حلت اليوم الذكرى الخامسة على وقت خلصت فيه أجهزة الأمن مصر وشعبها من أخطر بؤرة إجرامية كانت تجر البلاد لكارثة وتشعل الفتن إذا ما استمرت أكثر ونفذت مخططها الخسيس، بؤرتا اعتصام رابعة العدوية والنهضة، تعاملت الشرطة معهما وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، لتفادى الخسائر فى الأرواح.
نوثق شهادة ثلاثة من الضباط المشاركين فى عملية فض الاعتصامين من قطاعات الأمن المركزى والعمليات الخاصة بنطاق محافظتى القاهرة والجيزة.
فى البداية يقول الرائد محمود نزيه أحد ضابط العمليات الخاصة المشاركين بفض اعتصام رابعة، فى تصريحات صحفية: لابد من التوضيح أن ما نقلته عدسات القنوات الفضائية خلال يوم فض اعتصامى رابعة والنهضة بظهور هؤلاء العناصر لا يمكن أن يطلق عليهم اسم متظاهرين ولم يكن تواجدهم بهدف التظاهر مطلقا، لأن تعريف الاعتصام هو عبارة عن تجمع عدد من الأفراد بمكان ما، وعدم مبارحة هذا المكان إلا بعد تنفيذ مطلب معين، ومن المفترض أن هذا الاعتصام إما أن يكون مؤقتا أو حتى تلبية المطالب، أما اعتصام رابعة كما أطلقوا علية استمر من 30 يوليو حتى 13 أغسطس أى قبل يوم من فض الاعتصام.
وأضاف ضابط العمليات الخاصة أنه فى بداية التعامل ودخول القوات فوجئوا بإطلاق ذخيرة حية بشكل مكثف على القوات من كافة الجوانب، منوها أن دور قوات العمليات الخاصة مكافحة الشغب، وفيما يخص الاعتصامات ينحصر فى مكافحة الخارجين عن القانون أو التعامل مع العناصر الخطرة، وهذا ما حدث من تلك العناصر، بأنه حدث بيننا وبينهم عمليات كر وفر بالشوارع.
وتابع: ليعلم الجميع أننا كنا قادرون على إنهاء الاعتصام خلال 10 دقائق ولكن الكر والفر كان لضبط تلك العناصر دون وقوع خسائر فى الأرواح وهذه كانت التعليمات لدينا، بدقة التحريات عن الأشخاص المتواجدين ومراعاة أن من بينهم أشخاص قد يكونوا مأجورين أو مغرر بهم، وهذا أدى إلى استشهاد زملائنا، كان أولهم ملازم أول محمد جودة والذى سقط بعد خمس دقائق من بداية التعامل، وكان بأحد سيارات فض الشغب واغتيال السائق، وبعدها سقط الملازم أول محمد سمير، وبعده النقيب شادى مجدى خلال أول ثلاث ساعات.
واستطرد الرائد نزيه: من خلال التواجد بمسرح الأحداث شاهدت خوذة الشهيد ملازم أول محمد جودة، وخوذة الشهيد النقيب شادى مجدى بها مخرج رصاص ومن المفترض أن تلك الخوذة تحمى الضابط ضد عيار الآلى، واختراق الطلقة لجسم الخوذة ودخولها برأس الضباط يوم فض الاعتصام يعنى أن العيار الذى أطلق علينا كان من سلاح متطور، أحدث من السلاح الآلى كالقناصة أو المتعدد، ومع هذا كنا نتعامل بحرفية خلال فض الاعتصام برغم خطورة الأسلحة التى كانت بحيازتهم، وبرغم إطلاق النار العشوائى منهم وعدم حرصهم على سقوط ضحايا حتى من بينهم فهم لم يكونوا مهتمين لهذا الأمر.
أما المقدم بهاء الشريف ضابط الأمن المركزى بالقاهرة أكد أن فض الاعتصام بدء الساعة السادسة صباحا بإنذار مبكر عبر مكبرات الصوت بفتح حرم أمن لخروج المعتصمين السلميين دون ملاحقة، وكررنا الإنذار الساعة السابعة صباحا، فتم إطلاق الرصاص عشوائى علينا، وكنا على مسافة 300 متر من المكان فأطلقنا الغاز المثيل للدموع لإبعادهم حتى نتمكن من الدخول، وبنفس التوقيت كنا نواجه ضرب النار، ولا أحد أن يتخيل أننا تعاملنا من 6 صباحا حتى 9 مساء بداية دخولنا الفعلى لميدان رابعة والسيطرة أمنيا عليه، وقاموا بإشعال النيران بالخيام الخاصة بالأشخاص السلميين الموالين لهم متوهمين أن الدخان سيكون حائط صد لقنابل الغاز حتى لا تصل إليهم، وكذلك الأشخاص غير المنتمين إليهم ممن قاموا بجلبهم من المحافظات مقابل أجرة يومية والذين اتخذوهم كسواتر فيما بعد، خلال المواجهة مع الأمن.
وأشار المقدم الشريف أن هناك قناصة اعتلت أسطح المنازل بشارع الطيران، وعمارات خلف طيبة مول، ولدى مشاهدتهم لطائرات الاستطلاع تحلق فوقهم تركوا أسطح العقارات ونزلوا للشارع للتعامل معنا، وبنزولهم تعاملنا معهم وقبضنا عليهم، موضحا أن قيادات العناصر الإرهابية كمحمد البلتاجى وصفوت حجازى وغيرهم غادروا منصة رابعة مرتدين النقاب، وتركوا أنصارهم فى المواجهة حتى أن أنصارهم شعروا بهذا الاختفاء وبدأوا يتساءلوان.
من جانبه أكد النقيب وائل صلاح ضابط الأمن المركزى بالجيزة المشارك بفض اعتصام النهضة، أن التعامل تم بداية من الإنذار وحتى الانتهاء الفعلى لفض الاعتصام، واستمر من الساعة 6 صباحا وحتى الثامنة صباحا أى ما يقرب من ساعتين، سبق تلك المدة استطلاع ورفع للمكان، وحددنا مخازن الذخيرة والأسلحة داخل حديقة الأورمان والتى كان يحرسها 70 مسلح بآلى.
واستكمل: مجاميع مسلحة من الميدان اعتلت كلية الهندسة وحدث تعامل معهم حتى السادسة مساءً، ومجاميع أخرى توجهت لميدان مصطفى محمود كمحاولة لنقل الاعتصام إلى هناك، وقاموا بخطف ضابط من دورية أمنية وأشعلوا الحريق بلورى شرطة تابع لقوات الأمن، وإتلاف سيارة شرطة أخرى، وقابلتهم سيارات فض الشغب والمدرعات وحدث إطلاق نار كثيف علينا من أعلى أسطح شارع البطل أحمد عبد العزيز وشارع وادى النيل بطريقة عشوائية.
وختم: المسلحون بالنهضة كانوا يحملون أسلحة متطورة تجاوزت الآلى نجحت فى اختراق السديرى الواقى للرصاص ومدرعات الشرطة وسقط أمامنا أثناء التعامل مجند كمال محمد السيد شهيد توفى إثر طلق نارى بالبطن، والنقيب محمد السيسى الذى أصيب بفتحة دخول وخروج بالجانب، وملازم أول محمد عبد العزيز أصيب بفتحة دخول وخروج بوسط البطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة