كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يأمل فى تحقيق أى انتصار سياسى قبيل معركة الانتخابات النصفية التى ستجرى بعد أقل من شهرين، وستكون بمثابة استفتاء على رئاسته التى تقترب من إتمام عامها الثانى.
وعول ترامب كثيرا على أن يحصل مرشحه لعضوية المحكمة العليا بريت كافانو سريعا على تصديق مجلس الشيوخ لتعيينه فى المنصب قبل الانتخابات، ليكون ذلك انتصارا قضائيا له ويعزز موقف المحافظين فى المحكمة التى تتعادل فيها الآن الأصوات الليبرالية والمحافظة. لكن الرياح تأتى بما لا تشته السفن، ويواجه المرشح الذى اختاره ترامب من قائمة طويلة أزمة تهدد فرصه، تتمثل فى توجيه اتهام له بالاعتداء الجنسى على فتاة أثناء فترة مراهقته.
وتطورت الأمور سريعا لكافانو الذى يواجه معارضة من الديمقراطيين فى الكونجرس، مع الكشف عن هوية الضحية التى زعمت اعتدائه عليها فى أوائل الثمانينيات، وكانت الضحية والتى تعمل حاليا أستاذ جامعية قد أرسلت خطابا سريا لاثنين من أعضاء الكونجرس كشفت فيه عن الواقعة فى الوقت الذى بدأ فيه كافانو جلسات للتصديق على ترشيحه.
واهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بالجدل المثار حول كافانو، وتحدثت عن رد فعل ترامب والبيت الأبيض، وقالت أن رد فعل المعتاد على من الرئيس الأمريكى على مزاعم الاعتداءات الجنسية هو الإنكار والانتقام والتكرار.
فقد رفض الاتهامات التى وجهت إليه فى هذا الشأن ووصفها بالزائفة والكاذبة، وعندما واجهته مزاعم ضد رجال آخرين، كان الرئيس الذى عاصر حركة مواجهة التحرش يميل إلى أن يقف مع من يواجهون اتهامات.
لكن فى قضية القاضى الفيدرالى كافانو، الذى أصبح ترشحه للمحكمة العليا الأمريكية فى خطر بشكل مفاجئ بعد اتهام سيدة له بالاعتداء الجنسى عليها عندما كانا فى المدرسة الثانوية، اختار ترامب الصمت. وإن كان الرئيس قد وصفه كافانو فى مؤتمر صحفى لاحقا بأنه من أحسن الشخصيات، وعلق على سؤال بما إذا كان عليه الانسحاب بأنه أمر سخيف.
وقال مساعدون بالبيت الأبيض، إنهم اقنعوا الرئيس بالامتناع عن نشر تغريدات دفاعا عن كافانو فى أعقاب الاتهامات التى يواجهها وعملوا بشكل متعمد من أجل إبعاده عن الالتقاء شخصيا بالمرشح على الرغم من أن الرجلين أمضيا أغلب يوم أمس على مقربة.
وذهبت الصحيفة، إلى القول بأن الاتهام العام الذى يواجهها كافانو لم يعرض للخطر فقط ترشحه للمحكمة العليا ولكنه أغرق البيت الأبيض فى أزمة أخرى، مما عرض للخطر خطوة كان من المفترض أن تكون انتصارا قضائيا فى المحكمة العليا لصالح الإدارة.
وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أن الوضع هش للغاية لدرجة أن المسئولين الجمهوريين قالوا إنهم يخشون من أن أى بيان سلبى من الرئيس يكون له تداعيات سلبية عليه وعلى كافانو أو الحزب الجمهورى ككل.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الجمهوريين يستعدون لهزات سياسية بعد ما أثير حول كافانو، حيث أعرب بعضهم عن خشيته من أن التحقيق الذى سيجرى فى هذا الشأن سيعيد تركيز الضوء على قضية يمكن أن تعطى الديمقراطيين المقدمة فى الانتخابات النصفية.
وكان الجمهوريون يأملون فى البداية أن يؤدى تعيين كافانو إلى تشجيع مشاركة الناخبين المؤيدين لحزبهم، لكن هناك قلق الآن من أن عددا أكبر من الناخبين لاسيما النساء المستقلات ربما يتوجهن لصناديق الاقتراع يملأهم غضب من تعامل الجمهوريين مع قضية كافانو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة