إرث كوبر vs تعديلات أجيرى.. الكرة الجميلة السبيل الوحيد أمام مدرب المنتخب الجديد للخلاص من عقم الأرجنتينى.. إنهاء زمن سياسة النجم الأوحد وفتح باب للفراعنة أمام الجميع.. والنيجر بطاقة تعارفه مع الجماهير

أخيرًا وبعد طول انتظار، أعلن اتحاد الكرة عن تعاقده مع المكسيكى خافيير أجيرى لتدريب المنتخب الوطنى لمدة 4 سنوات مقابل 120 ألف دولار شهريًا ومعه اثنين من المساعدين، وذلك خلفًا للمدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر الذى رحل عن تولى المسئولية الفنية للفراعنة بعد الخروج من كأس العالم خالى الوفاض وتلقى ثلاث هزائم.

وللعلم فإن عقد أجيرى مع الفراعنة ينص على حصوله على مكافأة 250 ألف دولار حال فوز الفراعنة ببطولة الأمم الأفريقية 2019 التى تقام بالكاميرون، بالإضافة لـ500 ألف دولار أخرى حال تأهل منتخب مصر لمونديال 2022، وذلك بخلاف راتبه الشهرى.

المدرب السابق لأتلتيكو مدريد الإسبانى ومنتخب المكسيك تحدث عن مهمته القادمة مع  المنتخب الوطنى خلال المؤتمر الصحفى لتقديمه قائلاً : أنه يكن كل احترام وتقدير لكوبر وطريقته الفنية التى طبقها مع الفراعنة على مدار السنوات الثلاثة والنصف الماضية إلا أنه لديه فكر مختلف ويعتمد الكرة الهجومية الجميلة والضغط على الخصم، مضيفًا أن طموحه مع الفراعنة لا حدود له ومساعدة الفراعنة ليصبح أفضل فريق فى العالم تحت قيادته الفنية خلال الفترة المقبلة.

إرث كوبر

وبما أن المدير الفنى الجديد للمنتخب الوطنى تحدث عن سلفه كوبر ومحاولته لتعديل طريقة لعب الفراعنة تحت قيادته فإنه لابد من استرجاع إرث المدرب الأرجنتينى مع الفراعنة للتعرف على نقاط القوة التى تركها للعمل على زيادتها أو الضعف من أجل تعديلها.

وللعلم فإن كوبر تسلم المنتخب فى مارس 2015 وقد كان الفريق فى أسوأ حالاته فقد تعثر فى تصفيات الأمم الأفريقية لثلاث دورات متتالية، إضافة إلى استمرار عقدة الصعود للمونديال إلا أنه تمكن من قيادة الفراعنة للصعود إلى أمم أفريقيا بالجابون بل والصعود للنهائى والحصول على لقب الوصافة، كما قاد الفريق للصعود لمونديال ورسيا 2018، ثم رحل بعد تلقى الفريق ثلاث هزائم متتالية من أوروجواى وروسيا وأخيرًا السعودية.

الانتقادات لم تفارق كوبر سواء من الجماهير أو الخبراء منذ يومه الأول نظرًا لطريقة لعبه الدفاعية واعتماده على أسماء بعينها فى المباريات الرسمية رغم أن عدد اللاعبين الذين قام بتجربتهم وفقا للتقديرات تصل إلى 74 لاعب تقريبًا، فى الوقت ذاته كان اعتماده الأساسى ينحصر ما بين  14 لاعبا لا يخرج عنهم حتى تبديلاته كان يمكن توقعها بسهولة أو من الممكن أن تقول أنها محفوظة.

ما جعل كوبر يستمر مع المنتخب رغم الاعتراضات الجماهيرية عليه وكذلك هجوم بعض النقاد الرياضيين ونجوم الكرة المصريين السابق هى تحقيقه للنتائج المطلوبة منه لكن السقوط الكبير للفراعنة فى أول اختبار حقيقى معه فى منافسات كأس العالم دفع اتحاد الكرة لتغييره بعد تزايد الضغط الجماهيرى عليه.

ومن الانتقادات الرئيسية لكوبر التى يتمنى عشاق الكرة المصرية تغييرها خلال الفترة القادمة ألا تعتمد خطته بشكل رئيسى على محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى وهذا لا يعنى إلغاء دور الفرعون مع الفريق لكن ألا تكون الخطة "باصى لصلاح" أو بمعنى أبسط اتاحة الفرصة لكل اللاعبين للظهور وفقا لخطة فنية محكمة وتبادل الأدوار فى الملعب بينهم.

وما يؤكد أهمية إعادة المنتخب الوطنى لطريقة اللعب الجماعى أن النسخة الماضية من كأس العالم اثبت انتهاء زمن النجم الأوحد بعد سقوط المنتخب الأرجنتينى بقيادة نجم برشلونة الإسبانى ليونيل ميسى، ومنتخب البرتغال بقيادة نجم يوفنتوس الإيطالى الحالى كريستيانو رونالدو، بينما صعد إلى النهائى منتخبين يعتمدان على أسلوب اللعب الجماعى وهما فرنسا وكرواتيا، وقد استطاع الديوك حسم اللقب لصالحهم.

أيضًا من العيوب التى كانت تؤخذ على كوبر أنه كان يبالغ فى الاعتماد على الطريقة الدفاعية لذا كان من النادر فى عهده الا تجد المنتخب يفوز بأكثر من هدف أو هدفين حتى فى أكثر اللقاءات سهولة، والسبب ببساطة أنه بعد تسجيل الفراعنة أى هدف فإنهم بعدها يعودون للتمركز دفاعيا ويعتمدون على أسلوب الهجمة المرتدة.

ومن السلبيات التى أخذها المصريون على كوبر أنه لم يكن يحب المفاجآت أو تغيير طريقته فقد كان يلعب بشكل ثابت فى كل اللقاءات حتى أن تبديلاته لا تتغير إلا إذا حدثت إصابة تدفعه لإجراء تبديل اضطراريًا!.

تعديلات أجيرى

وبناءً على ما سبق، فإن أجيرى عليه العمل على تغيير تلك النقاط السابق ذكرها، خصوصا أن مسيرته التدريبية تؤكد تفضيلها للأسلوب الهجومى وتقديم كرة جميلة، كما أنه كان له تصريحات سابقة يؤكد فيها أنه لا يحب سياسة النجم الأوحد بل توزيع المهام على كل اللاعبين، وينتظر المصريون رؤيته قريبًا خصوصا أن الفريق لديه مباراة أمام منتخب النيجر فى الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019 يوم 8 سبتمبر القادم.

وتكمن أهمية مباراة النيجر أن منتخب مصر خسر المباراة الأولى فى التصفيات أمام تونس، ويحتاج إلى الفوز فى هذه المباراة التى ستقام بملعبه ووسط جماهيره، لذا فإن هذا اللقاء سيكون بطاقة تعارف جيدة بين الجماهير المصرية وأجيرى حال تحقيق الفراعنة فوز عريض ومقنع .