الفترة الأخيرة شهدت مفاوضات كبيرة بين الجانب الصينى وشركة العاصمة الإدارية ووزارة الإسكان، وذلك لإنشاء مدينة صينية تجارية وثقافية وسكنية على مساحة 14 ألف فدان بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتكون هذه المدينة بنظام الشركة بين الحكومة المصرية والصينية، على أن تقدم الحكومة الصينية الأرض وتقوم بترفيقها وتقوم الصين بتمويل تنفيذ المشروع.
رغبة الجانب الصينى فى الحصول على امتيازات اكثر سبب توقف المفاوضات
اللواء أحمد زكى عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، أكد أن المفاوضات مع الجانب الصينى، توقفت بشان إنشاء مدينة صينية على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لوجود خلافات على نسب المشاركة، ورغبة الجانب الصينى فى الحصول على إمتيازات أكثر مما تنص عليه اتفاقيات الشراكة.
نصوص واضحة وبنود متفق عليها فى كافة اتفاقيات الشراكة وخاصة فى المشروعات الكبرى
وأوضح رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، أن هناك نصوص واضحة وبنود متفق عليها فى كافة اتفاقيات الشراكة وخاصة فى المشروعات الكبرى، لافتا إلى أن شركة العاصمة الإدارية الجديدة قدمت أكثر من مقترح حول نسب الشراكة للجانب الصينى لاختيار البديل الأفضل بالنسبة لهم، ولكن الجانب الصينى رغب فى الحصول على امتيازات كبيرة تتعلق بارتفاع نسبة الارباح والشراكة فى المشروع، وهو ما قوبل بالرفض من قبل مجلس إدارة الشركة.
الجانب الصينى طلب مهلة لإجراء مشاورات على النسب التى اقترحتها شركة العاصمة الإدارية
وأكد اللواء أحمد زكى عابدين، أن الجانب الصينى طلب مهلة لإجراء مشاورات على النسب التى اقترحتها شركة العاصمة الإدارية، وهو ما أدى إلى توقف المفاوضات.
وأشار إلى أن المدينة الجديدة ستقام على مساحة 14 ألف فدان، تتضمن مناطق صناعية وتجارية وإدارية، وسيتم التنفيذ بنظام المشاركة بين الحكومة المصرية والصينية، على أن يقدم الجانب المصرى الأرض ويقوم الجانب الصينى بالتنفيذ.
من جانبها، كشفت مصادر مطلعة، أن الوفد الصينى رغب فى الحصول على نسبة من المشروع تتخطى 40% من إجمالى الإنشاءات، وهو ما يصعب تحقيقه، نظرا لأن أعلى نسبة شراكة لا تتتخطى الـ40$ من أرباح أى مشروع مهما كان حجمة، وتقل هذه النسبة كلما كبر حجم المشروع.
استثمارات الصين بالعاصمة الإدارية الجديدة تتخطى الـ20 مليار دولار
وطبقا لتقرير حكومى تبلغ استثمارات الصين فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، أكثر من 20 مليار دولار، ومن المقرر أن تتولى شركة سي اف أل دي (CFLD) الصينية المتخصصة في إقامة المدن، فى إنشاء مدينة صينية على على أرض العاصمة الإدارية الجديدة.
وفى أغسطس 2016، أعلنت وزارة الاستثمار أن شركة سي اف ال دي (CFLD) الصينية تخطط لضخ استثمارات بحوالى 20 مليار دولار في مصر خلال 10 سنوات القادمة، وأنها مهتمة بالاستثمار في العاصمة الإدارية الجديدة، وفي أكتوبر من نفس العام، وقعت الحكومة مع الشركة مذكرة تفاهم لتطوير وإدارة وتسويق جزء من المدينة الجديدة.
وشركة سي اف ال دي (CFLD) الصينية من أكبر الشركات الصينية في العالم لإقامة المدن متكاملة الخدمات والمرافق، وقامت بإقامة 40 مدينة متكاملة داخل الصين ومشروعين في الهند وإندونسيا.
حى المال والأعمال فى العاصمة الإدارية الجديدة
وفى السياق ذاته تنفذ الصين حى المال والأعمال بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ويقع بين محورى محمد بن زايد الشمالى والجنوبي، ويقام على مساحة 195 فدان بما يوازى مليون و700 ألف متر مربع.
ومن المقرر أن يضم حى المال والأعمال عدد من الأبراج الإدارية والتجارية، ومقرات للبنوك والمؤسسات المالية والاستثمارية حيث سيتضمن حى المال والأعمال " مقر البنك المركزى ومطبعة لطباعة النقود، ومنطقة للبنوك و20 برجًا، تشمل وحدات سكنية وإدارية، وخدمية، وتجارية، على مساحة إجمالية تقدر بـ1.7 مليون م 2 مسطحات بنائية، وتتولى شركة "سى إس سى إى سي"، الصينية تنفيذ حى المال والأعمال.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، قد أكد ان هذه المشروعات عادة يتم تنفيذها فى 7 – 8 سنوات، ولكن هذا المشروع سيتم تنفيذه فى نحو 3 سنوات، وهو يقع فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وسيتم توفير كل الخدمات بالمشروع، بجانب توفير أسس المدن الذكية والمستدامة، لافتا إلى أن استثمارات هذا المشروع تقدر بنحو 3 مليارات دولار، بقرض صينى، تسدد هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة 15% منه، دفعة مقدمة، والـ85% الباقية يتم تمويلها من القرض بفترة سماح مدة الإنشاء، ثم السداد بعد ذلك على 10 سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة