أصدرت الحكومة البريطانية وثائق تنصح الرأى العام والشركات بقبول خطة البريكست وتوقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبى، وتحذر من الخروج بدون اتفاق مسبق مع بروكسل.. لكن ما هى هذه الوثائق وكيف ستؤثر على الحياة فى بريطانيا.
بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى مارس المقبل بدون اتفاق حول شكل العلاقات، ربما لا تضطر معه بريطانيا لدفع تعويضات تقدر بـ39 مليار جنيه استرلينى، وهو ما قالته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أمام مجلس العموم يوم الأربعاء.
بينما فى الوقت نفسه قال أليكس باركر رئيس مكتب "فاينانشال تايمز" فى بروكسل إن تيريزا ماى أقرت مبدئيا لأوروبا بأن بريطانيا ستدفع أموال تعويضات لكن لم تحدد المبلغ والأكثر من هذا فإن المفاوضات البريطانية تسير على نحو "نحن ندين لكم بمبلغ معين ولكن سندفعه بأقساط على مواعيد لا تتوافق مع مواعيد وضع ميزانية الاتحاد الأوروبى".. وهذا بالمقابل سيسبب ازعاجا لأوروبا وحسب.
على المستوى الشعب نفسه فإن حركة السفر والتنقل ستواجه صعوبات فى حال الخروج بدون اتفاق.. حيث سيتم إلغاء رخصة القيادة الأوروبية للبريطانيين وتتحول رخص القيادة لرخص محلية.. ومن ينتقل لبريطانيا من أوروبا عليه الخضوع لامتحان قيادة السيارات أيضا.. بينما البريطانيين الذين يريدون قيادة سيارة فى أوروبا عليهم دفع 5.50 يورو لشراء الرخصة الأوروبية.
وبحسب BBC فإن الاتحاد الاوروبى جعل فواتير المكالمات الهاتفية داخل دول الاتحاد بنفس أسعار المكالمات المحلية، ولكن فى حالة بريطانيا قد لا يكون الحظ مستمرا حيث قد يتم التعامل مع شركات الاتصال البريطانية كشركات أجنبية وبأسعار المكالمات الدولية، هذا سيشكل صعوبات على من يحاولون الاتصال الهاتفى من وإلى بريطانيا.
جواز السفر الأزرق
جواز السفر الأزرق
أما المشكلة الكبرى فهى جواز السفر الأزرق، حيث إن بريطانيا ستعود لاستخدامه بدلا من الباسبور الأوروبى الأحمر، ولكن الأزمة هنا أن أعداد جواز السفر الأزرق لن تكون كاملة الإصدار بحلول مارس 2019 وبدون ترتيب مسبق مع الاتحاد الأوروبى سيجد البريطانيون صعوبة وتأخير فى السفر لحين صدور جوازات السفر الزرقاء بحسب صحيفة "التليجراف".
أساليب تخويف
على نحو أخر تلقى مؤيدى البريكست وبالتحديد مؤيدى الخروج بدون اتفاق، إصدار الحكومة للأوراق بالرفض حيث اعتبروها تكتيك من أساليب التخويف تتبعه الحكومة البريطانية لحشد الرأى العام للموافقة على خطتها الخاصة بالاتفاق مع أوروبا، والتى فى نظر الكثيرين ستجعل بريطانيا مجبرة على اتباع القواعد الأوروبية فى كثير من الأمور دون تحقيق بريكست حقا.
حيث قال البعض على مواقع التواصل الاجتماعى إن البريطانيين يقودون سياراتهم فى أمريكا برخصة بريطانية.. فلماذا لا يتم نفس الشئ مع أوروبا بدون تخويف للناس.
رخصة القيادة البريطانية سارية فى أمريكا
وفى نفس الوقت تجدر الإشارة إلى أن مصطلح no deal brexit papers أو "وثائق البريكست بدون صفقة" كان تم استخدامه مرتين من قبل هذا العام الأولى فى أبريل والثانية فى أغسطس.. وكل مرة تتغير بعض التفاصيل لكن المضمون على "الجارديان" و"ديلى ميل" و"سكاى نيوز" يظل نفس الشئ وهو اقناع الرأى العام البريطانى بقبول خطة تيريزا ماى للبريكست بغض عن الاعتراضات.
والمثير أنه فى المرتين السابقتين كان يتم نشر "النصائح" فى توقيت أزمات سياسية.. ففى أبريل كانت أزمة تسميم الجاسوس الروسى سكريبال فى أوجها وكانت تيريزا ماى حشد الرأى العام فى صفها.
Are the British really this stupid?
— Brexit Bin 🇪🇺 🇬🇧 #FBPE (@BrexitBin) September 14, 2018
Polling released on Thursday said that 53% of the British public think a #NoDealBrexit is more likely, but only 43% think there will be substantial disruption because of it. pic.twitter.com/3wI7elUn2C
وفى أغسطس الماضى كان الخلاف لا يزال مشتعلا فى الأوساط السياسية البريطانية بسبب خطة تشيكرز واستقالة بوريس جونسون من منصب وزير الخارجية وسط تهديدات بوجود تحالف يتزعمه للإطاحة بتيريزا ماى.
أما اليوم فإن الأوراق الخاصة بعد يوم واحد من نشر BBC تقرير عن 50 عضوا من حزب المحافظين عقدوا اجتماعا مساء الثلاثاء الماضى وتناقشوا حول مستقبل ماى فى منصبها وكيف سيتم إخراجها منه.
علما بأن لوائح حزب المحافظين الذى تنتمى له ماى تقتضى بإجراء انتخابات على زعامة الحزب وبالتالى الحكومة فى حال مطالبة 15% من النواب من الحزب بالتصويت على سحب الثقة.
بوريس جونسون - تيريزا ماى
وأدانت مجموعة البحوث الأوروبية خطط ماى لإبقاء بريطانيا فى منطقة تجارة حرة للسلع مع الاتحاد الأوروبى بعد أن تترك التكتل فى مارس، لكن المجموعة واجهت انتقادات لأنها لم تقدم بديلا تفصيليا.
فى نفس الوقت كان وزير الخارجية السابق بوريس جونسون زعيم الجناح المعارض لماى يصف خطتها بأنها "سترة ناسفة" وضعتها ماى حول بريطانيا وتركت زر التفجير فى يد بروكسل.. وهو ما يعنى أن تيريزا ماى فشلت فى احتواء المعارضة داخل حزبها على عكس ما كانت تدعى وسائل الإعلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة