مأساة حقيقة جسدتها ربة منزل من ذوى الاحتياجات الخاصة، حاولت أن تحقق لأسرتها وزوجها المريض مصدر رزق، يساعدهم على مواجهة عناء الحياة، لكنها بعد أن تمكنت من الحلم وكاد يصبح حقيقة، اصطدمت بواقع آليم، تحلم فى حياة كريمة، وتنتظر قبلة الحياة من المسئولين من محافظة المنوفية، لتعيد إليها كرامتها وحقها القانونى فى لقمة العيش.
البداية ترويها سامية أمين مطر، صاحبة الــ "44 عاما"، والتى تعانى من إعاقة "شلل الأطفال" منذ صغرها، قائلة "أعيش أنا وزوجى العامل البسيط حياة بسيطة، ورزقنا الله بثلاث من البنات، نسعى بكل كرامة على تربيتهم وتحقيق الحياة الكريمة لهم".
وتابعت سامية: "عشنا سنوات انا وزوجى على الحلوة والمرة، إلى أن أصيب بعدد من الأمراض حاجته لإجراء عملية وزراعة قرنية فى عينه الأمر الذى أجبره على الجلوس بالمنزل، دون أن يكون لدينا أى مصدر دخل.
وأضافت سامية: "ازداد الأمر سوءً بعدما تدرجت البنات فى المراحل التعليمية المختلفة، لتصبح ابنتى الكبرى فى الصف الثالث الإعدادى، والوسطى بالصف السادس الابتدائى، بينما بنتى الصغرى بالصف الأول الابتدائى، ولم يكن أمامى سوى أن أفكر فى مصدر رزق يساعدنى على الحياة".
وتابعت سامية حديثها: "فكرت فى أن أقيم كشك بالقرب من محل إقامتى، حتى أتمكن من كسب اللقمة الحلال، وبالفعل شرعت فى إجراءات الحصول على رخصة للكشك، وبحمد الله تمكنت من الحصول عليه، وذلك بعد العديد من السيناريوهات من موافقات الوحدة المحلية والطرق والأمن، وغيرها من الموافقات، وفى النهاية حصلت على الرخصة فى 31 يوليو العام الجارى، ليمر عليها حتى الآن شهرين دون أن استفيد منها أى شىء".
واستطردت سامية: "ساعدتنى جمعية خيرية، بأن قامت بتنفيذ الكشك على نفقة الجمعية بعد أن حصلت على الترخيص، وذلك لعدم قدرتى على الوفاء بأى تكاليف، وتمكنت من انشاء الكشك حتى يتم تركيبه، وقمت بزرع الكشك بالمكان الذى حددته الوحدة المحلية بالقرية، وبعد أن تم تثبيته، فوجئت فى اليوم التالى برفع الكشك وإلقاؤه فى الطريق، وعندما حاولت تركيبه مرة أخرى، وجدت أحد المواطنين بالمكان يمنعنى من وضع الكشك بالمكان معترفا أنه هو من قام برفعه، فقومت بتحرير محضرا حمل رقم 1270 ادارى مركز أشمون، ضد ا ف م لمنعى من اقامة الكشك، وحررت محضر اخر برقم 3 أحوال نقطة شطانوف بتاريخ 9 أغسطس ضد نفس الشخص لمنعه تركيب الكشك من جديد".
وأكدت سامية، على أنها خاطبت جميع الجهات حتى تتمكن من الحصول على الكشك ولكنها فى النهاية لم تتمكن حتى الآن من وضع الكشك بمكانه، لافته إلى أنه مر ما يقرب من شهرين دون أى استفادة من الترخيص، مضيفة: "حصلت على خطاب موجه من الوحدة المحلية بالقرية توضح حقيقة الأمر وطالبت مركز مدينة أشمون مساعدتى فى التمكين لتركيب الكشك بعد منع المواطن لها، وهو ما جعلها غير قادرة على عمل أى شىء".
وناشدت السيدة من ذوى الاحتياجات الخاصة، محافظة المنوفية، فى سرعة الحفاظ على حقها وتمكينها من تركيب الكشك حتى تتمكن من الحصول على لقمة العيش الكريمة لها ولبناتها ولزوجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة