فشل الإخوان وحلفائهم من الجماعات الإسلامية فى الحشد للمشاركة فى مليونية 21 يونيو 2013 بميدان رابعة، التى مثلت أولى خطواتهم نحو الصدام المباشر مع الشعب المصرى، تسبب فى حالة تخبط شديدة فى صفوف أعضاء مكتب الإرشاد، انتهت إلى إصدار تعميم وصل إلى كافة القواعد التنظيمية فى محافظات الجمهورية، بالاستعداد لاعتصام مفتوح فى القاهرة.
◄الطريق إلى رابعة.. خطة إرهاب المصريين قبل 30 يونيو
مكتب الإرشاد على صفيح ساخن
سادت حالة من الرعب صفوف قيادات مكتب الإرشاد بعد فشل الحشد، خاصة وأن الموعد المحدد شعبيا للتظاهر ضد نظامهم اقترب بشدة، وأن حالة الغليان بين المواطنين والقوى السياسية المعارضة ازدادت فى أعقاب تعيين المحافظين الموالين للجماعة، وكان احتشاد الرافضين لأخونة مؤسسات الدولة أمام دوواين المحافظات خير شاهد على سياسة جماعة لم تنصت لمن أتوا بها للسلطة منذ استيلائهم على مقعد الرئاسة.
لم يجد قادة التنظيم أمامهم إلا دعوة قيادات الأحزاب الإسلامية والجماعات المتحالفة معهم، لعقد اجتماع طارئ، اتفقوا فيه على اتخاذ مسارين (إعلامى - تنظيمى)، تمثل المسار الإعلامى فى تكليف اللجان الإلكترونية النشطة على مواقع التواصل الاجتماعى، بالترويج إلى أن مجموعات جهادية من أعضاء تنظيم القاعدة، والمشاركون فى العمل المسلح بسوريا، فى طريقهم للعودة إلى مصر لمساندة محمد مرسى والإخوان يوم 30 يونيو.
تطلع الإخوان من هذه الأخبار إلى تحقيق 3 أهداف عاجلة، أولها رفع الروح المعنوية لأنصارهم الذين أبصروا بأنفسهم الرفض الشعبى للتنظيم، ووقوف المواطنين ضد تحركاتهم ومسيراتهم، والثانى رسالة إرهاب مباشرة إلى القوى السياسية والداعين للتظاهر فى 30 يونيو، ورسالة غير مباشرة لمؤسسات الدولة بأن مصر ستتعرض لموجة إرهاب وعنف حال حدوث أى تغيير فى الخريطة السياسية.
المسار التنظيمى
أما المسار الثانى تمثل فى تكليف كافة الأحزاب المتحالفة مع الجماعة، بالتحضير لحشد أعضائهم للاعتصام فى ميدان رابعة استعداد لمواجهة الشعب فى 30 يونيو، وإخطار قواعد الإخوان بالأمر ذاته الذى دخل طور التنفيذ فى ليلة الجمعة 28 يونيو، أى قبل يومين من موعد المظاهرات الشعبية.
خلال هذه المدة التى بلغت أسبوع منذ مليونية 21 يونيو حتى يوم الاعتصام فى رابعة الموافقة الجمعة 28 يونيو، مارس الإخوان كل أساليب الإرهاب ضد الشعب المصرى بالطرق المباشرة وغير المباشرة، بتصدير مشهد تدخل جماعات إسلامية فى المشهد للدفاع عن شرعية محمد مرسى، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعى، وصفحات اللجان الإلكترونية بمئات الأخبار عن الثورة الإسلامية، واشتعال حرب أهلية سيكون الغلبة فيها لسلاح الجهاديين.
استخدم تنظيم الإخوان، تاريخ الجماعة الإسلامية الحافل بالعنف والإرهاب، وقيادات ذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، كفزاعة لإرهاب أبناء الشعب المصرى، وشباب حركة تمرد، لإثنائهم عن المشاركة فى 30 يونيو، إذ أشاعوا بأن الجماعة ستلجأ إلى حمل السلاح والعنف لحماية رئيسهم، وتولى عاصم عبد الماجد ترويج هذا الخطاب بتصريحاته العدائية التهديدية لمؤسسات الدولة والمصريين.
وبدأت المكاتب الإدراية فى الخميس الموافق 27 يونيو 2013 التحضير للمشاركة فى اعتصام رابعة، باستئجار الأتوبيسات المكلفة بنقل أعضاء الإخوان من المحافظات إلى القاهرة، وكلف التنظيم شُعب الجماعة فى إمبابة وشبرا وشرق القاهرة بمسئولية تجهيز الميدان فى مصر الجديدة لاستقبال الوافدين للاعتصام.
بالفعل بدأ أنصار الإخوان التوافد إلى ميدان رابعة العدوية فجر الجمعة، وكان بانتظارهم أعضاء التنظيم المكلفين بتجهيز الميدان عن طريق نصب الخيام، وبناء المنصة، وإعداد مجموعات مدربة بدنيا تم تسليحها بالدرع والعصا فى محاكاة لعساكر الأمن المركزى، تحت مزاعم تأمين الاعتصام رغم انتشار رجال الشرطة فى محيط رابعة للتأمين وتنظيم المرور، حيث كانت الرسالة الأساسية المراد توجيهها من تواجد هؤلاء "إرهاب المصريين" فقط.
وننتقل فى الحلقة القادمة إلى تناول الخطاب الإعلامى والتعبوى الذى صدره الإخوان لأنصارهم فى مليونية 28 يونيو التى أطلقوا عليها فى البداية "الشرعية خط أحمر"، ثم حولوا اسمها إلى "الشريعة خط أحمر" لمداعبة مشاعر السلفيين، وتأجيج الفتنة فى مصر، وإيهام الرأى العام بأن 30 يونيو حرب على الإسلام كما اعتادوا طيلة ظهورهم على الساحة بعد ثورة يناير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة