بنت الجنوب عاشت 16 عاما فى دوامته ونجحت فى شراء حريتها وتحقيق حلمها بالدراسة فى كلية الحقوق
صراخ ترتفع حدته إلى التراشق بالكلمات الجارحة بعد إصرار الزوج على سلب الزوجة راتبها ليضيعه على أصدقائه، بكاء الزوجة لم يهدأ منذ بداية الشجار ظنا منها أنها تستطيع تغيير رأيه، تسكتها صفعة من يده، لتصمت وتطلب الطلاق قبل مغادرته باب المنزل.
حكاية الزوجة "بسنت" الثلاثينية ليست الحكاية الوحيدة بـ2018 فيوجد غيرها آلاف الزوجات لذن بأبواب محكمة الأسرة هربا من جحيم العنف الأسرى وبعدها مدوا يد المساعدة لغيرهن وحققن العديد من النجاحات.
وأضافت بسنت بعد حصولها على الطلاق فى شهر يناير الماضى من محكمة الأسرة بزنانيرى: " الخلاف المستمر بيننا طوال 5 سنوات هو بسبب عدم تحمله المسئولية وإنفاقه أمواله وأموالى فى أشياء تافه دون أى تفكير فى المستقبل وترك المنزل والمكوث فى الكافيهات وكأنه لم يتزوج مما يجعله يعنفنى وطفلتى الصغيرة ويؤرق حياتى الزوجية ويدفعه لضربى بل للتهديد بزواجه أخرى".
وأكدت الزوجة أنها تحرر من العنف الأسرى وأقدمت على تغير وظيفتها بعد أن استقالت من الشركة التى تعمل بها وبدأت مشروعها على صفحات التواصل الاجتماعى بتصنيع إكسسوارات هاند ميد وبالفعل نجحت وأصبحت تتحصل على أرباح كبيرة ووظفت لديها 5 سيدات من النساء المعنفات العاطلات عن العمل.
ووفق الإحصائيات الرسمية فأن العنف الزوجى يبتلع فى دوامته أكثر من 35% من المصريات المتزوجات تعرضن للضرب من قبل أزواجهن على الأقل مرة واحدة منذ زواجهن، و69.1% من الزوجات يتعرضن للضرب فى حالة رفضهن معاشرة الزوج وإن 69.1% يتم ضربهن فى حالة الرد على الزوج بلهجة لا تعجبه.
وشاركت من جانبها إيمان.ع ا، ابنه سوهاج قصتها لـ"اليوم السابع" بعد حصولها على الطلاق من محكمة الأسرة منذ 4 سنوات بعد تعرضها للضرب الذى كاد أن يفضى إلى موتها لتقول البالغة من العمر 40 عام: تزوجته ورفض أهلى دخولى الجامعة كونه أبن عمى وهو أحق شخص بالزواج منى رغم أنه "لا يفك الخط".
وعشت معه ومع حماتى أصعب أيام كنت آخر ج من المنزل وأنا أصرخ بملابس النوم من كثرة الإيذاء النفسى.
وتابعت:أنجبت منه طفلين عاشوا فى جحيم طوال مدة زواجى التى استمرت 16 عام إلى أن قررت الطلاق ولكنه لم يعتقنى بسهولة من قبضته الحديدة ولكنى كافحت وتحديت أسرتى التى اتهمتنى بالجنون وحصلت على حكم قضائى بالانفصال عنه بعد رؤية مكتب تسوية المنازعات جسدى الذى نحتته الإصابات والآن أكمل جامعتى بعد أن التحقت بكلية الحقوق وأعمل فى شركة وأنفق على أولادى.
وتداخلت فى الحديث هناء.ع.س أبنه المحلة التى هربت من العنف إلى القاهرة وبدأت بمساعدة القانونين فى المجلس القومى للمرأة حياتها وقالت: أنا كل مشكلتى مع زوجى اعتراضه على عملى ونجاحى فكان يغار منى لدرجة دفعته فى آخر خلاف إلى الاعتداء على وحرقى وقص شعرى وتركنى خلفه جثه هامدة ليصطحبنى الجيران للمستشفى ورغم التقارير الطبية تحايل بشهود زور وهرب من العقاب لأقف بعدها سنة و9 شهور أتلقى العلاج بعد هذا الحادث المؤلم وأبحث عن الطلاق حتى وافق بعد أن ابتزنى وتقاضى 20 ألف جنيه مقابله.
وتابعت: تركت المكان الذى عشت فيه حتى لا أتذكر العنف والعذاب الذى رايته طوال 3 سنوات برفقته وانتقلت والتحقت بفرع الشركة فى القاهرة وبدأت حياتى من البداية وأصبحت مدير مساعد بعد عامين من العمل الدءوب.
ووفق لرصد الإحصائيات الرسمية أكدت أن وواحدة من بين كل ثلاث نساء مصريات تعرضت للضرب من قبل زوجها مرة واحدة على الأقل، لتروى "نعمه.م.خ" حكايتها قائلة: عندما تزوجت كنت بين نارين أما الطلاق بعد شهر من الزواج أو أكمال حياتى التعيسة بصحبة زوجى الذى لا يرحم والتعرض يوميا لإهانات وضرب وسب والحرمان على يديه.
وتابعت نعمه: رغم أن سنه يكبرنى وافق أهلى كونى مطلقة حتى يتهربوا من كلام الناس مما جعل زوجى يعايرنى ويكون عقابى شديد لدرجة تصل للضرب حتى الموت تحت يديه ولكن إجبار أهلى جعلنى أعود له مذلولة خاضعة أطلب رضاه.
وقالت الزوجة التى قاست من عنف زوجها: فى آخر خلاف جمعنا أصيب زوجى بالجنون وقام بضربى حتى فقد الوعى عندما علم ولم أستيقظ إلا وأنا فى المستشفى والأطباء يحاولوا إنقاذى بعد أن فقد الجنين وبعدها وقفت على قدمى وحاربت للحصول على الطلاق وبدأت مشروع صغير من منزلى لتصميم الملابس وأصبح الآن بفضل وقوف بعض السيدات التى مررن بنفس المعاناة من العنف الزوجى.
وفى هذا الصدد تقول المحامية الحقوقية مها المصرى أن السيدات التى يمروا بتجربة العنف المنزلى على يد الزوج وفق للدراسات العلمية تتعرض للاكتئاب خمس أضعاف ما تتعرض له النساء الأخريات، كما أن المضروبات والمعتدى عليهن يحتجن إلى علاج بنسبة تعادل خمسة أضعاف ما تحتاج إليه نساء أخريات لا يتعرضن للعنف.
وتابعت المحامية الحقوقية: من خلال عملى فأن الزوجة التى تتعرض للضرب وترغب فى نيل حقها بالقانون عليها أن تقاتل حتى تثبت الضرر وتتغلب على تحايل الأزواج واستغلال ثغرات القانون للهروب من العقوبة واستخدام سلاح الإنفاق على الأبناء لـ"لى" ذراع الزوجات ونحتاج بشكل ملح لتفعيل العقوبات وإيجاد آليات مباشرة لذلك وتغليظ بعضها، وتتراوح مدة الحبس فيها من 6 شهور إلى سنة أو سنتين أو أكثر حسب الضرب الذى تعرضت له والأداة المستخدمة وحجم الضرر الواقع عليها، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية بحد أدنى 200 جنيه، وحقها فى طلب التعويض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة