"فالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ " لقد ذكره الله فى القرأن الكريم، حين خرج سيدنا "يونس" من بطن الحوت وكان سقيم، فكان فى شجرة اليقطين شفاء له من الجروح التى أصابته فى بطن الحوت، واهتمت الدولة بزراعته هذا العام، وأطلقته ضمن حملة قومية وتم زراعته بأربعة محافظات هى "الشرقية والبحيرة والدقهلية والإسماعيلية" للمرة الأولى فى تاريخ تلك المحافظات.
مميزات نبات اليقطين
نبات اليقطين، ينتمى إلى العائلة القرعية، ويشبه نبات الكوسة، وهو من المحاصيل غير التقليدية الواعدة ذات الاستعمالات المتعددة، ويمكن زراعته تحت الظروف غير المناسبة لزراعة باقى محاصيل العائلة القرعية التى ينتمى إليها، ويزرع اليقطين فى أجزاء كثيرة من العالم، كأحد محاصيل الخضر، حيث تستهلك ثماره الخضراء التى تؤكل مطبوخة بعد تقشيرها مثل الكوسة، وتتميز ثماره بالمذاق الجيد، ويمكن أن تستخدم فى الحشو والتخليل وعمل العصائر الطازجة والمعلبة، وبعض الأطباق الحلوة، ويمكن أن تسهم من خلال تصديرها فى زيادة حصيلة الدولة من النقد الأجنبي، كما تستخدم بذوره فى تصنيع الزيت والطحينة، ويزرع من أجل بذوره التى تستخدم فى تصنيع"لب الخشب"، وبالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية لليقطين، فهو ذو أهمية غذائية وطبية فهو من النباتات الغنية بالمواد الغذائية، فهو غنى بفيتامين ب المركب والبكتين، والألياف وبعض المعادن.
ويقول الدكتور"محمود بنداري" بمركز بحوث البساتين، إن اليقطين هو أو القرع هو نبات ينتمى إلى عائلة القرعيات، يشبه الكوسة الخضراء كثمرة، وأنه يزرع لأول مرة بمحافظة الشرقية بصورة رسمية، فى حملة قومية، من الدولة بالتنسيق مع معهد البحوث بالبساتين قسم "خلطية التلقيح" للنهصوض بالمحصول، كمحصول ثمرى وبذري، وذلك فى 4 حقول إرشادية بعدد 4 مراكز بالمحافظة هي"مركز الزقازيق وديرب نجم وبلبيس وكفر صقر".
مدة زرعة "اليقطين" 5 آشهر
وتابع" بنداري" إنه يراعى عند زراعة المحصول اختيار البذرة الجيدة، وزراعته فى الأماكن الواسعة التى تدخلها أشعة الشمس، لأن نبتة اليقطين طويلة جدا وتصل عادة " 20 – 30 قدما" وتحتاج مجالا للنمو والموسم المفضل لزراعة محصول اليقطين، من أواخر شهر مارس حتى 30 أبريل.
وتستغرق مدة زراعته 5 أشهر، ويفضل زراعته فى التربة الصحراوية لكنه محصول مناسب لجميع الأراضي، ويتم جنى المحصول فى نهاية شهر أغسطس، وكما أنه أقل المحاصيل فى استهلاك المياه، وتبلغ تكلفة زراعة الفدان من كافة مراحل الزراعة والجنى 12 ألف جنيه، ويبلغ إجمالى الربح من الفدان 35 ألف جنيه، حيث يتسارع التجار لشرائه من الفلاحين لبيعه لشركات الأدوية.
الفوائد الصحية لـ"اليقطين"
ويستخدم اليقطين فى غذاء الإنسان والماشية، حيث يعد أحد أشهر الأطعمة الغنية ببيتا كلورتين التى تعد من المضادات القوية للأكسدة، والتى تعطى الخضار والفواكه البرتقالية لونها الحيوي، كما يساعد على التقليل من خطر تطور أنواع معينة من السرطان وتأخير الشيخوخة وتوفير الحماية ضد الربو وأمراض القلب وأظهرت الدراسات الطبيبة أن تناول اليقطين يساعد على التقليل من مخاطر السمنة والوقاية من مرض السكر وتعزيز صحة الشعر والبشرة والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم.
وفى الشرقية يقول "السيد خيرى الدين" إخصائى محصول اليقطين بمركز الزقازيق بالشرقية، إن مديرية الزراعة هذا العام، بإشراف المهندس علاء عفيفي، وكيل مديرية الزراعة بالشرقية، اهتمت بزراعة محصول اليقطين على مساحة 70 فدانا بالمحافظة، بعض المساحات زرعت من خلال حقول إرشادية، وأن المحصول له أهمية كبيرة، حيث يستخدم فى صناعة اللب الخشبى الذي يصنع من محصول اليقطين والكيلو منه يصل سعره إلى 92 جنيها لأنه يحتوى على 34% نسبة من الزيت التى تستخدم فى تكسير الكرستول، ويصدر إلى عدد من الدول، وخاصة دول شرق أسيا، كما يعد اليقطين من أقدم النباتات التى زرعت فى العالم، وتم استخدامه منذ 12 ألف سنة.
وأوضح أن زراعة اليقطين، تنجح فى مدى واسع من أنوع الأراضى إلا أن أفضل الأراضى لزراعته هى الأراضى الطمية جيدة الصرف، وتتحمل نباتات اليقطين الملوحة إلى حد ما، فضلا عن كونه محصول صيفى يحتاج لدرجات حرارة معتدلة، ويلزم لزراعة الفدان نحو 25و1 كيلو وربع من التقاوي.
طرق الزراعة وموعد الحصاد
ويبدأ حصاد ثمار اليقطين الخضراء، بعد 60 يوما من الزراعة، عندما تكون قشرة الثمرة لينة وخضراء، وذلك بقطع الثمار بجزء من العنق، بواسطة سكين حاد، ويكون الحصاد كل 3 أو 4 أيام، وعند ترك الثمار للحصول على البذور ينصح بجمع ثمار خضراء مرة واحدة وترك الثمار بعد ذلك حتى تنضج، وتحصد الثمار كاملة النضج عندما تتصلب القشرة الخارجية، وتتلون باللون الأصفر ويخف وزنها، وتستخرج البذور بتهشيم الثمار الجافة وتنشر البذور فوق المناشر، بحيث لا يزيد إرتفاع طبقة التجفيف عن 2-3 سم، ويتم التقليب باستمرار حتى تمام الجفاف، ويبلغ متوسط محصول الثمار الخضراء حوالى 5و8- و5و9 طن /فدان، بمتوسط وزن ثمرة 5-10 كيلو جرام، ويبلغ محصول الفدان نحو 750 كيلو جرام من البذور.
وتابع" السيد "أن المحصول قد يصاب ببعض الآفات والأمراض، وطرق مكافحة الآفات، ينبغى أن تكون حسب توصيات وزارة الزراعة الخاصة بمحاصيل القرعيات، حيث تعد الأمراض الفطرية والفيروسية من أهم المشاكل التى تواجه زراع القرعيات، لذلك من الأهمية تطبيق برنامج وقائى لتفادى الإصابة بالأمراض، من خلال اتباع دورة زراعية طويلة قدر الإمكان واستخدام تقاوى نظيفة ومعاملة البذور بأحد المطهرات الفطرية لمنع انتقال المرض عن طريق البذور، وعدم الزراعة فى أرض غدقة والاعتدال فى الري، وتحسين الصرف، والاهتمام بحرث الأرض وتشميسها قبل الزراعة وذلك للقضاء على مسببات الأمراض الموجودة فى التربة.
يتحمل قلة المياة وارتفاع نسبة الملوحة فى الأرض
وقال الدكتور محمد أبو النصر، الأستاذ بمعهد بحوث البساتين فرع المنصورة، ورئيس الحملة القومية لزراعة اليقطين بشمال الدلتا، إنه تم عمل عدة ندوات بجميع المراكز، وإنشاء حقول إرشادية فى مركز "المنزلة – ومنية النصر – وأجا – السنبلاوين – وطلخا – وبلقاس – وميت غمر" للتعريف بنبات اليقطين واهميته الاستراتيجية بمحافظة الدقهلية، فضلا عن وجود مزرعة بحثية فى قرية البرامون التابعة لمركز المنصورة، وذلك لنشر الوعى لدى الفلاحين وشرح طرق زراعته وإنتاجه، وحثهم على زراعته كونة ذو قيمة كبيرة، وسوف يعود على الفلاح بعائد مادى كبير، حيث إن كل شيء فى نبات اليقطين ذو قيمة فيتم استخراج منه الزيوت النقية والتى تستخدم للطعام، بالإضافة إلى الزيوت الأخرى والأقل نقاء ويتم استخدمها فى محركات السيارات، وذلك لأن نسبة الزيوت فى الثمرة تصل إلى 30%، موضحا أن تكاليف زراعته قليلة جدا، ويتحمل قلة المياة وارتفاع نسبة الملوحة فى الأرض، حيث إن النبات مذكور فى القرآن مع سيدنا يونس، ليوضح أهمية النبات مع الإنسان والحيوان، فهو من أقل النباتات التى تحتاج إلى المبيدات فتكاد تكون منعدمة فهو أمن، وكل ما يتم استخراجه من النبات مفيد للإنسان والحيوان، فهو غالى بعنصر الزنك والذى يساعد فى التئام الجروح، ومخالفته تستخدم فى الإنتاج الحيوانى كعلف مواشى وهو يعمل على زيادة إنتاج الألبان بالماشية، وتم عمل بروتوكول مع كلية الصيدلة للاستفادة من المواد المستخرجة منه، مؤكدا أن لنبات سيكون سلعة استراتيجية لمصر، ويمكن تصديره إلى أوروبا.
وفى البحيرة أكد المهندس سمير الحلاج مدير عام مديرية الزراعة بالبحيرة، على تكثيف الجهود المبذولة للتوسع فى زراعة اليقطين أو ما يسمى "القرع العسلى" وذلك نظرا لأهميته الاقتصادية والغذائية، مضيفا أن حجم زراعة اليقطين بالبحيرة ضئيل للغاية ويدخل ضمن فئة القرعيات مثل البطيخ ولب الكوسة والتى لا تتعدى حجم زراعتها أكثر من 200 فدان بجميع مراكز المحافظة.
وأوضح مدير زراعة البحيرة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" وجود مشروع قومى تتبناه وزارة الزراعة للتوسع فى زراعة اليقطين واستهداف حوالى 1000 فدان على الأقل فى العام القادم، مشيرا إلى أنه تم وضع خطة متكاملة لتوعية المزارعين بأهمية هذه الثمرة التى تتحمل التقلبات الجوية عن طريق إقامة عدة ندوات إرشادية بمراكز إيتاى البارود وأبو المطامير وكوم حمادة تمهيدا لتعميمها على باقى المراكز خاصة المناطق الصحراوية، وذلك لفوائده الاقتصادية الكبيرة لأنه غير مكلف فى زراعته ويتحمل التربة المالحة ويمكن الاستفادة منه كعلف للحيوانات بالإضافة إلى فوائدة الطبية التى يمكن استغلالها كمصنعات دوائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة