-
زيارة حجر عمرة 1000 عام بسوهاج.. قطره 50 سم تنزل فيه المرأة على رأسها مهما كان حجمها ووزنها وتخرج من فتحة جانبية
-
التقلب على الرمال بمقام الشيخ "النجار" بقنا وإشعال شمعات بعدد الذرية التى ترغب فى إنجابها
"شفتك يا نونى يا ما اتقلعت عيونى".. مثل شعبى اشتهر فى الصعيد يرصد الصعوبات التى تواجهها المرأة من أجل إنجاب طفل وما تعانيه من أجل أن تصبح أمًا، وهذا ليس فى صعيد مصر فقط بل فى محافظات وجه بحرى، فمن عادة الأهل السؤال عن حمل الابنة أو زوجة الابن بمجرد أن تمضى عدة أيام من يوم الزفاف بسؤال متكرر "مفيش حاجة جاية فى السكة".
وعادة ما يكون هناك صعوبة فى الإنجاب، ما يدفع الزوجة إلى اللجوء إلى أى وسيلة للحمل حتى لو كانت هذه الوسيلة "خرافية" بمنطق المثل الشعبى "أسأل مجرب ومتسألش طبيب"، وذلك لتكميم الأفواه السائلة وتحقيق حلم الأمومة.
ويرصد "اليوم السابع" فى ملف شأمل أبرز الخرافات التى يلجأ إليها المتزوجين لتحقيق حلم الإنجاب كالتالى:
محافظة أسيوط
وفى مركز"البدارى" والذى يقع شرق النيل بمحافظة أسيوط، وبمنطقة آثار الهمامية، وفى اعلى الجبل بالمنطقة الأثرية تمكث المسخوطة وابنائها السبعة، وترجع قصة المسخوطة حسبما قال الأهالى إنه توفى 7 من ابنائها وهم صغار فاعترضت على قضاء الله فسخطها الله إلى حجر. – بحسب قولهم.
وقالت منى عمران من مركز طما بمحافظة سوهاج، إنها تزوجت منذ 3 سنوات ولم يرزقها الله بطفل وجربت عدة طرق للإنجاب منها النوم تحت القطار أثناء سيره على القضبان، والنزول إلى قبر ميت، والاستحمام بسم الأفعى، ولكن لم تجلب لها هذه الطرق الأمل المنشود فقالت لها إحدى أفراد عائلتها عن بركة المسخوطة وابنائها فى سرعة الإنجاب فحضرت إلى مركز البدارى وتسلقت الجبل حتى وصلت إلى المسخوطة، وحسبما وصفوا لها الطريقة فانها تقوم بالمكوث تحت قدمى المسخوطة لمدة دقيقتان وبعدها تقوم بتخطية ابنائها المسخوطين على الأرض 7 مرات ذهابا وإيابا وبعد ذلك تدعك يديها وقدمها بعود أخضر من البرسيم وتعطى ظهرها للمسخوطة وتلقى بعود البرسيم للخلف وهى مديرة ظهرها للمسخوطة.
فيما قالت أم هانى والتى أتت مع ابنتها التى لم يرزقها الله بالأطفال منذ زواجها من 5 سنوات، أن ابنتها أتت بدون علم زوجها لانه يعتقد أن هذا النوع من العلاج تخاريف.
وفى قرية الخيام بمركز دار السلام جنوب شرق محافظة سوهاج، الوضع مختلف قليلا فهناك وسط المقابر الخاصة بالقرية يوجد حجر دائرى الشكل يرجع تاريخه إلى أكثر من 1000 عام حسب رواية بعض الأهالى تزوره السيدات وتقوم بالدخول من أعلى الحجر من فتحه ضيقه وتخرج من فتحه جانبيه للحجر وبعدها يحدث الحمل.
وفى سياق متصل، قال أحد الأهالى من قرية الخيام بمركز دار السلام: "عمرى حوالى 71 سنة طوال عمرى وأنا أشاهد الحجر بمكانه ووالدى قبلى وجدى وجدوا هذا الحجر بمكانه تأتى إليه السيدات كل يوم جمعة قبل صلاة الظهر مباشرة يتجمعن حول الحجر وقبل استخدامه تقوم السيدة التى ترغب فى الإنجاب بوضع الحنة على الحجر من الخارج وبعدها تقوم بالنزول على رأسها لأسفل وتنزل فى فتحة الحجر بطول حوالى متر ونصف وتنتظرها سيدة أخرى من الفتحة الجانبية للحجر وبعد ذلك يحدث الحمل وهناك حالات كثيرة بالقرية والقرى المجاورة حدث عنده الحمل وفى النهاية كل هذا بإرادة الله عز وجل وهى عادات متوارثة منذ قديم الازل تقوم بها السيدات من القرى المجاورة لدرجة أن هناك سيدات تأتى من محافظات أخرى لاستخدام الحجر".
وعن وصف الحجر، قالت إحدى السيدات والتى رفضت ذكر اسمها، إن الحجر متسع من أعلى ويضيق فى المنتصف ثم يتسع من الناحية الأخرى وبه قطعة من الخشب بداخله بالعرض وعندما تنزل السيدة فى فتحة الحجر مهما كان حجمها أو زنها فى تمر بداخله وتشعر بضمه أثناء عملية المرور بداخل الحجر وبعدها يحدث الحمل والسيدات تأتى للحجر بعد فشل الأطباء والعلاج فى عملية علاج تأخر الحمل.
محافظة قنا
وفى قنا، هناك العديد من الخرافات تعرفها السيدات عن ظهر قلب بالقرى والنجوع لعلاج العقم ومشاكل الإنجاب، فمن أشهر هذه المعتقدات "الكحريتة" وهى عبارة عن منحدر رملى يقع بمنطقة حاجر الجبل بقرية هو لتابعه لمركز نجع حمادى شمال محافظة قنا بمسافة تبعد ما يقرب من 50 كيلو مترا عن مدينة قنا وفور وصول الزائرة لهذه المنطقة تبدأ النقيبات " حارسات المقام " بشرح خطوات الزيارة للحصول على نتيجة فى العلاج وتبدأ الزائرة بزيارة الأضرحة للأمير ضرار وأشقائة " خولة والناظر" ووضع مبلغ مالى بصندوق للنزور وبعدها تتوضأ من بئر مجاور للأضرحة لتتوجه بعدها إلى منطقة " الكحريتة " لتبدأ قريبات الزائرة صاحبه المشكلة بلفها بـ" ملائه " و"دفعها " من أعلى المنحدر لتستقر فى أخره وتقوم بهذه العملية كل زيارة لمدة 7 زيارات متتالية شريطة أن تكون يوم جمعة.
بينما قالت قريبة إحدى الزائرات اعتقادًا منها أن زيارة منطقة "الكحريتة" يجعل صاحبة المشكلة تعيش لحظات رعب مفاجئة بعد دفعها من أعلى المنحدر داخل " الملائه" ويجعلها هذا صالحة للإنجاب وخاصة بمكان مبارك كهذا على حد قولها.
وعلى مسافة ليست ببعيدة تجد خرافة أخرى تعيشها سيدات الصعيد "الجوانى" وهى شجرة مباركة تدعى شجرة "الشرفا" والتى تقع على نهر النيل لذات القرية والتى تقوم السيدات بزيارتها للتبرك بها وأخذ رمال من داخلها تساعدها على الإنجاب ولها ايضا زائرات على قناعة ببركة هذا المكان.
ومن أشهر الخرافات أيضا التى تلجأ لها السيدات بالصعيد الجوانى مايطلق عليه "شق البحر" وهو المرور على كوبرى يصل قرى شرق النيل بقرى الغرب لتسير عليه صاحبه المشكله لمدة 7 مرات اعتقادا منها بأنه يساعدها على الإنجاب مهما كانت مشكلتها.
وفى نجوع وقرى تكون الخرافات للمساعدة على الإنجاب طريق أخر وتأتى من أشهرها والأسهل لعدد كبير من السيدات هو زيارة القبور والسير بين المقابر وتقديم نذور " مبالغ مالية " للفقراء والقائمين على خدمة القبور وذلك لعدة مرات متتالية تبدأ فيها الزائرة بالسير بين القبور وزيارتها والدعاء بحل مشكلتها فى الإنجاب.
وهناك أيضا من يلجئن للعديد من الآبار المباركة والتى تقع بجانب الأضرحة ولكل منطقة الضريح الذى تتبارك فيه وتكون ماء البئر التابعة له هى صاحبه الفضل فى حل مشكلات الإنجاب لأهالى المنطقة.
وفى قنا أيضا تجد وسط منطقة القبور بمركز الوقف شمال المحافظة، يوجد غرفة تم بناءها بالطوب اللبن يتوسطها أحد القبور التى لا يتجاوز ارتفاعها متر عن الأرض يتردد عليها أناس كثيرون سواء من السيدات والرجال الراغبين فى الإنجاب لأخذ البركة من صاحب هذا المكان وهو الشيخ "النجار".
والضريح عبارة عن غرفة كبيرة تم بناءها بالطين تأتى السيدات التى تعانى من قلة الإنجاب للتقلب فى الرمال التى تحيط بالقبر ثم التبرك والدعاء بجوار قبر الشيخ "النجار" حتى يرزقها الله بالذرية بعدما تمر بالعديد من مراحل العلاج الطبية.
مشهد القبة التى يوجد فيها قبر الشيخ النجار من الداخل هو عبارة عن غرفتين تتوسطها قبر الشيخ التى يوجد عليه بعض قطع القماش لبعض السيدات التى تلقيها على القبر التى ترغب فى الإنجاب وهو نوع من الطقوس التى تأديها السيدات أثناء زيارة المقام، كما يوجد حول القبر الرمال التى تغطى المكان والتى تقوم بعض السيدات فى التقلب حول المكان لطلب الشفاء.
وصف مكان الشيخ ترتبط ببعض الطقوس وهو اشعال الشموع فى أرجاء المكان ويتم وضعها بجوار ثقوب صغيرة تم بناءها فى الغالب للتهوية، وتقوم السيدة التى تزور المكان بوضع الشمع وفق عدد الخلفة التى ترغب فى إنجابها كنوع من التفائل وتنتظر حتى تحترق الشمعة إلى النصف وتقوم بعدها بمغادرة المكان، وهناك من تأتى للزيارة بعد أن رزقها الله بالإنجاب لزيارة مقام الشيخ، وهى تسمى زيارة الشكر لصحاب المقام على البركة التى أصابت السيدة التى كانت تعانى من قلة الإنجاب.
محافظة أسوان
وفى أسوان، يرفع زائرو ضريح السيدة زينب الكائن بالمقابر الفاطمية بمحافظة أسوان "شيء لله يا سيدة زينب"، حيث تعود تاريخ هذه المقابر إلى القرن الرابع الهجرى، ومنذ عشرات السنين ظل هذا الضريح مقصد للسائلين عن حلم الإنجاب والزواج والصحة والمال، وكل يوم سبت من الأسبوع يكتظ الضريح بالزائرين القادمين خصيصا للزيارة أملا فى تحقيق أمنياتهم.
من بين المقابر الفاطمية يعتلى ضريح السيدة زينب أحد القمم الجبلية التى تتمكن من الوصول اليها بعد صعود عشرات الدرجات، لتجد نفسك أمام ساحة تحيط بها الجبال وبها مبنى أثرى به غرفتين وساحة داخلية، إحدى هذه الغرف يوجد الضريح والتى يقبل عليها السائلين للدعاء بالزواج والإنجاب وغيره.
وتروى الحاجة أم بهلول، 48 عاما، عاملة بالضريح عن أبرز قصص الزائرين وكيف يقصدونه لقضاء حوائجهم، قائلة: "كل من يأت إلى هنا يرغب فى أمنية ما وبعدما ضاقت به السبل يظن أن زيارة آل البيت ستحقق أمانيه، وأغلب النساء يأتون إلى هنا رغبة فى الإنجاب ومن أجل ذلك ينذرون المال والطعام والشراب والملابس حال تحقيق أمنياتهم، لافتة أن كثيرا ما نجد نساء قادمات برفقة بناتهن أملا فى تحقيق حلم الزواج قبل أن يمر بهن قطار الزواج، ومن أجل ذلك يقدمون اللحوم والسكر والشاى أملا فى زواج وسترة بناتهن".
ومن بين رواد الضريح، كان عم إبراهيم وابنته راندا ذات العشرين عاما، حيث حرص على زيارة الضريح برفقتها أملا فى تحقيق حلمها لتصبح أم بعد زواج استمر لمدة سنوات دون إنجاب، وأوضح قائلا: "جئت برفقة ابنتى التى انهت تعليمها فى الثانوية الفنية، وقمت بتزويجها لابن الحلال لكن لم يرزقهما الله بالأبناء بعد زواج عمره 3 سنوات، لذلك جئت اتبارك بضريح السيدة زينب أملا فى أن يتحقق حلم ابنتى بعدما باتت حياتها الزوجية مهددة بالانهيار".
أما "نجاة" التى حرصت أن تأتى من مركز نصر النوبة بحثا عن كرامات السيدة زينب، تروى قائلة: "تزوجت منذ عدة سنوات وزوجى رجلا كريما طيبا لكن حياتى تحولت إلى جحيم بعدما حرمت من نعمة الإنجاب، وبعد أن ضاق بى كل السبل جئت للدعاء من أجل الذرية الصالحة، وأن يعوضنى الله بابناء بعد حرمان دام لسنوات، ولم تكتف"نجاة" بالدعاء فقط بل حرصت على تقديم الحلوى للزائرين طالبة منهم الدعاء لها بالإنجاب".
محافظة الإسكندرية
وفى الوجه البحرى وتحديدًا الإسكندرية، نجد أن هناك أحلام وأمنيات كثيرة، تناثرت داخل بئر مسعود، الذى كان يأتى إليه الكثيرون يطلبون أمنياتهم، وينتظرون تحقيقها، فور إلقاءهم العملة المعدنية التى يوشوشون فيها حكاياتهم، حيث توجد أساطير تزعم أن البئر قادر على تحقيق أحلام الكثيرين وخاصة التى ترغب فى الحمل والإنجاب.
ويقع بئر مسعود فى منطقة سيدى بشر، شرقى الإسكندرية، وهى بئر محاطة بصخور أثرية وتاريخية، وتم تطويره العام الماضى.
وقال عيسوى فراج عبد العال، يعمل غطاس بمحافظة الإسكندرية: "أعمل هنا منذ سنوات طوال، وكنت أتابع السيدات والرجال، يأتون إلى البئر متعلقين بحبل أخير لتحقيق آمانيهم، فسيدة كانت تتمنى الإنجاب، وندرت للبئر أن تملأه بالخبز إذا أنجبت، وبالفعل حين علمت بحملها، عادت مرة أخرى، وملأت البئر خبزًا".
وعن حكاية بئر مسعود يقول عيسوى، الحكايات كثيرة عن البئر، الحكاية الأولى تقول إن أحد الأطفال اسمه مسعود كانت تعذبه زوجه أبيه، فهرب من المنزل، ونام بجوار البئر، واكتشفه الأهالى متوفيًا فى الصباح، فسمى البئر باسمه، أما الحكاية الثانية، فتقول أن شيخ كان يعتبره الأهالى من أولياء الله الصالحين، عاش فى المنطقة منذ أكثر من 100 سنة، وكان يأتى إلى البئر للتأمل وقراءة القرآن ومات بالقرب منه، فأصبح البئر باسمه.
ومن جانبه، قال الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء، بمشيحة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، فى تصريح خالص لـ"اليوم السابع": "كل هذه الأمور والأفعال هى أباطيل وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان والدليل على ذلك، أن الخالق هو الله وقال تعالى فى القران الكريم " لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض يَخْلُقُ مَا يَشَاءُۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ أنه عَلِيمٌ قَدِيرٌ"؛ إذن فالأمور واضحة أما أن يلد إناث أو ذكور، أولا يعطيه الله خلفه".
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: "نفترض أن الزوجين تأخروا فى الإنجاب لسنة أو لسنتين أو أكثر فيجب عليهم أن يسألوا أهل الذكر، وأهل الذكر هنا هما الأطباء، لا أن يلجأ إلى الدجالين أو المخربين أو المشعوذين أو تجار الدين، فعليهم أن يسألوا أهل الذكر الأطباء الذكور والإناث؛ فتذهب المرأة إلى طبيب أو طبيبة متخصصة فى أمراض النساء ويذهب الرجل إلى طبيب متخصص فى أمراض الذكور لتتّضح الصورة لهم هل يوجد معوقات تتسبب فى عدم الإنجاب".
واستطرد الدكتور محمود مهنى، قائلا: "لكنى أقول فى الأول والأخر الأمر متوقف على إرادة الله عز وجل، وليس الذهاب إلى الدجالين والمخربين أو فعل عادات ما أنزل الله بها من سلطان، فقلد قال الرسول الكريم "ص" فى الحديث الشريف "من أتى عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " ومن أتى عرفا فسأله عن شيء ولم يصدقه فلن تقبل له صلاة أربعين ليلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة