أصبحت فنزويلا على شفا الانهيار وتعيش حالة من التوتر السياسى وأدى التضخم الجامح التى تعيشه البلد الكاريبى والأزمة الخانقة الى إغلاق العديد من الشركات والمطاعم، ووقف انتاجها الى اجل غير مسمى، والتى وصل عددها الى أكثر من 500 الف شركة، والتى أخرها سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" التى أغلقت 7 من مطاعمها فى العاصمة الفنزويلية كاركاس وفى مقاطعات أخرى، فى حين يوجد ما يقرب من 120 مطعما.
ووفقا لصحيفة "الكوميرثيو" الأرجنتينة فإن أركوس دورادوس، مدير الشركة التى تدير العلامة التجارية الأمريكية فى فنزويلا أكد أن "الشركة أغلقت مؤخرا عددا محدودا من المطاعم فى البلد الكاريبى، ولكننا نواصل عملنا مع الأسوق".
ولم تكن مطاعم ماكدونالدز الوحيدة التى اقدمت على هذه الخطوة ، بل أيضا أعلنت الشركة الأمريكية العملاقة "كوكاكولا" تعليق قسم كبير من إنتاجها فى فنزويلا من جراء فقدان مادة السكر، وذلك بعد "كرافت هاينز" .
كما أن شركة جنرال موتورز فى فنزويلا تم إغلاق فرعها فى فنزويلا وسرحت أكثر من 2700 عامل، بعد أن تم إغلاق مصنعها بسبب نقص فى الأجزاء والقيود الصارمة على العملة فى العملة فى البلد العضو بمنظمة أوبك ، وفعلت كلوروكس نفس الشىء قبل عامين عندما أعلنت خروجها من البلد الواقع فى أمريكا الجنوبية ليستولى العمال بعد ذلك على المصنع.
ويأتى إغلاق المصنع بعد هبوط انتاج السيارات فى فنزويلا فى 2016 إلى مستوى انخفاض قياسى بلغ ثمانى سيارات فى اليوم وفقا لاتحاد محلى لمصنعى السيارات.
كما أن شركة "لوفتهانزا" أكبر شركة طيران فى ألمانيا قررت وقف خدماتها إلى فنزويلا بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة فى البلاد،فقد عللت الشركة ذلك القرار بتراجع الطلب على الرحلات بين فرانكفورت والعاصمة الفنزويلية كاراكاس خلال العام الماضى، مضيفة أنها تضررت بسبب ضوابط العملة فى البلاد التى تهدف إلى وقف هروب رؤوس الأموال.
وتواجه شركات الطيران الدولية صعوبة منذ سنوات فى استعادة عائدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات محتجزة بالعملة الفنزويلية المحلية "البوليفار" بسبب قيود على الصرف الأجنبى ما دفع شركات كثيرة إلى الحد من خدماتها وإلزام الركاب بدفع قيمة التذاكر بالدولار.
وكانت الشركة أعلنت تعليق خدمتها فى كاراكاس من يونيو الماضى، مشيرة إلى أن الطلب على الرحلات الدولية إلى كراكاس تراجع فى 2015 وفى الربع الأول من 2016.
بالاضافة إلى ذلك، قالت شركة بريدجيستون امريكاس، منتجة الاطارات ، بإغلاق فرعها فى فنزويلا بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التى تعصف بالبلاد، بعد استمرارها لمدة 62 عاما فى البلد الواقع فى امريكا اللاتينية.
وأيضا كيمبرلى كلارك، الشركة المصنعة للمنتجات الورقية بسبب تدهور الاقتصاد ونقص السلع الأساسية للانتاج منذ نهاية 2015 وتم تسريح 971 عاملا.
وتعانى فنزويلا من نقص حاد فى الغذاء والسلع الاستهلاكية الأساسية والإمدادات الطبية، بينما ينتشر انقطاع التيار الكهربائى على نطاق واسع والكثير من المكاتب الحكومية تفتح لمدة يومين فقط فى الأسبوع لتوفير الكهرباء، كما أصبحت المتاجر خالية من السلع، فيما يعانى الفنزويليون أسوأ معدلات التضخم فى العالم يتجاوز فيها التضخم الـ1000000 %، وفقا لصندوق النقد الدولى، بجانب النقص الحاد فى الغذاء والأدوية.
وبدأ الرئيس نيكولاس مادورو تطبيق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية بدءا من 20 أغسطس الماضى والتى بدأت مع إطلاق الأوراق النقدية الجديدة التى تطرح خمسة أصفار من العملة المحلية، بالإضافة إلى زيادة الأجور بأكثر من 3.400% ، وعلى الرغم من ذلك فإن المحللين يرون أن هذه التدابير ستزيد من حدة الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة