أكد أحمد على عبيد، مدير المركز الصحفى للمراسلين الأجانب بأسوان، أن الوفود الإعلامية الأجنبية والتى تنتج أعمالا وثائقية عن مصر زادت بمعدلات كبيرة وصلت لـ30 وفدا مقارنة بالأعوام السابقة، خاصة بعد فتح المواقع الأثرية المكتشفة حديثا أمام وفود التصوير، بجانب توثيق الاكتشافات الأثرية الجديدة بالأفلام الوثائقية والبرامج والحلقات التاريخية التى تجسد التاريخ المصرى القديم وتنقله وسائل الإعلام الأجنبية لمختلف دول العالم.
وفى هذا الصدد التقى "اليوم السابع" مدير المركز الصحفى للمراسلين الأجانب بمحافظة أسوان، والتابع للهيئة العامة للاستعلامات، للحديث حول أهمية هذه الوفود الأجنبية التى تسلط الضوء عن مصر وتنقل صورة دعائية تخدم السياحة المصرية.
ما هو المركز الصحفى للمراسلين الأجانب وما هى طبيعة عمله ؟
المركز الصحفى للمراسلين الأجانب يتبع الهيئة العامة للاستعلامات ومقره الرئيسى فى مبنى التليفزيون ماسبيرو بالقاهرة، ويفرع فى المحافظات بالمدن السياحية مثل الأقصر وأسوان وأبوسمبل والغردقة والقاهرة والإسكندرية، ويختص المركز الصحفى استخراج التصاريح العمل الخاصة بالمراسلين الأجانب سواء الوافدين أو المقيمين، بجانب دوره فى تنظيم مؤتمرات محلية ودولية داخل مصر ويشارك فى المؤتمرات الرئاسية.
وكيف تبدأ مهمة عملك مع الوفود الإعلامية الأجنبية ؟
يبدأ عملى بوصول فاكس من المركز الصحفى بالقاهرة، ويخطرنى فيه بوصول فريق من قناة أجنبية فى الغالب تكون جنسيتها فرنسية أو إنجليزية أو أمريكية أو غير ذلك، ويكون هذا الفريق قد انتهى من استخراج التصاريح والموافقات الأمنية والمعنية، وابدأ عملى بالتنسيق مع الجهات المختصة والمعنية فى محافظة أسوان للبدء فى مهمة التصوير، والإشراف على التصوير والترجمة.
وهل الوفود الإعلامية تكون مرتبطة ببرنامج محدد للتصوير ؟
فى الغالب يكون هناك برنامج تصوير محدد بمواعيد الوصول والمغادرة وخلال العمل، وهذا التنسيق يفيد لتجنب الوقوع فى المشاكل أثناء التصوير، وأحيانا يكون هناك مرافق مصرى للوفد "فيكسر" لتنظيم عمل الوفد، ولكن الغالبية يأتى الوفد بدون مرافق مصرى وفى هذه الحالة أتعامل مباشرة مع المصور أو المخرج عن طريق التحدث بلغاتهم لترتيب وإنهاء كافة إجراءات العمل.
ومن يكون المسئول عن اختيار مواقع وأماكن التصوير ؟
تقع مسئولية اختيار الأماكن على عاتقى، ففريق العمل يبدى رغبته فى تصوير مشاهد بنهر النيل مثلا، ويكون على اختيار مواقع معينة فى النيل للتصوير فيها بحيث تساهم هذه المواقع من النيل فى إخراج صورة طبيعية جمالية عالية وذو قيمة حضارية وتاريخية عن مصر، وأحيانا يكون جزء من التصوير فى مدينة أسوان ويستكمل باقى الحلقات فى المدن الأخرى، وأحيانا أخرى يكون الفيلم عن أسوان فقط مثل ما قام به أحد المخرجين الفرنسيين من تصوير حلقات عن إنقاذ المعابد الفرعونية فى منطقة أسوان وما قامت به هيئة اليونسكو من جهود فى ذلك المجال، وأيضاً ما قامت به القناة الخامسة الفرنسية من عمل خاص بسوق أسوان السياحى والتجارى.
وهل زادت معدلات الوفود الإعلامية الأجنبية فى مصر خلال العام الحالى أم انخفضت ؟
العام الحالى شهد طفرة فى حضور المزيد من الوفود الأجنبية تمثلت فى الإنجليز والفرنسيين والسويسريين والروس والإيطاليين وغيرهم، وأعداد الوفود الأجنبية خلال العام الحالى من يناير حتى نهاية الموسم السياحى وصل لنحو 30 وفداً سياحيا، بواقع 3 وفود أسبوعيا، وهذه القنوات إما تأتى مباشرة أو تكون شركة إنتاج مكلفة من قبل القنوات الخارجية مثل القناة الرابعة الإنجليزية.
وما هو السبب فى هذه الزيادة ؟
خلال العام الحالى كان أكثر الأعوام زيارة للوفود، نظرا لأن لقرار وزارة الآثار بمنع التصوير فى المناطق الأثرية المكتشفة حديثا، ولكن خلال العام الحالى سمحت بالتصوير أمام البعثات والقنوات الأجنبية مما ساهم فى زيادة أعداد الوفود الأجنبية فى الحضور ورصد الاكتشافات الحالية.
وما هى أبرز الاكتشافات الحديثة التى تم رصدها فى أسوان ؟
أكتر ما يركز عليه الوفد الإعلامى خلال التصوير داخل أسوان، هو المعالم السياحية، ومؤخراً خلال الموسم السياحى المنقضى كان التركيز على الحفريات البعثات الأجنبية والاكتشافات الهامة التى توصلت إليها حديثاً، وخلال الفترة الماضية من العام الحالى كان هناك وفد تصوير بريطانى يسلط الضوء عن أعمال البعثة الأسبانية بعد اكتشاف المومياء المصابة بالسرطان وعمل فحوص لها وكانت تضم 6 مومياوات بينهم طفل، وتناول التصوير نقل المومياوات إلى مستشفى أسوان الجامعى لإجراء مسح طبى لها.
وماذا عن مواقع التصوير الأخرى ؟
كان التركيز لغالبية الوفود الإعلامية الأجنبية حول البعثات والاكتشافات الحديثة خلال العام الحالى، ولكن تشمل أعمال التصوير أيضا المزارات السياحية الحالية بصفة عامة من معابد أثرية ومواقع سياحية، بجانب رصد لحركة المحليات متمثلة فى سوق أسوان كمقصد سياحى اجتماعى، بجانب أسواق الجمال بمدينة دراو والقادمة من السودان، وأيضا رصد الحالة الاجتماعية فى مصر وصعيدها مثلما قامت به فتاتان من الصحافة الإيطالية من عمل تقرير عن عادات وتقاليد المرأة فى النوبة، مما يزيد من المسئولية فى نقل صورة طيبة عن أهل المكان.
وهل هناك عوائق تواجه فريق التصوير أثناء العمل ؟
المركز الصحفى مهمته تسهيل كافة الإجراءات للوفود الأجنبية القادمة وتذليل العقبات بالتعاون مع جهات أخرى، وخلال العام الحالى فرضت وزارة الآثار رسوم إضافية عالية على التصوير فى المواقع الأثرية بعد أن كانت بواقع 1600 جنيها مصريا فى العام الماضى للتصوير فى المعبد الواحد أو الموقع الأثرى الواحد، إلا أن العام الحالى شهد رفع قيمة هذه الرسوم إلى 5 آلاف جنيها، وليس كل البعثات تستطيع دفع هذه الرسوم، فتقابلت مع أحد المخرجين الفرنسيين الذى لديه أفكار جيدة للدعاية عن مصر، وأنتج فيلما عن المسلة الناقصة ورمسيس الثانى ولكن لم يكن لديه إمكانيات مادية لمواصلة العمل وحاول مخاطبة بعض الجهات لمساعدته فى عمل أفلام أخرى أو استكمال الفيلم الذى يصور عنه، ولو كان هناك بعض التسهيلات فى تنويع التصوير سيضفى على الفيلم المصور نوعا من الجمال وسيصب ذلك فى المصلحة العامة للدعاية عن مصر، ولكن بعض طاقم التصوير قد يكتفى بالتصوير فى معبد وحيد نظراً لارتفاع التكلفة وتقييد فرق العمل، والوفد الأجنبى يتحمل تكاليف السفر والطيران والإقامة وتصوير فى الأماكن غير المفتوحة للزيارة وتبلغ قيمتها 10 آلاف جنيها تقريبا فى اليوم الواحد وبالتالى لابد من أن ينهى أعمال التصوير فى نفس اليوم، وهذه المعوقات المالية على بعض وفود التصوير تحتاج إلى تسهيلات من وزارة الآثار، لأن هناك بعض شركات الإنتاج لديها الإمكانيات المادية التى تساعدها فى الإنفاق على الأعمال وهناك بعضهم فقير، ومن الممكن أن تنظر الآثار فى المردود الإيجابى ونوعية العمل وبناء عليه يتم حساب التكلفة على الوفد.
وكيف يواجه الوفد الإعلامى تعقيدات "الروتين" أثناء تأدية عمله فى مصر ؟
من العوائق التى تواجه الوفود الأجنبية أثناء التصوير هو الاصطدام بالروتين، وأحيانا هناك تأخير فى وصول الموافقات الخاصة بتصاريح بعمل الوفود، والوفود تعبر عن ذلك من خلال الحديث والمطالبات بمزيد من التسهيلات لهم أثناء العمل.
وهل تحقق هذه البرامج والأفلام المنتجة المردود الإيجابى للسياحة فى مصر ؟
بالنظر فى المردود الإيجابى لهذه الأفلام والحلقات والبرامج الدعائية عن مصر، سنرى أن لدينا فى مصر قصور فى التسويق الخارجى عن بلادنا، ولكن تساعد هذه المنتجات الدعائية فى التسويق الجيد والمجانى لمصر، وأتمنى من الجهات المعنية النظر بتمعن فى هذا القرار وتبنى أفكار للمخرجين وطاقم المصورين للأفلام الدعائية عن مصر.وردود أفعال الوفود خلال العام الحالى ظهرت من خلال زيادة الإقبال السياحى وتوافد عدد كبير من الأجانب وارتفاع نسب الإشغال السياحى، وهناك أصدقائى أجانب تحدثوا معى بعد سفرهم بخصوص هذه الدعاية والأفلام التى تم تصويرها وشعورهم بالحنين لهذه المناطق، وهذه الأفلام التى يشاهدها الجمهور الأجنبى فى الخارج يتحدث بأن هذه الأماكن التى تظهر فى الفيلم يوجد فيها أمن وأمان غير الصورة التى تنقل لهم بالحديث والأخبار الكاذبة عن مصر.
من هم أكثر الجنسيات حضوراً إلى التصوير فى مصر ؟
يعد أكثر جنسيات الوفود حضورا إلى مصر وأسوان تحديدا هم وفود التصوير الإنجليزية التليفزيون البريطانى مثلا، وهناك وفد إيطالى سألنى عن قرية السماحة التى سلط "اليوم السابع" الضوء عنها، والوفود الأجنبية تؤكد أن مصر تحتاج مزيد من الأفلام الوثاقئية عن مصر وحضارتها التاريخية القديمة نظرا لأنها غنية بالتاريخ والأسرار غير المكتشفة بعد وبالتالى فإن هذا الموضوع يحتاج إلى صبر ودعاية أكبر وإنفاق أكبر وتشجيع البعثات الأجنبية التى تنقب عن الآثار وعقد دورات تدريبية للأثريين المصريين لأن مستواهم يحتاج إلى رفع كفاءة عالية.
وهل هناك مضايقات يعلق عليها الوفد الأجنبى خلال فترة عمله ؟
جميع الوفود الأجنبية تعشق مصر وحضارتها التاريخية الممتدة لنحو من 7 آلاف، ولكن مشاهد القمامة وطفح الصرف الصحى كلها تعد من ثقافة المجتمع التى تضيع إحساس الوفود بعظمة وروح المكان، ورغم أن الشعب المصرى أصحاب حضارة 7 آلاف سنة، وبالتالى علينا أن نرتقى بهذه الحضارة العظيمة والثقافة الممتدة لآلاف السنين.
وماذا عن الانطباعات الإيجابية للوفود عن المكان وأهله خلال التصوير ؟
انطباعات الوفود الأجنبية عن المصريين فى غالبها إيجابية نظراً لما رصدوه من كونهم شعب مضياف وكريم وخاصة فى الصعيد وهو ما يعكس انطباع جيد عن مصر عامة، وعلى سبيل المثال أثناء جولة الوفد الروسى فى شوارع أسوان بدأ الناس بتحيتهم بكلمات روسية نظراً لوجود علاقة ممتدة لتاريخ بناء السد العالى وإقامة عدد كبير من الخبراء والمهندسين الروس فى أسوان واختلاطهم بالمصريين ، وأيضاً ما قام به بعض الشباب المصرى فى مدينة الغردقة والحديث مع الوفود الروس عن عودة السياحة الروسية بعد فترة من الانقطاع.
وكيف يطور المركز الصحفى من عمله لمساعدة الوفود الأجنبية فى نقل صورة جيدة عن مصر ؟
كلنا نعمل فى ظروف قاسية بوجود نقص الإمكانيات ونحاول التغلب عليها بحب العمل وبالجهود الذاتية وفى نفس الوقت نحاول لأننا نعمل من أجل مصر فى الصالح العام، وعلى المستوى الشخصى أحاول أن أطور من نفسى وأتعلم لغات أجنبية إضافية بعد إجادتى للفرنساوى والإنجليزى وبعض الألمانى، وهذا من حب ثقافتى للآخرين لنوع من التبادل الثقافى والفكرى والتعامل معهم، وعلينا أن ننظر إلى تقدم هؤلاء ونحاول نطبق ما فعلوه ونحاول أن نطور من أنفسنا حتى على المستوى الأخلاقى هم سبقونا رغم تمسكنا بالدين أكثر منهم.
وهل هناك ملاحظات أبداها أعضاء الوفود خلال عملهم بمصر ؟
هناك أحد الوفود سألنى عن وجود جدارية تذكارية أو لوحة شرف للمشاركين فى بناء السد العالى، وخاصة من المتوفيين، وكانت هذه فكرة جيدة ندعو المسئولين فى أسوان وعن السد العالى لعملها تخليداً لذكراهم.كما أن الهيئة العامة للاستعلامات أنتجت فيلماً يذاع بقاعة كبار الزوار بالسد العالى بعنوان "أربعة أيام مجيدة" يتحدث فيه عن مراحل بناء السد العالى وافتتاحه، فوجه أحدهم سؤالاً عن عدم وجود ترجمة لهذا الفيلم ومشاهده النادرة للغات أجنبية أخرى.
هل تشعر بأنك تؤدى رسالة مفادها خدمة الدعاية السياحية لمصر ؟
سعيد بعملى فى هذه المهمة، ومعظم الوفود الأجنبية على اختلاف ثقافاتها ترسل لى شكر بعد عودتها لبلادها بعدما شعرت بانطباع جيد وحسن استقبال ومعاملة، فالمعاملة تعكس انطباع جيد للبلد من خلال تعاملات البشر، فالأجانب تحب العمل وهذا يصب فى مصلحة السياحة فى مصر، لأن هناك شريحة كبيرة من العمالة تعمل فى المدن السياحية تحتاج إلى وجود أجانب وتساهم فى رفع الاقتصاد المصرى، وأتمنى الاهتمام بالمراكز الصحفية الموجودة وتطويرها والأدوات المستخدمة وتكون مواكبة للعصر، تدريب العنصر البشرى ووجود انترنت وغير ذلك.
أثناء الحديث لليوم السابع
أعضاء الوفد التليفزيونى أثناء تصوير الفيلم
جانب من التصوير
جانب من الحوار الصحفى
مدير المركز الصحفى خلال اللقاء
وفد تليفزيون أمريكى
وفد من التليفزيون التايوانى
وفد من التليفزيون الفرنسى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة