تحل اليوم الخميس، ذكرى رحيل العالم المصرى أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل، حيث رحل العالم الكبير فى 2 أغسطس 2016 عن عمر يناهز 70 عاما بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم نقل جثمانه إلى مصر ودفنه بها حسب وصيته التى أوصى بها زوجته.
العالم الكبير تمكن من اختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر فى زمن مقداره فمتوثانية، وبذلك يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة فى علوم الليزر وعلم الفيمتو التى حاز بسببها على 31 جائزة دولية.
العالم الراحل ولد فى 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ عند سن الرابعة، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسى، والتحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 فى الكيمياء، وعمل معيداً بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث فى علم الضوء.
زويل فكر بعد ذلك فى السفر للخارج وتطوير قدراته والاستفادة بما يمتلكه الغرب من إمكانينات بحثية لخدمة مجاله، حيث سافر إلى أمريكا فى منحة دراسية حصل عليها أنذاك، واجتهد حتى حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا فى مجال علوم الليزر، ثم عمل باحثاً فى جامعة كاليفورنيا، بركلى (1974 - 1976)، وانتقل للعمل فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتك" منذ 1976، وهى من أكبر الجامعات العلمية فى أمريكا، ثم حصل على الجنسية الأمريكية فى 1982.
جامعة "كالتك" كانت محطة هامة لـ"زويل"، حيث أنه تدرج فى المناصب العلمية الدراسية بداخلها إلى أن أصبح أستاذاً رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمى جامعى فى أمريكا خلفاً للينوس باولنغ الذى حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى فى الكيمياء والثانية فى السلام العالمى.
بدأ تفكير "زويل" فى تكوين أسرة كان فى 1989، حيث تزوج فى ذات العام من ديما الفحام، وأنجب منها 4 أبناء.
بعد زواجه بـ10 أعوام سجل التاريخ حدثا هاما لمصر وللعام الكبير ألا وهو حصول "زويل" على جائزة نوبل فى الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتوثانية ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها ليصبح بذلك أول عالم مصرى وعربى يفوز بجائزة نوبل فى الكيمياء.
حصوله "زويل" على نوبل" لم يكن سوى البداية، حيث توالت النجاحات وحصل على 31 جائزة دولية من أبرزهم: جائزة ماكس بلانك وهى الأولى فى ألمانيا، وجائزة وولش الأمريكية، وجائزة هاريون هاو الأمريكية، وجائزة الملك فيصل العالمية فى العلوم، وجائزة هوكست الألمانية.
" ألبرت أينشتاين، جراهام بيل" إثنان وضع بجوارهما اسم "زويل" فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة التى تضم أهم الشخصيات التى ساهمت فى النهضة الأمريكية، بعدما قدم أكثر من 350 بحثًا علميًا، واعتباره أبرز علماء الليزر.
رحلة "زويل" لم تتوقف عند هذا الحد، بل إنه تم اختياره ضمن مجلس مستشارى باراك أوباما الرئيس الأمريكى السابق، وفى نوفمبر 2009 عين كأول مبعوث علمى للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط، وفى 2014 حصل على دكتورة فخرية من جامعة "سيمون فريزار".
كتابات "زويل" تنوعت وتعددت حيث كتب نحو 600 مقال علمى و16 كتابا، من بينها "رحلة عبرالزمن..الطريق إلى نوبل" والتى قال فيها "زويل" "الغربيون عباقرة.. ونحن لسنا أغبياء.. لكن الغرب يساعد الفاشل حتى ينجح.. ونحن نحارب الناجح حتى يفشل" حيث تحدث فيه عن بدايته ودراسته بجامعة الإسكندرية، وأسطورة "الفيمتو ثانية"، والتى حصل من خلالها على جائزة نوبل ، أما كتاب عصر العلم 2005 فتناول فيه الأيام التى تلت إعلان فوزه بالجائزة كما تنبأ له نجيب محفوظ، بالحصول على جائزة نوبل مرة ثانية بناءا على هذا الكتاب.
أما كتاب الزمن فهو يحوى نص المحاضرة التى ألقاها العالم الكبير أحمد زويل والحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، وهى حول ألغاز الزمن ومعجزاته، حيث يتناول فيها تاريخ قياس الزمن ومستقبل هذا العلم، وبالنسبة لحوار الحضارات والذى قام بنشره فى 2007 فيتكون من 27 صفحة عبارة عن نص محاضرة قام صاحب نوبل بإلقائها فى محاضرته بباريس أمام منظمة اليونسكو وقدّم خلال الكتاب حلولا من شأنها الوصول لحوار حقيقى بين الحضارات.
"زويل" سعى للعمل من أجل مصر فى الخارج والدافع عنها دائما وبدا ذلك واضحا خلال السنوات الأخيرة قبل رحيله حيث أنه أكد أن الإسلام ليس له علاقة بما شهدته مصر إبان ثورة يناير، كما أنه كتب مقالات دعا فيها إلى الولايات المتحدة إلى عدم قطع المساعدات عن مصر، مؤكدا أن هناك الكثير من الآمال فى إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحاجة واشنطن إلى الشراكة مع القاهرة أكثر من أى وقت مضى، كما أنه وفى عام 2011، كتب مقالا عن آماله لمصر بعد ثورة يناير.
لحظة الحصول على جائزة نوبل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة