، أى أنها موضوعة بقُدرة إلهية، لها حكمة سماوية، فقد نستطيع أن نتحايل على اختبارات البشر، ولكن، من لديه القُدرة أن يتحايل على اختبارات القدر؟!

فأحيانًا نجد شخصًا قد علا وصعد، دون سابق إنذار، لدرجة تُثير الاندهاش والاستغراب، وفجأة تجده سقط وهوى أيضًا، دون سابق إنذار، وهنا لا يكون أمام الناس سوى التخمين والاستنباط، وتأليف الروايات حوله، وأرحمهم يقول أن هذا ابتلاء، ولكن هل فكر أحد أن ما حدث له، كان نتيجة لاختبار، رسب فيه بجدارة، فتعالوا معى، واقرءوا هذه القصة، التى تدل على عمى بصيرة الإنسان، واغتراره بالحياة.

قديمًا كان يعيش ثلاثة رجال، أحدهم كان مُصابًا بالبرص، وكان الناس يبتعدون عنه؛ لقُبح منظره، والثانى كان أصلعًا، والثالث كان أعمى، فأراد الله – عز وجل – أن يمتحنهم، فأرسل مَلَكًا، مُتنكرًا فى هيئة رجل، فسأل الأبْرَص: "ماذا تتمنى؟"، فأجاب: "أتمنى أن يُصبح جلدى جميلاً، وأُشْفَى من المرض"، فقال المَلَكُ: "بسم الله، ها قد زال عنك المرض، وأصبحت تمتلك لونًا وجلدًا جميلاً"، فقال الرجل: "أحب أن يكون لدى ناقة"، فقال المَلَكُ: "هذه الناقة لك، بارك الله لك فيها"، ثم ذهب المَلَكُ إلى الأصلع، وسأله: "ماذا تتمنى؟"، فأجاب: "أن يكون لى شعرًا جميلاً"، فقال المَلَكُ: "ها قد أصبح لديك شعر جميل، وماذا تريد من المالك"، فقال الرجل: أحب أن يكون لدى بقرة"، فنال ما تمناه. ثم ذهب الملك إلى الأعمى، وسأله ذات السؤال، فقال: "أتمنى أن يرد الله لى بصرى، وأن يكون لى شاة"، وقد حدث، ومرت الأيام، وولدت الناقة والبقرة والشاة، وتكاثر الخير لدى الرجال الثلاثة.

وجاء المَلَكُ نفسه فى صورة رجل فقير إلى الأول، فقال: "إنى رجل مسكين وفقير، فساعدنى”، فقال الرجل: "لا استطيع، فإذا أعطيتُ كل من سألنى، لما بقى لى شيء"، فقال له المَلَكُ: "كأنى أعرفُك أيها الرجل، ألم تكن أبرصًا، يتجنبك الناس، فشفاك الله، وفقيرًا فأعطاك الله"، فقال الرجل فى غضب: "ماذا تقول؟ لقد ورثت المال عن أبى وأجدادى”، فقال الملك: "إن كنت كاذبًا، فأسأل الله أن يُعيدك إلى ما كنت عليه"، وتكرر ذات الموقف مع الأصلع، ثم ذهب إلى الأعمى، فقال: "أسألك بالذى رد إليك بصرك، أن تُعطينى شاة مما تملك"، فقال الرجل: "واللهِ، لقد كنت أعمى، فرد الله عَلَى بصرى، ورزقنى هذا الرزق، فخُذْ من الغنم ما تشاء"، فقال المَلَكُ: "إن الله عز وجل امتحنك، فنجحت فى الامتحان، بارك الله فى جسدك ومالِك، أما الأبرص والأصلع، فأعادهما الله إلى ما كانا عليه".

فاعلم أن الاختبار ليس فقط أن تهب وتُعطى مما أعطاك الله، ولكن فى أن تعترف بنعمة الله وفضله، وأن تتذكر حالك قديمًا، وما أصبحت عليه الآن، فكم منا ينسى فضل الله وفضل الآخرين، عندما يشبع ويهدأ باله.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة