مشروع جديد تدخل به الدولة عالم الرقميات والتحول الرقمى فى تنفيذ خدمات المواطنين، يتمثل فى تدشين منظومة بريدية جديدة بالنظام الإلكترونى والتى سيتم من خلالها وضع مصر لأول مرة على الخريطة البريدية العالمية بكود محدد لها.
بدأ مشروع تدشين منظومة بريدية جديدة للدولة، فى مطلع شهر أغسطس الماضى، عندما شهد مجلس الوزراء توقيع بروتوكول تعاون بين جهاز الإحصاء وهيئة البريد المصرى لتنفيذ مشروع رقم بريدى جديد يهدف إلى تعزيز كفاءة خدمات التوصيل والتوزيع فى الجمهورية.
البريد المصرى
فور توقيع البروتوكول بدأ الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بتشكيل فريق عمل معاون لفريق العمل الآخر الذى شكلته هيئة البريد للبدء فى الخطوات التنفيذية للمشروع بمعاونة عدد من الشركات الأجنبية ذات الخبرات السابقة فى مجال تقسيم المناطق البريدية ووضع رقم بريدى لكل منطقة.
تفاصيل المشروع وأهدافه وآلية تنفيذه، كشفها العميد مهندس أحمد كامل، مدير عام إدارة نظم المعلومات الجغرافية والخرائط الرقمية بجهاز الإحصاء، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، حيث أكد "كامل" أن الهدف الأساسى من هذه المنظومة البريدية الجديدة، هو وضع مصر على الخريطة البريدية العالمية.
جانب من توقيع البروتوكول بين جهاز الإحصاء وهيئة البريد بمجلس الوزراء
هذا بالإضافة للتحول الرقمى الذى تسعى إليه جميع مؤسسات الدولة حالياً، خاصة فى مجال الخدمات المقدمة للمواطنين، لما يساهم ذلك فى توفير الوقت والجهد والمال سواء لمقدم الخدمة "المؤسسة" أو لمتلقيها "المواطن".
وأوضح كامل، أن المنظومة البريدية الجديدة، عبارة عن تقسيم مصر إلى مناطق بريدية بصورة جغرافية، بحيث يصبح لكل منطقة بكل محافظة فى الجمهورية رقم بريدى خاص بها، لافتا إلى انه بعد التقسيم للمناطق بريدياً، سيتم تجميعها لإخراج وتحديد كود لمصر، يتم وضعه على الخريطة البريدية العالمية.
اللواء خيرت بركات رئيس جهاز الإحصاء- خريطة مصر
وأشار المسئول عن تنفيذ المشروع بجهاز الإحصاء، إلى أن تدشين تلك المنظومة يعتمد على الخريطة الجغرافية الرقمية لمصر، وهنا يأتى دور الجهاز باعتبار انه معد تلك الخريطة والمسئول عن توفير البيانات والإحصاءات المختلفة.
وتابع قائلا: "باستخدام الخريطة الجغرافية الرقمية للدولة، والتى تم إعدادها بشكل تفصيلى لكل منطقة وحى وشارع ومبنى فى مصر، سيتم تقسيم المناطق لمناطق بريدية وتحديد رقم بريدى لكل منطقة".
ساعى البريد- البوسطجى
كما لفت المهندس أحمد كامل، إلى أن الخريطة الرقمية لمصر بالإضافة للرقم المكانى الذى تم إعداده خلال تنفيذ التعداد السكانى لعام 2017 والذى وضع رقم لكل قطعة أرض فى مصر، يعدا القاعدة الأساسية للبيانات، التى يمكن أن تعتمد عليها أى جهة حكومية فى خططها واتخاذ القرارات وإعادة توزيع أصولها على مستوى الجمهورية.
وأكد انه لولا إعداد تلك الخريطة، كان سيسبق أى مشروع رقمى تسعى أى جهة لتنفيذه وقت كبير حتى تتمكن من تجهيز البيانات التفصيلية عن كل منطقة بالجمهورية أولا، وهذا ما وفره جهاز الإحصاء بخريطة مصر الجغرافية الرقمية، والتى حددت تفاصيل مناطق الدولة ببيانات دقيقة ومحددة.
مكتب بريد
وأضاف كامل فى تصريحاته، أن المنظومة البريدية الجديدة، ستقضى تماماً على النظام التقليدى فى السابق، والذى كان يعتمد على ذاكرة "ساعى البريد/ البوسطجى" وخبرته فى معرفته بالمناطق التى اعتاد زيارتها على مدار سنوات عمله، موضحا أن المنظومة ستكن محددة رقم لكل محافظة ومنطقة وحى وشارع ومبنى، كما إنها قائمة على البيانات الحديثة المتوفرة فى الخريطة الجغرافية الرقمية لمصر، التى تتضمن الشوارع الجديدة بعد أن تغيرت اسمائها والمبانى التى تم إنشائها وكذلك التى تم إزالتها.
وعن كيفية العمل بتلك المنظومة، قال العميد أحمد كامل، إنه بعد الانتهاء من إعدادها سيتم وضعها على الحاسبات الالكترونية بالمكاتب البريدية على مستوى الجمهورية وفقاً للمنطقة التى يخدمها المكتب بعد ميكنة تلك المكاتب وربطها إلكترونياً بالمصدر الرئيسى "هيئة البريد"، فمثلا المكتب البريدى لمنطقة الدقى بمحافظة الجيزة سيكن لديه جميع البيانات الخاصة بخريطة منطقته والأرقام البريدية لكل شارع ومبنى بها، مما يمكن من الوصول بسهولة ودقة لصاحب "الخطاب البريدى".
بريد
فيما أشار مدير إدارة نظم المعلومات الجغرافية بجهاز الإحصاء، إلى مدة تنفيذ المشروع، والذى سيتم الانتهاء منه خلال 3 أعوام، لافتا إلى أن هيئة البريد المصرى -والتى يرأس المهندس ماجد سمير فريق العمل بها- ستبدأ خلال عام فى إعلان بعض المخرجات للرقم البريدى بعدد من المحافظات، لافتا إلى انه تم تقسيم أقاليم الجمهورية للبدء بها تباعاً إلى إقليم القاهرة الكبرى، وإقليم وجه بحرى، وإقليم محافظات القناة، وإقليم وجه قبلى، وإقليم المحافظات الحدودية.
وأوضح كامل، أن تنفيذ هذا المشروع، لا يوجد به عمل ميدانى، حيث أن هذه المرحلة تمت بالفعل قبل السعى لتنفيذ المنظومة البريدية الجديدة، فى مرحلة الإعداد والحصر الخرائطى لمصر، التى تعد أحد ثمار التعداد السكانى لعام 2017، والتى يعتمد على بياناتها الآن فى مثل تلك المشروعات، ولكن، العمل حاليا يتمثل فى الفريق الفنى المكون بين جهاز الإحصاء وهيئة البريد بجانب معاونة الشركات الأجنبية المتخصصة لإعداد تطبيق رقمى بالخرائط التى سيتم على أساسها تقسيم وتحديد المناطق البريدية الجديدة.
العميد أحمد كامل مدير عام إدارة نظم المعلومات الجغرافية بجهاز الإحصاء
كما أكد العميد أحمد كامل، المشرف العام على تنفيذ المنظومة البريدية الجديدة بجهاز الإحصاء، من خلال ما توفره إداراته من قواعد بيانات جغرافية وخرائط رقمية، انه تم حتى الآن، الانتهاء من تقسيم المناطق البريدية لإقليم القاهرة الكبرى ووجه بحرى على الخريطة الجغرافية الرقمية، وجارى بدء تطبيقها على الواقع بمعنى إعداد خريطة تفصيلية لكل محافظة ووضعها على لوحات.
وأضاف كامل، أن دور الجهاز لا يقتصر فقط فى إمداد الجهات والمؤسسات المعنية بالتخطيط واتخاذ القرار بالبيانات اللازمة والخرائط فقط، وإنما يمتد دوره فى بعض المشروعات لمعاونة تلك الجهات فى التنفيذ، كما هو الحال فى مشروع منظومة البريد الجديدة، والذى يساهم الجهاز فى تنفيذها من خلال فريق عمل فنى ذو خبرة فى التقسيم الجغرافى وإعداد الخرائط الرقمية، وكيفية ترقيم المبانى والحدات وترجمة هذه الأرقام على خرائط ورقية مفهومة ومبسطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة