يبدو أن الموساد الإسرائيلي يعانى من صفعة قوية جداً سببها لهم الدكتور "أشرف مروان" المستشار السياسي والأمنى للرئيس الراحل أنور السادات، فى مغامراته التى خاضها لإغفال العدو الإسرائيلي فى فترة حرب أكتوبر المجيدة بتوجيهات من "السادات" شخصياً. لجأ على اثرها الموساد بعد مرور أكثر من 44 عاماً على الحرب التى اكتسح فيها الجيش المصري العدو الصهيونى في أكتوبر 1973، لإنتاج فيلم تحت اسم "The angel – الملاك" المقتبس من الرواية الخيالية للكاتب الاسرائيلي أوري بار جوزيف.
الفيلم المقرر عرضه فى 14 سبتمبر القادم على شبكة قنوات نتفليكس التلفزيونية، من المقرر أن يناقش قصة حياة الدكتور أشرف مروان، كونه عميل مزدوج ساعد الإسرائيليين فى حربهم ضد مصر، وإنقاذهم فى الوقت الأخير من أفخاخ الرئيس الراحل "السادات" على حد وصفهم.
استناداً على المقال الذى كتبه الكولونيل الاسرائيلي المتقاعد شمعون منديس، بتاريخ 29 أكتوبر 2012، والذى حمل عنوان "الخداع المصري المتطور سبق حرب يوم الغفران"، فإن الرواية التى يسردها فيلم the angel، ما زالت تحت تأثير الصدمة التى تعرض لها الموساد والتى لم يعترف بها حتى الآن، بالرغم من مرور أكثر من 44 عاماً عليها.
يسرد منديس فى مقاله، ثلاث خدع استراتيجية نجح فى اعدادها السادات وتنفيذها "أشرف مروان"، الأولى كانت ايهام الإسرائيليين بعدم جاهزية القوات المصرية قبل الحرب، والثانية بدأت قبل الحرب بأيام فى لندن باجتماع بين "أشرف مروان" و زفي زامير "رئيس الموساد انذاك" بناءً على توجيهات من السادات شخصياً، والتى أخبره فيها مروان بنيه السادات بشن الحرب غداً من أجل فهم الخطوة المصرية، لوضع القيادة الإسرائيلية تحت الضغط والذعر كى تهرول اسرائيل لبدء الاعتداء والحرب لأظهارهم امام العالم فى وضع المعتدين مع جاهزية القوات المصرية بشكل تام ويقظ للتصدي للضربة.
وفي مقابلة مع صحيفة معاريف، 23 سبتمبر 2011 ، استند اليها الكولونيول منديس فى مقاله، قال فيها زفي زامير عوفر شيلح أنه في 12 أكتوبر 1973 ، أرسل أشرف مروان رسالة تحذيرية من القاهرة، وحذره من أن احدى الفرق المصرية سوف تحقق تراجع في شبه جزيرة سيناء.
هذا التصريح الذى اثار تساؤلاً خطيرًا، وهو إذا كان أشرف مروان يمكنه الاتصال بالموساد في خضم الحرب من القاهرة، فلماذا اضطر إلى سحب زفي زامير إلى لندن عشية الحرب، بدلاً من تحذيره بالهاتف؟ صحيح أن مروان اتصل بالموساد وحذرهم من المعركة القادمة، لكن كان صوت أشرف، لكن العقل كان السادات.
غلاف الرواية
بالفعل هذه المعلومة كانت هى الخدعة الإستراتيجية الثالثة التى أعدها الرئيس الراحل انور السادات ونفذها "أشرف مروان"، فتراجع الفرقة المصرية فى سيناء كانت معلومة صحيحة تماماً باح بها السادات لمروان لكسب بعض الثقة من الجانب الاسرائيلي وللاطمئنان من ناحية "مروان"، فتراجع الفرقة كان شيء ضروري لكسب المعركة هناك، والتى نجحت بشكل كبير بكسب الثقة من الجانب الاسرائيلي والتى على اثرها منح زافى 100 ألف دولار مكافأة لمروان بعد انتهاء الحرب بحسب منديس فى مقاله.
أشرف مروان الذى لقى مصرعه فى ظروف غامضة عام 2007 فى لندن، من المقرر ان يجسد شخصيته المحرفة الممثل الهولندى من أصول تونسية مروان كنزارى، على أن يطرح الفيلم فى 14 سبتمبر القادم على شبكة قنوات نتفليكس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة