"الحقونا موتها.. موتها خلاص".. كانت هذه الكلمات سببا فى هرولة أهالى شارع العروبة المتفرع من شارع الحرية، نحو العقار رقم 4، تلبية لاستغاثة فتاة من شرفة منزلها ويداها ملطختان بالدماء، لاكتشاف جريمة بشعة ارتكبها أب فى العقد السابع من العمر، حيث تجرد من كل المشاعر الإنسانية وطعن ابنته عدة طعنات أودت بحياتها، وأصاب زوجته بطعنة أخرى، بسبب رفض الأولى إقراضه مبلغ 200 جنيه.
اثار الدماء بموقع الحادث
وانتقل "اليوم السابع" إلى مكان الجريمة، للاستماع إلى شهود العيان على الواقعة، ففى البداية أكد محمود عبد النبى، مقيم فى العمارة المقابلة لمنزل الضحية، على أنه كان يقف فى شرفة منزله وسمع صوت استغاثة فنزل مسرعا وصعد إلى الشقة التى صدر منها الاستغاثة فوجد سيدة ووالدتها غارقتان فى الدماء فحمل الابنة واستقل توك توك بصحبة والدتها، ثم سيارة إسعاف من أمام قسم شرطة مصر القديمة، وتم نقلها إلى مستشفى القصر العينى، وتوفيت هناك.
وأضاف عبد النبى، أن الفتاة كانت مصابة بعدة طعنات إحداها فى منطقة الصدر، وطوال الطريق كانت على قيد الحياة وتردد كلمات مبهمة من بينها: "أنا هموت يا أمى" وكانت والدتها المصابة أيضا تواسيها وتحاول تهدئتها.
والتقط حسنى عبد المحسن، صاحب مخزن فراشة بجوار المنزل، طرف الحديث مضيفا أنه قبل اكتشاف الجريمة بدقائق سمعوا صوت صراخ وحينما أرادوا التحقق علموا أن أحد السكان يضرب زوجته فانسحبوا قبل أن يصعدوا السلم، قائلا:"اعتقدنا أنها خلافات زوجية ففضلنا عدم التدخل، ولكن بعدها بدقائق خرجت ابنة الضحية وهى فتاة صغيرة تصرخ من البلكونة ويداها ملطختان بالدماء وتقول قتلها قتلها قتل أمى، فهرولت أنا وبعض الأهالى نحو المنزل".
الدماء على أرضية الحادث
وتابع عبد المحسن: "أثناء صعودنا لسلالم العمارة وجدنا شخص يخرج من العمارة، ولكن أحد الأهالى تعرف عليه وجرى وراءه البعض وأمسكوا به، وكان يبرر جريمته بتأكيده أنه طلقها وأنهم مدينين له بملغ مالى 1500 جنيه وسخان وسجادتين".
الشارع الذى شهد الجريمة
بينما أضاف عمرو، صاحب ورشة نجارة بجوار المنزل، أن المتهم وأسرته سكنوا فى المنطقة منذ حوالى 6 أشهر، لذلك ليسوا معروفين لدى الجميع، ولكننا نعلم أنه يقيم فى الشقة بصحبة زوجته وأبنائه ومن بينهم الابنة الضحية والتى تبلغ من العمر حوالى 40 عاما وهى مطلقة وتعمل فى "كوافير" ولديها أبناء يقيمون معهم فى نفس الشقة بينهم شاب يعمل بائع عرقسوس وفتاة تعمل فى مصنع ملابس".
فيما قال طارق الدرديرى، أحد أهالى المنطقة، إن المتهم حاول الهروب ولكننا أمسكنا به وأدخلناه إحدى الورش، وكان يصرخ ويقول إنه متجه إلى القسم لتسليم نفسه، فقلنا له سنطلب نحن الشرطة، وظل يردد كلام مثل: " انتوا مش عارفين حاجة"، مشيرًا إلى أن المتهم يعمل سائق ميكروباص ولا يحتك بأحد فى الشارع.
وكان ضباط مباحث قسم شرطة دار السلام، تلقوا إشارة من مستشفى القصر العينى، تفيد استقبالها "ح.ا" 41 سنة، ربة منزل، توفيت أثر إصابتها بجرح طعنى نافذ بالصدر من الجهة اليسرى.
ومن خلال الفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين والد المتوفاة "أ.م" 67 سنة، بالمعاش وبين زوجته "والدة المتوفاة" "ر.د" 61 سنة، ربة منزل، بسبب مطالبته لها إقراضه مبلغ مالي 200 جنيه إلا أنها رفضت ذلك، مما أثار حفيظته فأحضر سلاح أبيض "سكين" من المطبخ وتعدى عليها بالضرب محدثاً إصابتها "بجرح بالفخذ الأيمن من الخلف"، ولدى تدخل نجلتهما المجنى عليها للفض بينهما قام المتهم بالتعدى عليها باستخدام السلاح الأبيض محدثاً إصابتها التى أودت بحياتها.
وبسؤال والدة المجنى عليها "زوجة المتهم" أيدت ما جاء بالفحص، فتم ضبط المتهم وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق، والتى أمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
الموقع الذى شهد الجريمة
محرر اليوم السابع مع الشهود
محرر اليوم السابع يرصد روايات الأهالى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة