يعد السكر من السلع الإستراتيجية الهامة فى مصر ودول العالم إذ تعد صناعة السكر من أقدم الصناعات التحويلية فى مصر وتعتمد علي محصولين رئيسيين هما قصب السكر وبنجر السكر والذي تعقد عليه آمال كثيرة لحل مشكلة السكر في مصر واستهلاك المياه مقارنة بمحصول قصب السكر؛ ﻓﻲ ظل ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻣﺻر ﻓﻲ هذا اﻟﻣﺟﺎل.
ونجح معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط فى إنتاج بذور عالية الجودة لنبات بنجر السكر، لأول مرة محليا، وذلك عن طريق استخدام عدد من الأصول الوراثية الأمريكية لنبات بنجر السكر.
والتقى "اليوم السابع" بالدكتور محمد محمود عبد الوهاب، عميد معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط، والدكتور صلاح الناقش، مشرف الشعبة الزراعية بالمعهد للتعرف على مزيد من التفاصيل حول التجربة .
ومن جابنه، قال الدكتور محمد عبد الوهاب، عميد معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر، إن اهتمام الدولة والقيادة السياسية التوسع فى إنتاج السكر من زراعة محصول بنجر السكر، وزيادة حجم الرقعة الزراعية للمحصول، وتحقيق أعلى مستوى إنتاجية، وذلك من شأنه الإسهام فى سد العجز فى سوق السكر المصرية من خلال إنتاج تقاوي بنجر السكر في مصر.
وأضاف عميد معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط، خلال حديثه لــ"اليوم السابع"، أن حجم المساحة المنزرعة بنبات بنجر السكر، بلغت حوالى 500 ألف فدان على مستوى محافظات الجمهورية، ومع زيادة إنشاء المصانع والشركات العاملة فى السكر، نهدف إلى زيادة حجم المساحة المنزرعة لمليون فدان، مشيرا إلى أن أهم الأسباب التى تورق زراعة بنجر السكر فى مصر هى استيراد بذور البنجر من الاتحاد الأوروبى، حيث يتم استيراد ما يقارب من 2000 طن سنويا بتكلفة تقدر بحوالى 20 مليون دولار، ويصل سعر كيلو البذور ما يقارب من 180 جنيها.
وأشار "عبدالوهاب"، إلى أنه تم التفكير فى وضع حلول مستقبلية للحد من استيراد البذور، وتوفير العملات الصعبة من الدولار والعمل على إنتاج بذور تتلائم مع المناخ المصرى، وبتكلفة أقل على المزارعين، وبجودة أحسن من البذور المستوردة، مؤكدا أنه كانت هناك محاولات وتجارب سابقة في منطقة سانت كاترين لإنتاج بذرة بنجر السكر ولكن التجربة لم تستمر، مضيفا إلى معهد السكر فى أسيوط يعد الأول في نجاح التجربة.
واستطرد قائلا: "نهدف في المرحلة المقبلة العمل على تطبيق التجربة وتهجين الأصول الوراثية لبنجر السكر في مصر والذي يبدأ بوضع آلية لدفع بنجر السكر للإزهار تحت الظروف المناخية المصرية، ومن ثم إنتاج سلالات من بنجر السكر تمهيدا لإدخالها في برنامج تربية لإنتاج أصناف هجين من بنجر السكر تكون أكثر تأقلماً للظروف المناخية المصرية".
ومن جانبه، قال الدكتور صلاح فتوح أبو الوفا، أستاذ مساعد بقسم المحاصيل بكلية الزراعة، جامعة أسيوط، ورئيس الشعبة الزراعية بمعهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر، لـ"اليوم السابع": إنه بدأ التفكير فى إنتاج بذور لبنجر السكر في عام 2002، وذلك فى العمل البحثى المشترك مع وحدة إنتاج بنجر السكر بوزارة الزراعة الأمريكية، ووضع آلية لإزهار بنجر السكر في مصر، عن طريق محاكاة الظروف المناخية الملائمة لإزهاره، حيث إن بنجر السكر يحتاج إلي التعرض لدرجة حرارة منخفضة من 4 إلي 10 درجة مئوية لفترة معينة، بعدها يتم التعرض لنهار طويل، وطبعا هاتين الفترتين غير متوفرتين في مصر.
وأشار رئيس الشعبة الزراعية بمعهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط، إلى أن هناك دولا أجنبية أجرت تجارب فى توفير جو بارد صناعي لمدة 3 أشهر ونصف، يتم حصد البذور ويكون طولها 1.5 سم، وبعدها يتم تعريضها للبرودة الصناعى، ويتم شتلها فى الربيع، مضيفا إلى أنه تم تقييم بعض الأصول الوراثية الأمريكية لبنجر السكر وقياس درجة تحملها للحرارة العالية ونقص الماء وقد تفوقت بعض هذه الأصول في الإنتاجية ومحتوى السكر على أفضل الأصناف المستوردة المنزرعة في مصر وتم اختيار الأصول الوراثية المتميزة لإنتاج البذور محلياً، حيث تم إنتاج بذور من هذه الأصول الوراثية والتي أثبتت الاختبارات المعملية والحقلية الحيوية العالية لتلك البذور المنتجة.
وأوضح "أبو الوفا"، أن نجاح تجربة إنتاج البذور محليا يساهم فى توفير العملة الأجنبية "الدولار" واتجاه الدولة فى التوسع في المساحات المنزرعة بمحصول بنجر السكر، حيث أن مساحة الزراعة في عام 2016 كانت 450 ألف فدان وكانت 523 ألف فدان في 2017؛ كما أن الحكومة مع بداية عام 2018 وقعت اتفاقية بين كل من وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي والزراعة من أجل البدء في مشروع تنموي متكامل بمنطقة غرب المنيا لإنشاء مصنع لصناعة السكر واستصلاح وزراعة 181 ألف و800 فدان باستثمارات تصل إلى مليار دولار.
ومن جانبه، أكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، علي دور الجامعة البحثي والخدمي واهتمامها بالبحوث والدراسات التي تطبق المعارف العلمية والتكنولوجيا المستحدثة فى خدمة البيئة وذلك فى كافة المجالات مما ينعكس فى دفع عجلة التنمية وحل المشكلات المجتمعية المختلفة لتنمية وخدمة المجتمع؛ وذلك بعد نجاح معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا صناعة السكر بجامعة أسيوط فى إنتاج بذور عالية الجودة لنبات بنجر السكر وذلك عن طريق استخدام عدد من الأصول الوراثية الأمريكية لنبات بنجر السكر، بما يساهم في تشجيع الاستثمارات فى الصعيد والمساعدة على التنمية والتنمية المستدامة بالصعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة