حملت تصريحات الرئيس السيسى، والتى أطلقها خلال لقائه بالرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بقصر الاتحادية، كثيرا من الدلالات والرسائل للمنطقة والعالم.
ورأى المسئولون اليمنيون والخبراء، أنه كان شديد اللهجة ويوضح موقف مصر من القضية اليمنية والأطماع فى البحر الأحمر وباب المندب، كما حمل رسالة طمأنة للشعب اليمنى وتأكيدت على استمرار الدعم المصرى للشرعية فى اليمن.
ومن جانبه قال الدكتور عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية اليمنية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، حول الخطاب الذى وجهه الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى، إن كلمات السيسى حملت تأكيدا للجميع على قوة العلاقات "المصرية ـ اليمنية" بأنها علاقات تاريخية، وزيارة الرئيس عبد ربه هادى، وما لقاه من ترحيب وكرم ضيافة يدل على استمرار الموقف المصرى الداعم منذ القدم وحتى الآن لليمن.
وأضاف فتح، أن خطاب السيسى أكد توحد المواقف لكلا البلدين إزاء ما يمس المنطقة العربية، كما أكدت تكاملية العلاقات المشتركة والأمن القومى بين مصر، وخاصة أن موقع اليمن رئيسى على البحر الأحمر ويمر عبر الشواطئ اليمنية أكثر من 30 % من حجم التجارة الدولية، كما أن باب المندب يعد بوابة إلى قناة السويس، وكل هذا يشير إلى أن المصير مشترك بين البلدين.
وأكد فتح، أن مصر ستظل قائدة ورائدة للأمة العربية بتاريخها ودورها وقيادتها السياسية وتمثل الملجأ الأول لليمنيين، واستنكاره للاعتداءات الحوثية التى يتعرض لها الشعب اليمنى وعدم قبوله تعريض أمن اليمن والمنطقة للخطر، يقوى الموقف الداعم لقضيتنا العادلة.
فيما أوضح الدكتور عبد الباسط القادرى وكيل وزارة الإعلام ، أن تواجد الرئيس عبد ربه منصور فى مصر، يحمل رسالة كبيرة للعالم، بأن مصر لها قوة و تأثير، وتقف مع الشعب اليمنى ضد الحوثيين وانتهاكاتهم، كما يجدد خطاب "السيسى" روح التعاون بين مصر واليمن الممتد فى جميع المجالات، وبالتالى فإن مصر سيكون لها دورا كبير فى إعادة إعمار اليمن، بعد دحر ميليشيات الحوثى وسنحتاج للخبرات والشركات المصرية فى كافة المشروعات.
وأضاف أن الرئيس السيسى بتأكيده على الموقف المصري الواضح إزاء الملف اليمنى الرافض للإنقلاب والداعم للشرعية، يسهم بشكل كبير في عزل الانقلابيين وهو موقف له خصوصية تاريخية، بأن مصر تقف دائما إلى جوار الشعب اليمنى وتساند قضاياه العادلة.
وقال الدكتور عبد الله دحان نائب وزير الصحة عضو الحزب الناصرى، أن خطاب الرئيس السيسي يحمل رسائل واضحة فى دعم مصر للشرعية، ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادى، وهو موقف يدعم أمن واستقرار اليمن.
وأكد الدكتور محمد جميح عضو مؤتمر الحوار الوطنى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن كلمات الرئيس السيسي وجهت رسائل لبعض القوى الإقليمية التى تطمع بالتواجد فى مضيق باب المندب للتحكم فى طرق إمداد الطاقة، واليوم تقوم مصر بدورها، ولا ننسى المصالح المشتركة، مؤكدا أن قناة السويس وباب المندب هما بوابتى التحكم فى طرق التجارة البحرية، وزيارة الرئيس منصور هادى تأتى فى إطار التأكيد على المكانة الكبيرة لمصر فى نفوس اليمنيين.
أما الدكتور عبد الرب سلامة وزير الدولة اليمنى، أكد أن السيسى بكلماته يؤكد دائما أن مصر ستظل قائدة العروبة ودرع العرب الواقى وحصنها المنيع، وليس غريبا أن يتحدث رئيس مصر عن أمن اليمن ويعتبره جزءا من أمن مصر و الأمن القومى العربى، أما تأكيد الرئيس على إلتزام مصر الأصيل بدعم واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، هو تأكيد للشعور العربى بأن مصر ستظل على الدوام حاملة راية الوحدة العربية.
ورأى يوس الدعاس خبير الشأن اليمنى، أن لقاء الرئيسين جاء تأكيدا على عدم التفريط بمرجعيات الشرعية، وعدم الانصياع للضغوط بالذهاب إلى حوار دون مرجعيات، و حمل دلالات مهمة فى توقيت دقيق تواجه فيه اليمن تصاعد تهديدات مليشيا الحوثي ضد حركة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، وبالتزامن مع عودة المفاوضات للتأكيد على مرجعيات الحل السلمى باليمن متمثلا بمرجعيات الشرعية اليمنية برئاسة منصور هادى والمتمثلة فى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى اليمنى وقرارات الأمم المتحدة.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد المقرمى رئيس مركز سكوب باليمن ، أن اللقاء جسد متانة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على امتداد التاريخ و مدى التعاون المشترك بين البلدين وأهميته فى المرحلة الصعبة التي تمر بها اليمن، ودور مصر الهام فى دعم الشرعية وتأمين الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب على وجه التحديد ، والذي سعت إيران واهمةً عبر دعمها المليشيات الحوثية.
وأضاف المقرمى، أن اللقاء ركز على رسائل واضحة بالتصدى لكل من يحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة، حيث يعد باب المندب التابع لمحافظة تعز اليمنية البوابة الجنوبية للبحر الأحمر وشريان حياة متجدد، فهو ممر ملاحى عالمى هام يربط البحر العربى بالبحر الأحمر وخليج عدن؛ ويساهم تأمينه فى الدفع بالاقتصاد العالمى إلى الأمام وتمر خلاله 21 ألف قطعة بحرية سنوياً، وما يزيد من أهميته هو اتساعه لشتى السفن وناقلات النفط.
وكان الرئيس السيسى، أكد خلال لقائه نظيره اليمنى بقصر الاتحادية، على أن أمن واستقرار اليمن يمثل أهمية قصوى ليس للأمن القومى المصرى فحسب، وإنما لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال الرئيس السيسى فى كلمته، "نرفض بشكل قاطع أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، مشيرا إلى أن مصر تؤكد دائما التزامها الأصيل بدعم واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، ودعمها المتواصل للحكومة الشرعية اليمنية ،من أجل التغلب على التحديات الراهنة والتصدى بحزم لمن يريد العبث بمقدرات الشعب اليمنى الشقيق.
وقال السيسى، إن زيارة الرئيس اليمنى إلى مصر تكتسب أهمية خاصة فى ظل المرحلة الدقيقة والمفصلية التى تمر بها الأزمة اليمنية، والتى امتدت تداعياتها لتُضاعف من التحديات الجسيمة التى تمر بها منطقتنا العربية، وتهدد أمنها واستقرارها بشكل غير مسبوق، وهو الأمر الذى يستلزم منا تضافر الجهود، وتعزيز التعاون والتنسيق فيما بين دولنا العربية، لدرء الأخطار المتصاعدة التى باتت تواجهنا جميعا، ولتغيير الواقع الصعب الذى يعيشه الشعب اليمنى الشقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة